القاهرة ـ إسلام أبازيد
اعتذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في نقابة الصحافيين هشام يونس، الأربعاء، لعضو المجلس علاء العطار عن المشاركة في الإشراف على انتخابات التجديد النصفي، المقرر إجراؤها الجمعة، مشيرًا إلى أن النقابة تمر بمنعطف خطير، سيما وأن متطلبات المرحلة تتطلب أكبر قدر ممكن من المصارحة والمكاشفة.وأوضح يونس أنه "من أشد المؤيدين لترشيح النقيب جلال عارف لمنصب نقيب الصحافيين، في الانتخابات المرتقبة، وأنه قد ألح عليه ضمن كثيرين لدرجة الإثقال، وطاردوه لدرجة الحصار، ولكن امتناعه لأسباب صحية، لم يكن هو الأساس، وإنما كان وراء ذلك إيمان بأن جيله قد أدى ما عليه في النقابة، وأشهد مع كثيرين أنه فعل، وأن من حق أجيال جديدة أن تأخذ فرصتها، وأن تقدم ما لديها لنقابتنا العريقة، من منطلق تواصل الأجيال وتسليم الرايات". وأضاف يونس "سادت أجواء من الاستقطاب، الذي يصل لحد التطرف والغوغائية، داخل أروقة نقابة الصحافيين، وهو أمر أشاع مناخًا غريبًا على نقابة احتضنت كل التيارات، وتنافست فيها جميعًأ في سنوات من الكبت والاستبداد، فإذا بها تترنح الآن أمام دعوات الإقصاء والاستعداء والتحريض المتبادل، الذي يصب في طريق غير قويم". مشددًا على أن النقابة تحتاج في هذه المرحلة إلى وجود شخص يجمع ولا يفرق، يتحدث بمنطق دون صياح، وبمرونة دون خنوع، ويفاوض دون أن يساوم، أو يقايض، وفوق هذا، وقبله، ضمير صلب أمام الإغراء، وعنيد أمام التهديد، ولهذا وغيره كان عارف حلاً سحريًا لخيوط تشابكت لدرجة التعقيد، وكان لابد لها من مهارة رجل لا يتطلع لأي منصب، سوى ما تبوأه في القلوب، وليس له طموح سوى أن يضيف رصيدًا لسيرته العطرة. وقال يونس في الرسالة التي تقدم بها إلى المرشح لمنصب نقيبب الصحافيين ضياء رشوان "أصبح المنصب الذي تقدمت طارحًا نفسك لشغله، يحتاج لأكبر قدر من ترميم الصورة، وتنكيس القواعد، وربما إعادة البناء، بعد أن أُعمِلت فيه معاول الهدم بإخلاص لا نظير له، فأضحت التركة ثقيلة، لتورثه مزيجًا معقدًا من تراجع القامات وتحكم الصغار، وتعالي الجهلاء، وتلون الفاسدين، وتنطع المشتاقين للمناصب، ولا يخفى على كثيرين أن نقابتنا أصبحت تعاني تشوهًا، تعززه مطالبات مستمرة بزيادة الأجر المتغير، الذي استخدم رشوة انتخابية تحت ضغط حاجة الصحافيين، وسط تجاهل متعمد لجعل الأجر الأساسي لائقًا وكريمًا، وكأنما يريد البعض لنا أن نظل نتسول حقوقنا المادية، دون أن نقتنصها، ونظل نطالب بها منشغلين عن مهمات أخرى تحتاجها المهنة، وأهمها غابة قوانين حسني مبارك ونظامه التي تكبل أصحاب القلم"، وقال موضحًا "إن أجور الصحافيين بند دائم على جدول أعمال النقباء المتعاقبين، دون إنجاز يذكر، سوى حلول موقتة تفاقم المشكلة ولا تتعامل معها، وأنت مطالب بزيادة الأجر الأساسي وتقنينه، ووضع لائحة جديدة، أو تفعيل اللائحة التي أعدها في 2005 الخبير الاقتصادي أحمد النجار، الذي قال لي إنه مستعد لإعداد لائحة جديدة وفقًا للمستجدات الحالية." و أضاف يونس في رسالته "أصارحك القول، بما تعلمه، أنك لم تكن الخيار الأول لتيار استقلال النقابة، ذو الجذور الممتدة في تاريخ دار القلم، لتقديمه لهذا المنصب، لكن واقعيًا أنت المرشح الوحيد المتاح الأن، لتحمل تطلعات هذا التيار، أمام الرأي العام والجماعة الصحافية، وبرغم خلاف البعض في هذا التيار على بعض مواقفك السياسية، التي لا يستطيع أن يفسرها أو يدافع عنها سواك، أؤكد أن مواقفك تخصك وحدك، وأنت حر في ما تعتقد، إلا أن احتشادًا وراءك في المعركة الانتخابية، هو أمر لا اختيار لنا فيه بحساب المنافسين، والذين يقفون وراءهم من جهات نافذة في نظام سرق الثورة وأجهضها، وزاد دماء شهدائها، فضلاً عن متاجرته بها، ولا يخفى أن بعض منافسيك قدموا قرابين من نزاهتهم واحترامهم لأربابهم، متطلعين لدعم الدولة ورضا الأسياد، وقد ارتضى بعضهم أن يكونوا عرائس متحركة في يد من بيدهم الأمر، ولذا فإن كل أنصار تيار الاستقلال مدعوون لتأييد ترشيحك باعتبارات التقارب، الفكري والمهني، ولإستحالة وجود حلول أخرى، تعود بنا ليس إلى ما قبل ثورة 25 يناير فقط، ولكن إلى ما هو دون القيم المحترمة التي تربينا عليها في نقابة الصحافيين".