عمان - مصر اليوم
استضافت سلطنة عمان بمشاركة مصر، تظاهرة عربية ودولية من أجل المستقبل، حيث احتضنت مسقط جلسات منتدى الابتكار التقني في التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد بحضور لفيف من الخبراء والمتخصصين من 45 دولة حول العالم.
وأكد خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس وفد مصر، أن الجماعات الابتكارية تحتاج إلى بنية تحتية أساسية لتصل لكل متعلم ومستفيد، انطلاقا من سلطنة عمان يمثل المنتدى منصة مثالية لمناقشة كافة الملفات التي تخص التعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار. ويجمع المنتدى كبار المسؤولين الحكوميين وقيادات الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا للتواصل مع الشركات الرائدة في تلك المجالات ومع مقدمي الحلول.
شاركت مصر بوفد يضم قيادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وخلال جلسة حوارية بعنوان "قيادة الابتكار" أعلن د. خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الخطة القومية للذكاء الاصطناعي في مصر تهدف إلى تطوير واستخدام التقنيات الذكية في قطاعات التعليم بصفة خاصة، وقطاعات الدولة بصفة عامة، وذلك في إطار الثورة الصناعية الرابعة.
اقرأ أيضًا:
أكاديمية البحث العلمي تنظم المؤتمر الدولي الأول للمرأة في العلوم
واستعرض رؤية مصر تجاه تحول الجامعات المصرية إلى مؤسسات ذكية خلال عامين، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب تطوير البنية المعلوماتية الحالية بالجامعات وهو ما يتحقق حاليا من خلال تحديث مراكز بيانات الجامعات، وإنشاء مراكز اختبارات، ورفع سرعة الانترنت، وتوصيل كل كليات ومؤسسات الجامعات بخطوط ألياف ضوئية. كما تم التأكيد على أهمية الجامعات الذكية التي تجعل العملية التعليمية أكثر فاعلية من خلال توفير بيئة تعليمية غنية تمكن من مشاركة الطلبة والتواصل فيما بينهم ومع أعضاء هيئة التدريس، مما يسهم في تشجيع الطلاب على استخدام المعرفة من أجل الابتكار وليس تلقيها فقط.
ونوه الوزير عن بدء تشغيل تطبيق "ادرس في مصر" على الهاتف الذكي، والذي يتضمن بيانات كل مؤسسات التعليم العالي في مصر المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي، موضحًا أن التطبيق يهدف إلى دعم التواصل بين أطراف العملية التعليمية وخاصة في المرحلة الانتقالية من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية لمساعدة الطلبة وأولياء الأمور في معرفة الجهات التعليمية والتخصصات المختلفة والبرامج المميزة المتاحة في مرحلة التعليم الجامعي التى يمكن الالتحاق بها، ويأتي ذلك في إطار استخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات فى إيجاد وسائل مبتكرة لجذب الوافدين للدراسة في مصر.
عضوية قائمة أعلى 20 دولة
ورحبت سلطنة عُمان باستضافة أعماله التي تواكب التمهيد لتدشين برامج استراتيجية الرؤية المستقبلية "عمان حتى عام 2040" والتي تستهدف أن تتصدر السلطنة قائمة أعلى 20 دولة قائدة للابتكار، وتفعيل خطط تحويل الابتكار إلي قاطرة تدفع الاقتصاد الوطني إلى آفاق المستقبل والرخاء في مجتمع الرفاه.
شارك في جلساته لفيف من كبار المسؤولين يضم أكثر من 15 وزيرا وقيادات (70) شركة عالمية بالإضافة إلى صناع السياسات والقرارات في قطاع الصناعة وريادة الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص المحلية والدولية من رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب.
واستعرض المنتدى أفضل ممارسات القطاعين العام والخاص كدليل مستقبلي وصياغة حلول ملموسة لمواجهة تحديات الغد الكامنة في البنية الرقمية التي تتسم بسرعة النمو لاسيما في مجال التعليم.
وضم المنتدى عدداً من أوراق العمل وحلقات العمل التي تناقش كيفية تمكين وتزويد الشباب في المنطقة بأفضل السبل لإكسابهم المهارات والتقنيات اللازمة لتحفيز الإبداع والابتكار لديهم في إطار ما يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة. كما يهدف المنتدى إلى تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء المنطقة. وتناقش حلقات العمل المجدولة في أعمال المنتدى مواضيع الابتكار في التعليم العالي والبحث العلمي والاستثمار في التعليم التكنولوجي والمهارات الرقمية لريادة الأعمال الإقليمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما تركز على مدى أهمية التعلم التفاعلي في المدارس ومؤسسات التعليم العالي بالمنطقة، وتعزيز الشمولية والتنوع في التعليم من خلال التفكير النقدي في التعليم والبحث العلمي.
عقول عالمية
حرصت وزارة التعليم العالي العمانية بالتعاون مع الجهة المنظمة «عقول عالمية» على إدراج برامج تفاعلية مخصصة ضمن برنامج المنتدى؛ حيث تم تخصيص حلقة نقاشية للمبتكرين تجمع أكثر من 120 طالبا من مختلف المؤسسات التعليمية تناقش تمكين الجيل الجديد من رواد العمل، بالإضافة إلى تنظيم «مسابقة الشباب المبتكرين» التي تشتمل على عروض تقديمية مبنية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقدمها خمسة من الشباب المبتكرين العمانيين وخمسة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي نهاية الجلسة سيكون هناك تصويت إلكتروني من قبل الحضور لترشيح أفضل ثلاثة ابتكارات منها.
بالإضافة إلى عقد الحلقات النقاشية التي تجمع المسؤولين والأكاديميين وصناع القرار وتناقش موضوعات اقتصادية ومعرفية عدة منها تشجيع البحث العلمي والاستثمار في مجال التعليم التقني والمهارات الرقمية في دول الشرق الأوسط .
العناية بالابتكارات
افتتح المنتدى السيد هيثم بن طارق وزير التراث والثقافة ، وأكد أن الحراك العلمي وتوجه مختلف قطاعات الدولة نحو العناية بالابتكارات والمعرفة التقنية يأتي في ظل التوجه الحكومي لتكملة المنظومة التقنية والانضمام لثورة المعرفة الحديثة التي أصبحت ضرورة من ضرورات العلم والمعرفة وأداة مهمة للتواصل والتعليم من المراحل الأولى إلى المراحل الجامعية العليا. وأضاف ان هذا المنتدى الكبير يجمع المختصين بالجانب المعرفي مع شركات التقنية والابتكارات والمؤسسات الاقتصادية المهتمة برعاية العقول الناشئة والشباب المبادرين بالاختراع وتقديم الحلول لمختلف تعقيدات الواقع من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معربًا عن سعادته بوجود الشباب العماني وإسهاماته بابتكارات نافعة تخدم الوطن والعالم، وثمن توجه وزارة التعليم العالي في مختلف برامجها ومؤسسات التعليم العالي بدعم الطلبة المبدعين والمبتكرين.
تمكين الشباب
أوضحت الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي في كلمة افتتاح المنتدى أن إقامته تأتي كإحدى حلقات المساعي والجهود الدولية الرامية إلى تأكيد مواكبة قطاع التعليم للتطور المتسارع الذي يشهده العالم في مجالات الثورة الصناعية الرابعة بهدف تعزيز تبادل الخبرات والمعارف في مجال تطوير النظم التعليمية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال البحث العلمي وريادة الأعمال والابتكار والتفكير النقدي. وأكدت علي أهمية إنشاء مجلس للبحث العلمي واعتباره الجهة الحاضنة والداعمة للبحث العلمي والابتكار المعرفي والتقني في البلاد، مشيرة الي أنه تم إعداد الاستراتيجية الوطنية للابتكار لتكون بمثابة خارطة طريقٍ لخطط وبرامج تعزيز ثقافة الابتكار للمرحلة المقبلة إدراكًا لأهمية البحث العلمي ودوره في إعداد وتمكين الشباب ورفدهم بالمهارات. وقالت إن التوجهات الاستراتيجية لرؤية عمان (2040) التي دشنتها حكومة السلطنة مؤخرًا ارتكزت على تأسيس تعليمٍ شاملٍ وتعلمٍ مدى الحياة وبحثٍ علميٍ يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة تسهم بجدية في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.
وأضافت وزيرة التعليم العالي أن المنتدى يمثل فرصة قيمة لتشجيع مبادرات الشباب من السلطنة ومن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال دعوة مجموعة مختارة منهم لعرض قصص النجاح الخاصة بهم في تحويل الأفكار الابتكارية إلى مشاريع منتجة على أرض الواقع، وذلك بهدف استلهام الدروس وإبراز الحافز والقدوة لأجيال الشباب سواء من الباحثين عن عمل أو ممن هم على مقاعد الدراسة.
قبلة لطلاب العلم
من جهته قال الدكتور عبدالله بن محمد رئيس اللجنة التوجيهية للمنتدى أنه يتفرد في نسخته الحالية بالمساحة الواسعة التي يمنحها للشباب المبتكرين من داخل السلطنة وخارجها، عبر عدة فقرات تفاعلية ؛ حيث يأتي الشباب والمبتكرون ورواد الأعمال في مقدمة أولويات الاهتمام لاطلاعهم على مهارات هذا القرن التي تغذي طموحات وتطلعات هذا الجيل. وأشار إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تفرض نفسها في كل المجالات ومن ضمنها التعليم.
وأكد أن التعليم التقني يخطو خطوات طيبة جدًا في السلطنة، وأن الإقبال عليه واضح والدليل على ذلك الأعداد الكبيرة الموجودة في الكليات التقنية التابعة لوزارة القوى العاملة وكذلك الكليات المهنية متمنيًا أن يُسهم المؤتمر في الدفع باستخدام التكنولوجيا بشكل أفضل في جميع مؤسسات التعليم العالي في السلطنة. وأشار إلى أنه يأمل أن تكون عُمان قبلة لطلاب العلم قائلا” هذا في الحقيقة مسعى يسعى له الجميع دائما وأبدًا مع تهيئة مؤسسات السلطنة لذلك وأيضا يتم التسوّيق الجيد لها لها على المستويين الإقليمي والعالمي، ولذلك فإن تبادل الخبرات والاستفادة من الآخر سيظل قائمًا؛ فعمان كانت وما تزال منفتحة على العالم وهذا ينعكس تماما على التعليم وستستمر في إرسال الطلبة إلى مختلف الدول فالبعثات إحدى ركائز التعليم في السلطنة.
وقال جون جلاسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة "عقول عالمية" إن الطبيعة المتغيرة للصناعة التي يقودها التحول الدائم لها تأثير هائل على كل من سوق العمل العماني والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أننا نعيش في عالم ينمو فيه القطاع الاقتصادي الجديد من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال؛ لذلك تعد تقوية وتمكين قدرات الشباب وثقافة الشباب ضروريًا لضمان مستقبل اقتصادي نشط ومستقر. وأضاف: "وضعنا جدول الأعمال هذا لاستضافة حدث استثنائي ومميز في شهر سبتمبر، هدفه بناء شراكة مفهومة بين القطاعين العام والخاص وتعاون يتضمن أحدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
قد يهمك أيضًا:
فوز أستاذ مساعد في علوم بني سويف بمشروع ممول من أكاديمية البحث العلمي