رينا دورو

سادت حالة من الترقب في أثينا فور تولي رينا دورو منصب عمدة منطقة أتيكا، إذ حبس الموظفون أنفاسهم خشية إجراءات عضوة حزب "سيريزا" اليساري الراديكالي في اليونان، وتعتبر الوحيدة من أعضاء الحزب التي شغلب منصب حكومي عبر الانتخابات، كما وعدت بعمل إصلاحات في قطاعات مختلفة ومحاربة الفساد.

وأكدت ريتا دورو البالغة من العمر 40عامًا أنها ستواصل حربها ضد الفساد فضلا عن مواجهة المحسوبية، مضيفة "الاتكاء على الأريكة في نهاية يوم عمل شاق تصل ساعات العمل فيه إلى 12 ساعة أمر مهم، لم أحصل على امتيازات ولم أصل إلى هنا لأنني أعتقد بأن هذا واجب، وهذ هو الفارق بيننا وبينهم".
ويتابع مسؤولو المفوضية الأوروربية دورو لاسيما بعد دفع 240 مليون يورو لإنقاذ الاقتصاد اليوناني عبر مكتبها في الطابق السابع، بينما ارتفعت شعبية حزبها على مدى الأعوام الأخيرة على خلفية معارضته لإراءات التقشف في اليونان، ويميل اليساريون إلى الخروج من الحركة المناهضة للعولمة وتقديم أطروحات مضادة للتقشف تنسجم ذاتها مع السلطة.
ومع حل البرلمان اليوناني وعقد انتخابات مبكرة في 25 كانون الثاني/يناير، سيكون فوز الحزب يومًا تاريخيًا ليس فقط بالنسبة إلى اليونان ولكن لأوروبا كلها، إذ لم يحدث منذ تأسيس الدولة اليونانية الحديثة في عام 1921 أن وصل اليسار إلى السلطة.
وتعتقد دورو أنه مع حركة الركود والتقشف في الدولة الأوروبية هناك حاجة إلى التغير والإصلاح، لأنها تعتبر أزمة إنسانية، وتشير إلى أن بلادها في حالة حرب منذ الانهيار الاقتصادي في نهاية عام 2009.
وتابعت "كل أصدقائي الذين هاجروا من اليونان لأسباب اقتصادية، رحلوا بسبب الفقر والبطالة التي وصلت إلى مستويات قياسية، أولئك ظلوا يواجهون حربا مزدوجة، يجب وضع حل للمشاكل الفورية واستعادة المصداقية الخاصة بالنظام السياسي الذي تم تدميره، في سيريزا نحن مستعدون لاغتنام هذه اللحظة والتعامل مع التحديات لإحداث التغيير".
وولدت دورو في ضاحية خاصة بالطبقة العاملة غرب أثينا وهي ابنة شرطي ودائما ما تفخر بوالدتها وتضع صورة تجمعها بها في مكتبها، ، وتقول:" كان والدي محافظين، ولكن في الوقت 
ذاته منفتحين، وفعلا كل شيء حتى أحصل على أفضل تعليم".