صحيفة "الصن" اللندنية

بلغ عدد ضحايا حرب كولومبيا ضد المواد المخدرة ، والتي استمرت لسنوات طويلة ما يقرب من 220 ألفًا، كما واجه 5 ملايين شخص أزمة الفرار من أماكن الحرب والتخلي عن منازلهم، ما يجعل هذا الملف بتفاصيله كافة , يثير الحساسية المفرطة والغضب الشعبي والرسمي، بخاصة إذا تم الحديث عنه في إطار ساخر، وهو ما فعلته صحيفة "الصن" اللندنية، حيث تتصاعد حدة الأزمة التي تسبب فيها غلاف الصحيفة، والذي يحمل إساءات بالغة لكولومبيا وشعبها وتاريخها، وسط مطالبات عالمية بضرورة اعتذار الصحيفة عن هذه الإساءة.

و وصف غلاف الصحيفة ,كولومبيا بأنها الأمة التي قدمت للعالم شاكيرا والقهوة والكوكايين، وهو الغلاف الذي سبق موقعة إنجلترا وكولومبيا في دور الـ 16 لمونديال روسيا، وتسبب في توتر أجواء المباراة، ورفع من وتيرة العنف المتبادل بين اللاعبين، ما جعل المواجهة تشهد عددًا كبيرًا من البطاقات الصفراء، والتوقفات على إثر العنف المتبادل بين اللاعبين بالكرة، ومن دون كرة في كثير من المواقف.

و غرّد آلاف الإنجليز، تفاعلًا مع الأزمة وغيرهم ليعلنوا عن غضبهم من الإساءة التي تسببت فيها الصحيفة الإنجليزية، وسط مطالب واسعة بضرورة تقديم اعتذار رسمي للشعب الكولومبي، وأكّد نيستور أوزاريو السفير الكولومبي في لندن عبر صفحات الإندبندنت اللندنية أنه يشعر بالحزن والغضب، مشيرًا إلى أنه لا توجد أدنى علاقة بين مباراة في كأس العالم تجلب البهجة للملايين، وبين تلك الكلمات المسيئة في حق الشعب الكولومبي.

 وتفاعل الآلاف مع ما قاله السفير، وكان من اللافت الإدانة الشعبية الإنجليزية لغلاف الصحيفة، حيث أكد البعض أن الصحيفة تمثّل نفسها في هذه الحالة، ولا يمكن أن تعكس رؤية الشعب الإنجليزي.
وأشار البعض الآخر إلى أن "الصن" تجاوزت الخطوط كافة، ووقعت في فخ العنصرية والكراهية، ووصف الآلاف عبر مواقع السوشيال ميديا الأمر بأنه عار على الصحيفة، ويبعث على الشعور بالخجل، والمفاجأة أن متحدثًا باسم الصن بادر بالرد بطريقة أثارت المزيد من الغضب، حيث أشار إلى أن ما حدث لم يكن أكثر من مجرد دعابة.

وعاد الإنجليز، وكذلك بعض المغردين من كولومبيا وأميركا الجنوبية للرد بقوة، وسط إجماع على أن ما قيل من جانب الصحيفة أنه مجرد دعابة ما هو إلا إساءة لشعب آخر، وعزف على وتر الإثارة بطريقة تبعث على الشعور بالاشمئزاز، وطالب البعض بمقاطعة الصحيفة التي وصفوها بأنها موجهة لفئة من القراء يمكن القول إنهم ممن يدمنون المواد المخدرة ، ولا يتمتعون بمستويات تعليمية أو ثقافية جيدة، ومن ثم حدث هذا التجاوز بهذه الطريقة التي تسبب في أزمة كبيرة.