القاهرة - توفيق جعفر
أعلنت مدينة "زويل للعلوم والتكنولوجيا" صباح الخميس، التوصل لما أسمته بالكشف العلمي لأحد العوامِل المُسَبِّبة للسرطان قد يُصبح عِلاجًا من خلال إنزيمات تسمى "التوبوايزوميريز"، التي تعمل على فك التشابك بالحمض النووي أثناء عمليه النسخ داخل الخلايا التي ينجم عنها في حال وقوع أخطاء في عملية تفكك الإصابة بالسرطان.
وبدأ الفريق البحثي في مدينة زويل في جمع وتحليل البيانات في الدراسات السابقة لدراسة عملية تكسر الحمض النووي بفعل إنزيم "التوبوايزوميريز" لفهم عمليه التكسر، خاصة أن العلماء يرون أنه من الممكن استخدام هذا الخطأ لعلاج السرطان.
ذكر رئيس الفريق البحثي ومدير مركز علوم الجينوم في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور شريف الخميسي، أن فهم سلوك هذه الإنزيمات في الأنسجة المختلفة، وفي مواضع جينومية مختلفة، وكذلك بين الأفراد، يمكننا تطبيق هذه المعرفة لابتكار علاجات متخصصة تعتمد على الاختلافات الجينية بين المرضى.
وأضاف الخميسي أن العيوب في الطريقة التي يعمل بها إنزيم التوبوايزوميريز يمكن أن تسبب تغيُّرات في تركيب الكروموسومات داخل الخلايا، مما يؤدي إلى تطور مرض السرطان.
وفي الوقت ذاته، يمكن لهذه العيوب أن تؤدي أيضًا إلى موت الخلايا السرطانية، وهي الأداة التي استخدمت على نطاق واسع من قِبَل الأطباء لقتل الخلايا السرطانية. ووجد الفريق أنه بالرغم من انتشار إنزيمات التوبوايزوميريز في جميع أنحاء الجسم، إلا أنها تسبِّب السرطان في أنسجة معينة فقط.
ونشر الفريق البحثي، المكوّن من الباحثين محمد عاشور وريهام عطية، النتائج التي توصلوا إليها في شباط/فبراير الماضي في المجلة العلمية العالمية "نيتشر" للسرطان (Nature Review Cancer).
وأوضح عاشور قائلًا، "هناك هرمونات معينة، مثل هرمون الإستروجين وهرمون الأندروجين، تحاصِر التوبوأيزوميريز في الموقع المروِّج لبعض الجينات. وبما أن خلايا البروستاتا والثدي تعتمد على الهرمونات، فهي أكثر عرضة لعدم الاستقرار الكروموسومي الناتج عن إنزيمات التوبوأيزوميريز".
وقدَّم الفريق عدة مفاهيم جديدة حول كيفية تحليل واستغلال خصوصية أنسجة الجسم المختلفة لمكافحة السرطان. كما تناول أعضاء الفريق نَهْج لبيولوجيا الأنظمة للإستفادة من الفروق الجينومية في الطب الشخصي.
وحلل الفريق البحثي بقياده الخميسي 176 دراسة بينهم بعض الدراسات التي قدموها بأنفسهم وأجريت على مدار الـ 30 عامًا الماضية عن دور تَكَسُّر الحمض النووي المرتبط بالبروتين (PDB) في تطور مرض السرطان وعلاجه، على أمل أن تُعِين هذه الدراسة على عمل المزيد من الأبحاث؛ لاستخدام هذه الظاهرة الطبيعية في إبتكار أساليب غير تقليدية لعلاج السرطان.
وأجرى "مركز علوم الجينوم" في مدينة زويل عدة أبحاث متطورة تجمع بين علم الوراثة، الكيمياء الحيوية، الأحياء الخلوية والجزيئية، والدراسات على حيوانات التجارب للوقوف على الإختلافات الجينية ودورها في الحفاظ على الصحة العامة و تطور الأمراض.
وتعد مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا مؤسسة غير هادفة إلى الربح، الغرض من إنشائها هو دفع عجلة التعليم، والبحوث، والتنمية الاقتصادية. تُدار المدينة من قِبَل المجلس الاستشاري الأعلى (مجلس الأمناء)، الذي يضم خمسة من العلماء الحائزين على جائزة نوبل، مع وجود قانون خاص بها يمنحها الاستقلالية.