زعيم حزب العمال

طرح محاور "بي بي سي" البريطاني الشهير آندرو مار، سؤالًا على زعيم حزب العمال خلال استضافته الأحد، وهو "هل كوربن باقٍ في الساحة السياسية على المدى الطويل؟"، فأجابه: "انظر إلي... لدي تأييد الشباب". إجابة صاحبتها ابتسامة لعوب لزعيم العماليين الذي استطاع في حملته الانتخابية الإلكترونية أن يجذب فئة الشباب من الناخبين ويحولهم إلى مؤيدين أوفياء.

واستطاع حزب العمال، على خلاف المحافظين، إدارة حملة إلكترونية مليئة بالفكاهة والتواضع وتوفير رؤية سياسية بعيدة عن الرسميات والتكلف تخاطب الشباب، العنصر الأكثر توظيفًا لـ"السوشيال ميديا". ومع أن كوربن لم يكسب مفاتيح "10 داونينغ ستريت"، فإنه ربح قاعدة شبابية من المؤيدين وحاز العماليون على حصة كبيرة من مقاعد البرلمان. وقال مقال نشرته "الغارديان" على موقعها يوم السبت للكاتبين الصحافيين مايكل سافادج وأليكس هاتشيلو، إن "فريق كوربن استهدف، منذ بدايات الحملة الانتخابية، شريحة الشباب من خلال نشاطات مجتمعية وإلكترونية".

 وأضاف الكاتبان: "مع أن إحصائيات شريحة الناخبين الشباب (18 - 24 عاماً) لم تظهر بعد، فإنه بإمكاننا الاستخلاص أنهم السبب وراء عدة مقاعد عمالية في البرلمان، حيث كسب العمال أكثرية الأصوات في أكثر من دائرة انتخابية منها شيفيلد وليدز وكانتربري التي يشكل معظم سكانها طلاب الجامعة".

ويتساءل الكاتبان عن الطريقة التي انتهجها مسيرو حملة العمال لاستقطاب الشباب، ثم يتطرقان لعنصرين أساسيين؛ وهما "تحويل ناشطين شباب يؤمنون ببرنامج العمال الانتخابي إلى مروجين للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب وراء ذلك هو الاهتمام الذي أولاه حزب العمال لهؤلاء الشباب وقضاياهم مما جعلهم مروجين للبرنامج الانتخابي في المقابل". ويضيف المقال: "أما العنصر الثاني فهو نشاط حزب العمال المستمر على (فيسبوك) الذي يخاطب المجتمعات ويبتعد عن نشر المحتوى العام ويركز على نشر محتويات ذات خصوصية عن مدارس أو مشافٍ أو مبادرات معينة، مما يشعر الناخبين أنهم أقرب من الحزب". ولذلك، مع أن حزب المحافظين أنفق أموالاً طائلة على الدعاية الإلكترونية، فإنه لم يستطع الوصول إلى شريحة الشباب كالعمال. ويأتي ذلك إلى جانب الدعم غير الرسمي الذي تلقاه كوربن من القائمين على حملة المرشح الديمقراطي الأميركي السابق السيناتور بيرني ساندرز. وأخيراً يستنتج المقال: "يعرف الشباب عادة باتسامهم باللامبالاة السياسية". ويضيف: "لكن جيريمي وبرنامجه الانتخابي استطاعا مخاطبة شريحة الشباب، خصوصاً بمقترحاته بإلغاء أقساط الجامعات"، الأمر الذي أكسبه القاعدة الشبابية التي ساعدته في توسيع حملته الانتخابية، تطوعاً