القاهرة _ محمد التوني
تناولت صحيفة "الأهرام" المصرية في صدر عددها الصادر اليوم الخميس، الرسالة التي بثها بابا الفاتيكان المقرر له زيارة مصر غدا الجمعة الى مصر. وكتبت تقول: استبق البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وصوله الى مصر في مستهل زيارة تستمر يومين اعتبارا من يوم غد، بتوجيه رسالة مصورة إلى قيادة مصر وشعبها، مؤكدا أنه يزور مصر كصديق ورسول سلام.
واستهل البابا الرسالة المصورة التى تم بثها عبر المواقع الرئيسية للبابوية والفاتيكان ببعث التحية التقليدية باللغة العربية "السلام عليكم"، قبل أن يؤكد سعادته بزيارته المرتقبة إلى مصر التى وصفها بــ"مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة التى كانت مسكنا للبطاركة والأنبياء".
وأوضح البابا فى كلمته أنه يأتي مصر كصديق ورسول سلام إلى الأراضي التي كانت قبل ألفي عام ملاذا وملجأ للعائلة المقدسة خلال رحلة هروبها من الملك هيرودس، وأضاف مشددا على تشرفه بزيارة موقع لجوء العائلة المقدسة.
ولم يغفل البابا شكر كل من وجه له الدعوة لزيارة "أم الدنيا" وفقا للتعبير الذي استخدمه، وخص بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، والبابا تواضروس الثاني، والإمام الأكبر شيخ الأزهر. كما شمل بالشكر كل من يعمل على إعداد وتسهيل هذه الزيارة. وحدد البابا هدفه من هذه الزيارة التاريخية بأنه يريد أن تكون دليلا على محبته ومصدرا للطمأنة لمسيحيي الشرق الأوسط إجمالا، وأن تكون في الوقت ذاته بمثابة رسالة صداقة واحترام لجميع مواطني مصر والمنطقة، و"رسالة أخوة وتصالح إلى جميع أبناء النبى إبراهيم، وتحديدا العالم الإسلامي التى تشغل مصر منه مكانة مهمة". وأعرب البابا فى رسالته عن أمله فى أن تسهم زيارته بشكل إيجابى بالنسبة للحوار القائم بين الدين المسيحي والدين الإسلامي، وإلى الحوار مع الكنيسة القبطية التي وصفها بالجليلة والمحبوبة.
وفى إشارة إلى الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها مصر مؤخرا، أشار البابا إلى أن العالم يعانى من "العنف الأعمى" وفقا لتعبيره، وأن هذا العنف قد ضرب قلب الأراضي المصرية مؤخرا، مشيرا إلى حاجة العالم الشديدة إلى السلام والمحبة والتراحم، وشدد على أهمية من وصفهم بصناع السلام الذين يتسمون بالحرية والشجاعة وأنهم قادرون على بناء مستقبل يخلو من التعصب وتشييد جسور من السلام والحوار والعدالة والإنسانية والإخوة.
وخاطب البابا المصريين على مختلف فئاتهم داعيا الله أن يباركهم ويحمي بلادهم مصر من كل شر. واختتم البابا رسالته المصورة بطلبه من المصريين الصلاة من أجله قبل أن يقول بالعربية "شكرا وتحيا مصر".