القاهرة - محمد عمار
حصدت أول قناة زراعية مصرية عبر يوتيوب، خاصة بتوعية المزارعين وتثقيفهم، وإرشادهم إلى الطرق السليمة والصحيحة للري، وغرس البذور، ووضع السماد وحصاد المحاصيل، 14 مليون و700 ألف مشاهدة، كما يتابعها ربع مليون مزارع مصري وعربي. القناة، التي انطلقت سنة 2016، يديرها شاب صغير السن لا يتجاوز عمره الـ24 عاماً، والمفاجأة أن مديرها ومؤسسها ليس من خريجي كليات الزراعة، بل تخرج من كلية الآداب قسم الجغرافيا.
ويروي مؤسس القناة، محمد عبد الحافظ، قصته منذ البداية، فهو من أبناء قرية الهمامية، مركز البداري، محافظة أسيوط، ومن عائلة تعمل بالزراعة. ويعمل منذ نعومة أظافره في مساعدة والده وأشقائه في الحقل، وفكر منذ عام 2015 في إنشاء قناة على يوتيوب لمساعدة المزارعين وتعريفهم بمواعيد الزراعات، والحصاد، والسدات الشتوية الخاصة بالري، وموعد رمي البذور بالنسبة للمحاصيل، وتوعيتهم لتجنب الأمراض المرتبطة بالعمل في الزراعة، وغيرها من المواضيع.
وقال عبد الحافظ إنه أطلق القناة فعلياً عام 2016، وبدأ التواصل مع مزارعين من قريته، ثم توسع الأمر ووصلت القناة لمزارعين وشباب مهتمين بالزراعة وفنونها. بدأ في نشر دروس وحلقات خاصة لهم، وفتح نقاش حول بعض القضايا الزراعية. كما كان يشارك في ندوات ومؤتمرات زراعية بالجامعات وشركات التسويق الزراعي، ويشرح لمتابعيه على القناة أحدث ما توصل إليه في هذه المؤتمرات، وينقل لهم ما تم طرحه فيها من أفكار وأطروحات تساعدهم في عملهم الزراعي.
وكان محمد يعمل خلال ساعات النهار في الحقل مع أسرته، وفي المساء يعكف على التواصل مع متابعيه في برنامج يومي يقدمه على القناة، يزودهم فيه بالمعلومات والنصائح المختلفة حول أساليب وطرق الزراعة الحديثة، وكيفية زراعة الأسطح والحدائق الصغيرة في المنازل، والاستفادة من مساحات المنزل في زيادة الرقعة الخضراء، لافتاً إلى أنه فوجئ بتزايد الإقبال على القناة، وزيادة المتابعين والمشاهدات حتى وصل الأمر ليوتيوب، وتقرر تكريمه ومنحه الدرع الفضي من شركة غوغل بعد أن وصل عدد المتابعين لقناته إلى 220 ألفا.
متابعو محمد ليسوا من مصر فقط -بحسب قوله- بل له متابعون من دول الخليج والجزائر وتونس والسودان. ومع تزايد الإقبال بدأ في تسليط الضوء على بعض المحاصيل التي يمكن أن تزرع في تلك الدول، مثل نبات الكسافا، البديل المناسب للقمح، كما بدأ يشرح كيفية زراعة الخضراوات في الأراضي الصحراوية، وتسويق المنتجات الزراعية.
أما ما يتمناه الشاب الصعيدي هو أن تصبح قناته واحدة من أكبر القنوات الزراعية المتخصصة، وأن يتم تدشينها مستقبلاً على الساتلايت بعدما لاقت نجاحاً إلكترونياً، وأن يتمكن من الاستعانة بمتخصصين في مجالات الزراعة المختلفة كي يستفيد ومتابعيه منهم.
قد يهمك أيضًا: