تشيع جثمان الكاتب إبراهيم نافع

شُيعت الأربعاء، وسط مظاهرة حب ومشهد مهيب، جنازة الكاتب الكبير الراحل إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة وتحرير الأهرام الأسبق، نقيب الصحافيين الأسبق، من مقر مؤسسة الأهرام، فيما أقيمت صلاة الجنازة على جثمانه في مسجد عمر مكرم، ثم إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في مدينة 6 أكتوبر.

 وبدأت المراسم بجنازة رمزية أمام مقر الأهرام التي ترأس مجلس إدارتها وتحريرها لأكثر من 21 عامًا متواصلًا، تجمع فيها المئات من العاملين بالمؤسسة وعلى رأسهم الكاتب الصحافي عبدالمحسن سلامة، رئيس مجلس الإدارة ونقيب الصحافيين، وعددًا من رؤساء تحرير المؤسسة، ثم تحركوا بمسيرة إلى مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الجنازة على روحه عقب صلاة الظهر، والتي شارك فيها عددًا كبيرًا من محبيه وتلاميذه وقيادات الصحافة المصرية والسياسيين والنواب، فضلًا عن أسرته، وردد خلالها الحضور هتافات "لا إله إلا الله..إبراهيم نافع حبيب الله"، فيما رفعوا عدد الأهرام اليوم الذي يحمل عنوان: تشييع جنازة إبراهيم نافع من الأهرام.

 وكان من بين المشاركين في الجنازة كلّ من: نبيل فهمي وزير الخارجية السابق، والدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة "المصري اليوم"، رئيس مجلس إدارة "الأهرام" الأسبق، والكاتب الكبير محمد عبدالجواد، رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، وحسن حمدي رئيس النادي الأهلي الأسبق، والنائب الدكتور عماد جاد، والنائب أسامة شرشر، وأحمد سليم، الأمين العام للمجلس الأعلى للإعلام، وعبدالله حسن وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، وإلهام شرشر زوجة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، والكاتب الصحافي حسن المستكاوي، والكاتب الصحافي إبراهيم حجازي، والإعلامي أحمد موسى، وجمال عبدالرحيم وحسين الزناتي عضوي مجلس نقابة الصحافيين، والكاتب الصحافي محمد عبدالقدوس، وخالد داود رئيس حزب الدستور، والكاتب الصحافي علي السيد، رئيس تحرير المصري اليوم الأسبق، فضلًا عن عدد من رؤساء تحرير إصدارات الأهرام.

 وحصل نافع على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، وعمل بعد تخرجه بوكالة رويترز، ثم محررًا بالإذاعة، ثم محررًا اقتصاديًا في جريدة الجمهورية ثم رئيسًا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام فمساعدًا لرئيس التحرير فرئيسًا لتحرير الأهرام عام 1979، ثم رئيسًا لمجلس الإدارة، حتى 2005، وقد أجرى أحاديث صحافية هامة مع عدد كبير من رؤساء وملوك العالم ورؤساء الوزارات، وله العديد من المقالات في تحليل وشرح القضايا القومية والعالمية البارزة في مجال السياسة والاقتصاد قام بتأليف عدد من الكتب منها "رياح الديمقراطية" و"سنوات الخطر"، كما قام بترجمة كتاب "شركاء في التنمية".


 
وقال عبدالمحسن سلامة، لـ«مصر اليوم»: «الأستاذ إبراهيم نافع قيمة كبيرة بالنسبة لنا في الأهرام وحقق إنجازات كبيرة على مستوى التحرير والإدارة وكان نقابيًا كبيرًا بذل جهودًا كبيرة أبرزها مبنى النقابة العظيم الذي حاربه البعض أثناء بنائه وكانوا يحاولون وضع التراب على أعماله، وأيضًا معركة القانون 93 لعام 95 وهي من أشهر المعارك النقابية دفاعًا عن مهنة الصحافة بأكملها».
 
فيما أكد الناقد الرياضي حسن المستكاوي: "فقدت إنسانًا عزيزًا عليّ، فهو رئيس تحرير وصحافي من الدرجة الأولى، ومن المشاهد التي لا أنساها في حياتي أنه كان يسعى دائمًا لجلب الخبر والانفراد إيمانًا منه بدوره الصحافي قبل الإداري، كما كان قلبه كبيرًا، محبًا للرياضة، ومتابعًا جيدًا، وكنت أعتز بثقته..رحمه الله رحمة واسعة".
 
بينما أوضح الدكتور عبدالمنعم سعيد، أستاذ العلوم السياسية لـ"مصر اليوم"، قائلًا: "مشهد جليل أن تخرج مؤسسة الأهرام عن بكرة أبيها لتوديع الكاتب الكبير إبراهيم نافع، الذي كان منفياً وعاجزًا عن العودة للوطن"، مضيفًا: "شخصية تراجيدية، فهو الوحيد الذي حاز ثقة الصحافيين 6 مرات، وهو الوحيد الذي وصلت قامته لقامة سليم وبشارة تقلا".
 
وتابع سعيد: "ومع كل أسف، كان عاجزًا عن الوفاة في وطنه، ومن هنا، لدينا أمور تدعو للتأمل مثل التشريعات الحالية بعض الأمور القضائية، لأن المنجز في هذا الوطن هو الذي يُحاسب حتى تظهر الحقيقة، فالعقوبات لدينا بالإجراءات قبل الأحكام القضائية، وهو أمر يحتاج لإعادة التأمل".
 
من جانبه، أشار جمال الكشكي، رئيس تحرير الأهرام العربي: إلى أن "شخصية تركت بصمة قوية في الصحافة المصرية والعربية، نموذج للصحافي القوي الذي يتمتع بعلاقات واتصالات ومصادر، كما كان مشاركًا في صناعة القرار، وهو المؤسس الثالث للأهرام بعد بشارة تقلا وهيكل، لما أضافه من توسعات، فضلًا عن نجاحه في مسؤولياته كنقيب للصحفيين، وخاض معركة القانون 93 لسنة 95 ضد نظام كان ينتمي إليه، ورغم تركه للأهرام منذ 2005، إلا أنه لازال يحتفظ بكل شعبيته."


 من ناحيته، أبرز عمر نافع، نجل الكاتب الراحل: "البقاء والدوام لله، والحمد لله فأنا افتخر اليوم بأن اسمي عمر إبراهيم نافع، ولله الحمد على التكريم الذي تلقاه والدي الأيام الأخيرة من الجماعة الصحافية، واليوم في الأهرام وسط أسرته وأحبائه من الصحافيين والذين يكنون له كل هذا الحب الذي حصل عليه نتيجة سنين طويلة وجهد خارق أثمر بهذا العرفان."
 
وبيّن عبدالله حسن، أن الصحافة المصرية فقدت رمزًا بارزًا قدم خدمات جليلة للصحافة المصرية والعربية عامة، والأهرام خاصة وحولها لمؤسسة كبرى بما أسسه من إصدارات جديدة، والمبنى الحديث الذي أضيف للمبنى الذي أسسه محمد حسنين هيكل، وأدخل وسائل طباعة متقدمة، وأنشأ جامعة الأهرام الكندية، وترك المؤسسة وفيها أصول تقارب المليارات وكان رمزًا مشرفًا نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
 
وأخيرًا، قالت نادية جادو، مديرة مكتبه في مؤسسة الأهرام: "أقول الله يرحمه ويحسن إليه ويعوِّضه، فهو مع إنجازاته الكبرى كان لا يبخل على أي إنسان بالعطاء الإنساني والمهني، وكان نموذجًا للأخلاق، فلم أسمعه يومًا يرفع صوته، وحتى إذا عاتب كان يعاتب بهدوء وأدب وكان مثلًا أعلى، وتعلمنا منه أشياء كتيرة جدا، أهمها حب العمل والتفاني فيه، وترتيب الأولويات في العمل والنظام وإحسان التعامل مع الناس وألا نبخل بأي عطاء على مؤسستنا."