جامعة كوليدج لندن (UCL)

تخطط إحدى الجامعات الرائدة في لندن لنشر بيانات سنوية عن التحرش والتسلط وسوء السلوك الجنسي، بعد أن كشفت التحقيقات التي أجرتها صحيفة "الغارديان" و"ذا أوبزرفر" عن حجم هذه القضايا في المؤسسات البريطانية العليا.

قالت جامعة كوليدج لندن (UCL) إنها ستعمل بشكل كافٍ للتأكد من أن المعلومات تمت مشاركتها للحصول على شفافية أفضل، ويأتي ذلك في أعقاب تحقيق أجرته صحيفة "الغارديان" والذي اتهم مئات الأكاديميين بمضايقة الطلاب والزملاء والتهكم عليهم في جميع أنحاء المملكة المتحدة  وذلك خلال السنوات الخمس الماضية، مما أثار مخاوف من أن ثقافة التحرش والتخويف تنتشر في الجامعات الرائدة في بريطانيا.

وكشف التحقيق أن ما يقرب من 300 أكاديمي، من بينهم أساتذة كبار ومديرو مختبرات، اتهموا بمضايقة الطلاب والزملاء.

كانت الجامعة واحدة من عدد من المؤسسات الكبرى التي رفضت تقديم بيناتها للتحقيق، لكن في رسالة بريد إلكتروني تم إرسالها إلى فريق العمل، قال البروفيسور إيفان باركن، عميد كلية الرياضيات والعلوم الفيزيائية، إن الجامعة تعمل على تقديم مقترحات للتأكد من نشر هذه المعلومات في المستقبل.

وناقشت الرسالة أيضا عددا من الإجراءات التي يتخذها المعهد لتحسين استجابته لقضايا التحرش والتنمر وسوء السلوك الجنسي، بما في ذلك حظر استخدام اتفاقيات عدم الإفشاء لحل التنمر وتعيين مدير لمنع إساءة السلوك الجنسي، وقال البروفيسور باركن: "أردت أن أطلعكم جميعًا على ما تفعله الجامعة في ما يتعلق بالمضايقات والتسلط وستكون هيئة تدريس الخرائط الهيئة الرائدة لأداة إعداد التقارير عبر الإنترنت".

وتحدث العشرات من الأكاديميين الحالين والسابقين عن السلوك العدواني والضغط الشديد لتحقيق النتائج والتخريب الوظيفي، ومدراء الموارد البشرية الذين يظهرون أكثر اهتماما بتجنب الدعاية السلبية أكثر من حماية الموظفين.

وردا على ذلك، دعا البروفيسور فينكي راماكريشنان، رئيس الجمعية الملكية، إلى إصلاح شامل لممارسات مكان العمل، قائلا إن التنمر أصبح متأصلا في ثقافة العديد من المؤسسات الأكاديمية.

وقال: "في العلوم، كما هو الحال في العديد من المهن الإبداعية مثل صناعة السينما، هناك فروق هائلة في القوة"، مضيفا أن المنافسة الشديدة والافتقار إلى الرقابة يخاطران بالسماح للبلطجة بالمرور دون رقابة.

ونشرت مقالة في "الغارديان" خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن التحرش وأدرجت جامعة كوليدج لندن ضمن المؤسسات التي لا تستجيب لطلب حرية المعلومات (FoI) بشأن هذه القضايا.

ويقول البروفيسور باركن: "تقوم UCL حاليا أيضًا بعملية مراجعة سياساتها وإجراءاتها، وتشمل التدابير التي تم إدخالها بالفعل تدريب 1000 موظف، وسيتم توزيعها على 2000 موظف آخر هذا العام".

وكشف تحقيق أجرته أوبزرفر في سوء السلوك الجنسي في يوليو/ تموز عن حالات في عدد من الجامعات في المملكة المتحدة حيث لم يتم التعامل مع روايات الضحايا بشكل مناسب، مع اتخاذ القليل من الإجراءات أو عدم اتخاذها للتحقيق في الأمور ومحاسبة الجناة المزعومين.

وكان ضحايا وشهود سوء السلوك الجنسي في كلية العلوم بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس من بين من قالوا إنهم غير راضين عن الطريقة التي يتم بها التعامل مع مثل هذه الشكاوى.