تسبب حذف الموقع البحثي "research square"، دراسة طبية عن أحد الأدوية المستخدمة في علاج كورونا؛ بسبب مخاوف أخلاقية وشبهة تزييف فيما تضمنته من معلومات ونتائج، وكذلك عينة الدراسة، جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية، ولا سيما عقب تناول صحيفة "الجارديان" البريطانية، القصة للدراسة التي تعود إلى الدكتور أحمد الجزار رئيس تحرير مجلة جامعة بنها الطبية، عن فاعلية دواء القمل "إيفرمكتين" في علاج كورونا.

وبحسب الجارديان، أثار طالب ماجستير بريطاني الشكوك حول الدراسة، بعدما عرضها عليه أستاذه لتقييمها ضمن بحثه، وذكرت أن الباحث وجد أن مقدمة الدراسة بدت وكأنها مسروقة بالكامل، واحتوت على فقرات كاملة مأخوذة من بيانات صحفية ومعلومات رقمية، كما تناقضت نتائج الدراسة مع بروتوكول منهجيتها في عدة مناسبات.

في المقابل، قال مصدر جامعي مسؤول، لـ"الشروق"، إن وزير التعليم العالي، خالد عبدالغفار، يشرف على التحقق مما نشر، ووجه بضرورة التحقق أولا مما نشر عن البحث وملابساته وخلفياته وصحة ما تم نشره، ثم التحقيق في الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة.

ومن جهته، قال الدكتور أحمد الجزار، عميد كلية طب بنها ورئيس تحرير المجلة البحثية الطبية، إن ما نشر عار تماما عن الصحة، وأن الحرب بين شركات الأدوية الكبرى وراء ما نشر في الجارديان، وذلك على حد قوله.

وأكد الجزار، لـ"الشروق"، أنه لم يتلق هو أو القائم بعمل رئيس جامعة بنها، ناصر الجيزاوي، أي بريد إلكتروني من "الجارديان" للتعليق على الموضوع الصحفي أثناء الإعداد له، وأنه وجامعة بنها سيتخذان كل الإجراءات تجاه "الجارديان".

وتابع: فوجئت صباح الجمعة بمقال منشور في "الجارديان" تحت عنوان "دراسة ضخمة تدعم الأيفرميكتين حيث تم سحب علاج كوفيد بسبب مخاوف أخلاقية"، وذكر فيها اسمي، ويحتوي على مغالطات كثيرة ويعتمد على مقال إلكتروني لطالب ماجستير بالمملكة المتحدة يدعي أنه طالب طب وباحث وناشط، وادعى أيضا أن مجال عمله كان نقد البحث كجزء من رسالة الماجستير الخاصة به.

وأضاف عميد طب بنها الأسبق، أنه بالرغم من المغالطات الكثيرة والمتكررة بالمقال، والتي لا يراها إلا تشهيرا وسلسلة في حرب شركات الدواء العالمية، لافتا إلى أن المقال قام بتسييس الموضوع، وأنه يخص اليمينيين الذين يحاربون اللقاحات والعلاجات الموثوق بها حول العالم.

وأكد أن البحث الموضوع على منصة الأبحاث العلمية "Research Square"، للاطلاع وإبداء آراء الباحثين، وأنه ما زال في طور الدراسة فقط، ولم يتم نشره حتى لحظة كتابة السطور، وبالتالي فمن الواضح جدا التشويش الإعلامي الذي يتم عليه بشكل ممنهج بدون انتظار للصيغة النهائية أو للنشر العلمي.

وذكر أن الطالب ادعى في المقال أن مقدمة البحث كلها مقتبسة من أبحاث سابقة وهو ما لم يحدث، حيث تم عرض البحث على المنصة الإلكترونية لبنك المعرفة المصري؛ لفحص الاقتباس والمراجعة اللغوية، ونشر الطالب بالمقال أعداد لحالات تلقت دواء ونسبة وفيات ونوع المريض وأعراض كل مريض ادعى أنه حصل عليها من البحث، وبعد قراءتها تفاجأ أنها لا تخص بحثه تماما، وأنها من وحي خيال الكاتب، حيث إن شيت الحالات كاملا هو ملكية خاصة له يحتفظ بنسخته كاملة وموضوع بالرموز وليس بالأسماء، ويستنتج هو منه الداتا فقط، ويصيغها في البحث ولم يتم اطلاع أي جهة عليه، ولا يعلم من أين أتى كاتب المقال بهذه الأرقام.

وأشار إلى أن منصة الأبحاث "Research Square" سحبت البحث وتركت تدوينة "المنصة سحبت هذا البحث"، مرجحًا أن ذلك تم بسبب نفس مقالة "الجارديان"، مؤكدًا عدم ذكر أن "أسباب الحذف غير أخلاقية" التي وردت في مقالة "الجارديان"، معتبرًا أن غرض ذلك للشو الإعلامي، خصوصا أن هذه الجريدة معروف توجهاتها وسياستها الإعلامية ضد مصر منذ ثورة 30 يونيو المجيدة، على حد قوله.

وقال: "كان الأولي بالطالب ترك ملاحظاته كما يدعي أنه باحث على موقع (Research squar) مثل باقي الباحثين الذين نشروا آراؤهم على الموقع وقمت بالرد عليهم في حينه، وهذا هو الأسلوب العلمي، لكن كاتب مقال (الجارديان) أراد التشهير وضرب أكبر بحث استندت إليه منظمة الصحة العالمية".

وأوضح أنه حصل على موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية طب بنها، ورابط تسجيل البحث على موقع ريشر كلينكال ترايل، المكتبة المركزية الأمريكية، وخطاب منظمة الصحة العالمية له التي أشادت بالدراسة واعتبرتها مهمة جدا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

خالد عبد الغفار يوكد ان وزارة التعليم العالى تدعم أبحاث الأورام

"وزارة التعليم العالي" تكشف عن أبرز ملامح تنسيق الجامعات 2021/ 2022