المصورة الهنغارية بيترا لازلو

وجه ممثلو الادعاء الهنغاريين اتهامات ضد المصورة بيترا لازلو التي صدمت العالم عند تصويرها وهي تركل شابًا وفتاة من المهاجرين أثناء محاولتهم الفرار من الشرطة، وأقيلت لازلو من وظيفتها في محطة N1TV التليفزيونية التي يديرها حزب يميني متطرف مناهض للهجرة، وأفاد ممثلو الادعاء " أثناء التصوير ركلت لازلو شابًا في ساقه ركلة سريعة بقدمها اليمنى، كما ركلت فتاة في الركبة أيضا بقدمها اليمنى"، فيما تم نفي الفيديو الثاني الذي ظهرت فيه لازلو وهي تعثّر أب يحمل ابنه الباكي، حيث قال المدعون أنها ركلت الإثنين لكنهم لم يسقطوا، وكانت لازلو خلف الشرطة مباشرة تصور المهاجرين وهم يركضون، وبين المدّعون أنه لا يوجد دليل على وجود جريمة كراهية ذات دوافع عنصرية، ولم يتح الوصول للازلو  على الفور للتعليق لكنها أوضحت العام الماضي أنها شعرت بالندم على ما حدث.

وأضاف المدعون أن لازلو لم تركل رجلًا يحمل طفلًا صغيرًا وهو أحد الاتهامات التي واجهتها خلال العام الماضي وأثارت ضجة عبر الأنترنت، وتابع المدعون "  ركلت لازلو رجل يمسك بيد طفل في يده إلا أن الركلة لم تصل للرجل، فيما ظهر الرجل الذي يحمل طفلا واقعا على الأرض لأن رجال الشرطة حاولوا الإمساك به لكنه فقد توازنه"، واتجه هذا الرجل وهو مدرب كرة ويدعى أسامة عبد المحسن إلى أسبانيا حيث عرضت مدرسة رياضية أن تجد له وظيفة، وتأتي محاكمة لازلو في ظل التوترات السياسية بشأن أزمة الهجرة في أوروبا في المنطقة، ووصف المدعون كيف اخترق مئات المهاجرين الطوق الأمني للشرطة متجهين نحو مدينة سيجد بالقرب في سبتمبر/ أيلول العام الماضي.

واعتذرت لازلو في سبتمبر/ أيلول العام الماضي على تصرفاتها ونفت الاتهامات الموجهة لها في هذا الوقت بكونها عنصرية زاعمة أنها اعتقدت أنها كانت تتعرض لهجوم في ذلك الوقت، وقالت لازلو في رسالة للصحيفة المجرية Magyar Nemzet أنها أسفة حقا بشأن الحادث الذي أثار الغضب عندما نشرت اللقطات على الأنترنت، وكتبت لازلو في رسالتها " الكاميرا كانت تصور عندما كسر مئات المهاجرين الطوق الأمني للشرطة واندفع أحدهم تجاهيي وكنت خائفة، فقط اعتقدت أنني أتعرض للهجوم، وأنه يجب علي حماية نفسي"، وأقيلت لازلو من وظيفتها كمصورة في محطة N1TV الهنغارية بعد فترة وجيزة من انتشار اللقطات عبر الانترنت، وهي المحطة التي يديرها حزب جوبيك اليميني المتطرف، وأضافت لازلو " من الصعب اتخاذ قرارات سليمة عندما يكون الناس في حالة ذعر ومئات الناس تجري، أسفة على ما حدث وأتحمل مسؤولية ذلك، أنا لست بلا قلب أو مصورة عنصرية تركل الأطفال ولا أستحق الاتهامات السياسية الموجه ضدي أو التهديدات بالقتل، حقا أسفة، عندما رأيت اللقطات حاليا يبدو الأمر كما لو كنت لا أشاهد نفسي، حقا ندمت على ما فعلت وأتحمل مسؤولية ذلك، الأن يمكنني فقط الكتابة، أنا في حالة صدمة بسبب ما فعلته وما تعرضت له".

وتابعت لازلو " باعتباري أم أسفة للغاية لأن طفل جرى نحوي ولم أشعر بذلك، إنه ليس سهلا أن تتخذ قرارًا جيدًا عندما تكون في حالة ذعر"، وأوضحت أحزاب المعارضة  Együtt-PM والتحالف الديمقراطي أنهم يسعون لتوجيه تهمة العنف ضد لازلو وهي الجريمة التي يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات، وامتد غضب مستخدم وسائل التواصل الاجتماعية إلى تويتر، كما أنشئت مجموعة على الفيسبوك باسم "بيترا لازلو جدار العار" لإدانة أفعالها مع وصفها بكونها مثيرة للشفقة ومُشينة، وكتب المستخدم ديفي ماكلولين " يبدو أن المصورة الأمريكية أصبحت طبيبة الأسناء الأمريكية هذا الشهر، هذه المرة هي تستحق كل الإدانة"، وأضاف عثمان علي خان " مثل هذا السلوك المثير للشفقة للمصورة الهنغارية التي عثرت عمدا لاجئ يحمل طفلا"، وذكر تيم مارشال محلل الشؤون الخارجية " من الزاوية التي صورت فيها المصورة وهي تركل الطفل لا تحتمل الواقعة الشك، إنه سلوك مشين"، وكانت الفتاة التي ركلتها لازلو واحدة من عدة مئات من المهاجرين الذين فروا بعد أن غضبوا من معاملة الشرطة المجرية، وكان اللاجئون جزء من مجموعة من 1500 شخصا انتظروا لساعات في نقطة تجميع اللاجئين بالقرب من معبر روسزكي، وأظهرت الصور بعضا للاجئين يحملون صغارهم ويركضون عبر الحقول عابرين مسارات القطار باتجاه بلدة سيجد في محاولة يائسة للمُضي قدما، وشوهد الشرطة تتبع المهاجرين الذين يأملون في الوصول إلى بلدان أخرى ترحب بهم في أوروبا الغربية، ولم يحاول العديد من الضباط توقيفهم، وبذلك هنغاريا جهود حثيثة للسيطرة على المد الهائل من المهاجرين العابرين للبلاد، فيما أصبح العديد من اللاجئين محاصرين لعدة أيام خارج الحدود، ودخل هنغاريان نحو 167 ألف مهاجرا بصورة غير قانونية في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وعبر معظمهم الحدود حول منطقة روسزكي.