المدارس الفنلندية

تسعى المدارس الفنلندية إلى إلغاء دروس خط اليد، لصالح حصص اكتساب مهارات لوحة المفاتيح، ويؤكد المسؤولون الفنلنديون أن كتابة الرسائل النصية، والنقر من خلال الفأرة أو الماوس، وكتابة تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي، "تويتر" أصبحت وسائل أساسية للتواصل في العصر الحديث.

وذكر عضو المجلس الوطني للتعليم الفني، مينا هارمانين "لقد اعتدنا منذ الصغر على حضور حصص الكتابة بخط اليد، حتى نتمكن من الكتابة بشكل أسرع، ولكن ألأمر اختلف في هذه الأيام، حيث بدأ الأطفال تعلمه في الصف الثاني أي من سن ثمانية أعوام، ويستغرقون في ذلك عامًا دراسيًا، قبل الانتقال إلى التركيز على ما يكتبونه، بدلاً من طريقة كتابته"، وأضاف "ليس لديهم الوقت ليتعلموا الكتابة النسخية بسرعة، فهي لم تعد مفيدة بالنسبة لهم".

وأصبحت دروس الكتابة بخط اليد أكثر صعوبة منذ أن قدم الفنلنديون طرقًا جديدة لكتابة رسائلهم في عام 1986، ويشرح هارمان، "انتقلنا من نمط الكتابة اليدوية القديمة المستمدة من الطريقة السويدية، إلى نمط أكثر حداثة، وتبدو الكثير من الحروف متشابهة للغاية في دروس الكتابة باليد، ولذلك فليس من السهل الكتابة بالنسبة للأطفال أو القراءة للمعلمين، ولكن عند كتابة الحروف بالطباعة، تصبح أكثر وضوحا".

وأكد هارمان أنه " اعتبارا من عام 2016، سيتم تدريس التلاميذ فقط الكتابة اليدوية المطبوعة، وسيقضون المزيد من الوقت في تعلم مهارات لوحة المفاتيح، الأمر الذي أدركنا أنه مهم جدا لسوق العمل"، وتعتبر فنلندا واحدة من أوائل الدول التي توقفت عن إلزام دروس الكتابة بخط اليد، ولكن التغيير هو جزء من التحرك العالمي، انتقالاً من الوثائق المكتوبة بخط اليد نحو الاتصالات الرقمية.

ووجدت دراسة بريطانية أخيرًا أن ثلث المستطلعين لم يكتب أي كلمة بشكل صحيح باليد في الأشهر الستة السابقة، وألغت العديد من الولايات الأميركية، العديد من دروس الكتابة النسخية من المناهج الدراسية.

وبينما أبدى الأصوليون استياءً من فقدان الشخصية واللمسة البشرية للكتابة، شدد بعض علماء الأعصاب على أهمية الكتابة بخط اليد لتحسين نمو الدماغ و المهارات الحركية، وضبط النفس، وحتى صعوبة القراءة، ولذلك أخذ مسؤولي التعليم الفرنسي هذه النتائج بعين الاعتبار، وأعادوا دروس الكتابة باليد عام 2000 ، بعد توقف دام فترة وجيزة ولكن في فنلندا، لم توجد أي استجابة تذكر لإلغاء المقترح.

وأوضح هارمان أنه "بالكاد وجدنا القليل من التعليقات على هذا الإجراء من قبل الآباء والأمهات، إلا أنه الأمر كان يشكل مفاجأة لعدد قليل من الأجداد، ولكن يبدو الجميع على ما يرام".