واشنطن - مصر اليوم
اعترف مسؤول في شرطة ميانمار أمام محكمة الجمعة بأن زميلا له في الجهاز الأمني أمر ضباطا بتدبير مكيدة لأحد صحافيي وكالة رويترز عن طريق تسليمه معلومات حساسة في عملية أدت أيضا للإيقاع بزميله.
وتم توقيف الصحافيين وا لون "31 عاما" وكياو سوي أو "28 عاما" في ديسمبر /كانون الأول الماضي، بعد لقاء مع الشرطة على مائدة عشاء في رانغون، واتهما بانتهاك قانون السرية الرسمي لحيازتهما مواد متعلقة بالعمليات في ولاية راخين المضطربة، وأوقفا أثناء إعدادهما تحقيقا حول إعدام عدد من الروهينغا المسلمين في راخين في 2 سبتمبر/أيلول، لكن تقريرهما نشر أثناء وجودهما خلف القضبان.
وتهتم ميانمار بشن حملة تطهير عرقي بحق الروهينغا بعد فرار نحو 700 ألف منهم إلى بنغلادش المجاورة بعد إجراءات قمعية وحشية استهدفت قرى الأقلية المسلمة منذ أغسطس /آب.
وينفي الجيش اتهامات بأن القوات المسلحة ارتكبت فظائع لكنه أقر بأن جنودا أعدموا في قرية إن دين في سبتمبر/أيلول عشرة من الروهينغا.
وتعقد محكمة في رانغون منذ أشهر جلسات للاستماع لشهود لاتخاذ قرار بشأن التخلي عن محاكمة الصحافيين وسط انتقادات دولية لميانمار. وقال نائب قائد الشرطة مو يان نيانغ لدى مثوله أمام المحكمة الجمعة إنه سُئل بشأن لقاء وا لون في نوفمبر /تشرين الثاني وبأن رئيسه آنذاك خطط لعملية طلب فيها من آخرين تقديم وثائق أمنية حساسة.
وقال "إن الضابط في الشرطة تين كو كو طلب من شرطة بلدة هتاوك كيانت اعتقال وا لون بعد أن قام الضابط نيانغ لين بتسليم الوثائق إلى وا لون عندما غادروا"، وأفاد عن أوامر لجلب الصحافي.
ورافق كياو سوي أو زميله وا لون إلى اللقاء في المطعم واعتقل أيضا، وقال المتحدث باسم حكومة ميانمار زاو هتاي ردا على أسئلة بشأن الجلسة "إن القضية مستمرة حتى يتخذ قاض القرار".
وعبر مو يان ياينغ عن الغضب لذكر اسمه بعد العملية كشخص تحت المراقبة، ويواجه اتهامات بانتهاك قوانين الشرطة وكان موقوفا قبل مثوله أمام المحكمة.
ويطالب الادعاء بإعلانه شاهدا معاديا لأن شهادته تختلف عما قاله لمحققي الشرطة، لكن فريق الدفاع عن صحافيي رويترز أشاد بإفادته وقال إنها حقيقية، وقال المحامي خين ماونغ زاو "أجاب عن كل ذلك مخاطرا بنفسه». وسيستمع قاض لدفوع بشأن القرار الأسبوع المقبل".
وقال مو يان ناينغ في تصريحات مقتضبة لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله إلى المحكمة صباحا، "إنه سيقول كل الحقيقة أمام المحكمة"، وألغت ميانمار العديد من القيود على الصحافة في 2011 بعد خروجها من حكم عسكري استمر خمسة عقود، لكن منتقدين يتهمون حكومة أونغ سان سو تشي بالتراجع عن إصلاحات سابقة وعدم حماية حرية التعبير.
ورسا قارب يقل 76 من مسلمي الروهينغا أمس الجمعة في شمال غربي إندونيسيا، في أحدث حلقة مما تتوقع منظمات حقوقية أن يكون موجة هجرة بطريق البحر محفوفة بالخطر لأبناء الأقلية المضطهدة في ميانمار، وقالت السلطات "إن أفراد المجموعة التي تضم ثمانية أطفال و25 امرأة يعانون من درجات متفاوتة من الإعياء والجفاف".
وقال مذكر عبد الغني المسؤول بمنطقة بيريون التي رسا القارب فيها على الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة سومطرة "رسوا في مينائنا طوعا وأبلغنا سلطات الهجرة والشرطة بذلك".
وذكرت منظمات حقوقية الأسبوع الماضي أن قاربا يقل 70 من الروهينغا غادر ميانمار إلى ماليزيا لكن لا يعرف إن كان هو نفسه القارب الذي وصل إلى أندونيسيا أمس.
وفي الشهر الجاري أنقذ صيادون إندونيسيون خمسة على الأقل من الروهينغا قبالة ساحل سومطرة وقالت وسائل إعلام إن خمسة آخرين ماتوا في البحر، وفر عشرات الآلاف من مسلمي الروهينغا من ميانمار بطريق البحر بعد اندلاع العنف في ولاية راخين في غرب البلاد في 2012.
وارتفعت موجات الخروج الجماعي تلك إلى أعلى مستوياتها في 2015 عندما فر من يقدر عددهم بخمسة وعشرين ألفا من الروهينغا بطريق البحر إلى تايلاند وإندونيسيا وماليزيا، كما ذكرت الوكالة الألمانية في تقريرها، وغرق كثير منهم كانوا في قوارب مكتظة غير آمنة.
وتقبل إندونيسيا في العادة، وهي أكبر دولة مسلمة، طالبي اللجوء الذين يصلون إليها بالقوارب لكنها تمنحهم حقوقا محدودة وينتهي الأمر بكثير منهم إلى قضاء سنوات في مخيمات ومراكز احتجاز.