أسرة أميركية

كشفت الدراسة جديدة، أن ما يقرب من نصف الآباء والأمهات في إنجلترا لم يتحدثوا أبدًا إلى أطفالهم حول الصحة العقلية لاعتقادهم بأنها شيء لا يحتاج للمناقشة، وهذا على الرغم من حقيقة أن واحدًا من كل عشرة شباب أو ثلاثة في الفصول الدراسية يواجهون مشكلة في الصحة العقلية حسبما أفادت الدراسة، ما أدى إلى إطلاق حملة لمساعدة الآباء والأمهات على فتح مناقشة في مثل هذه الظروف.

وأوضح استطلاع للرأي أجرته "أوبينيان ماترز" في إطار حملة التغيير، أن 55% من الآباء والأمهات أثاروا مسألة الصحة العقلية مع أطفالهم، في حين أشار 45% إلى اعتقادهم بأنهم ليسوا بحاجة لمناقشة هذه القضية، في حين أوضح خمس المشاركين أنهم لا يعرفون ماذا يقولون لأطفالهم بشأن قضايا الصحة العقلية في إطار وصمة العار التي تحيط بمثل هذه القضايا.

وعملت حملة "تايم تو تشينج" مع بعض الشباب لإنتاج إعلانين جديدين بهدف تشجيع الحوار بين الشباب من عمر 14 إلى 18 عامًا وآبائهم، وكذلك وقت الحكم على من يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.

ويضم أحد الإعلانين كلمة منطوقة على لسان الفنان سولي بريكس، وفي إطار الحملة التي تمولها الحكومة تعمل منظمة "يانغ ميندز" الخيرية في 60 مدرسة في ست مناطق في إنجلترا على تثقيف الشباب وأولياء الأمور حول ظروف أمراض الصحة العقلية.

وأوضحت دانيلا بيك (19 عامًا) أنها بدأت تعاني من مشاكل في الصحة العقلية عندما كان عمرها 12 عامًا، مشيرة إلى أن أصدقائها رفضوا الاعتراض بمرضها ووصفوها بأنها تسعى إلى الاهتمام.

وأضافت بيك: "كانوا يقولون أشياء مثل لماذا تبكين لا يوجد شيء خطأ بك، أنت ملكة دراما، كانت تعليقاتهم تشعرني بالرغبة في العزلة أكثر، شعرت أنني مختلفة عن الجميع وشعرت بالسوء بسبب تعليقاتهم، كنت مضطربة بسبب ما أشعر به إلا أن ردود أفعال الناس جعلتني أشعر وكأني مذنبة".

ولفتت إلى أن الاستماع مع عدم الحكم هو المفتاح بالنسبة لأي شخص لديه مشكلة في الصحة العقلية، مردفة: "ليس هناك توقعات منك بتقديم حلول أو تغيير شيء ولكن عليك فقط إعطاء مساحة ودودة للحديث دون خوف من الحكم على المريض وربما يكون لذلك تأثير هائل".

وذكرت مديرة حملة "تايم تو تشينج" سو بيكر: "يجب أن يكون هذا الجيل من أجل التغيير، حيث تعتبر مشاكل الصحة العقلية أمرًا شائعًا لدى ثلاثة أطفال في كل فصل دراسي، وكشفت دراسة حديثة أن أكثر من ثلثي مديري المدارس قلقين بشأن مشاكل الصحة العقلية لتلاميذهم، وللأسف تؤدي وصمة العار إلى توقف الشباب عن ممارسة أمور الحياة العادية مثل الخروج مع أصدقائهم والذهاب إلى المدرسة وتكوين علاقات، وأوضح ربع المرضى تقريبًا أن وصمة العار جعلتهم يفقدون الأمل في الحياة".

وتابعت بيكر: "يجب على هذه الحملة أن تتحدى هذا التصور وتساعد الآباء والأمهات بحيث يكونون مستعدين للحديث مع أبنائهم وتشجيعهم على تجنب إصدار أحكام على أقرانهم".

وارتكزت الدراسة على الأرقام التي أصدرتها جمعية "NSPCC" الخيرية، والتي كشفت أن الأطفال في بعض الأجزاء من البلاد يجب أن ينتظروا ستة أشهر قبل تقييم ظروف الصحة العقلية لديهم.