محاربة داعش بالحب

إذا كنت تقاتل تنظيمًا إرهابيًّا مثل "داعش"، مع تاريخه الطويل من القتل والاغتصاب والتفجيرات الانتحارية وقطع الرؤوس، فهناك عدة طرق ممكنة للتغلب عليه: العمل العسكري، أو الإملاءات السياسية، أو الهجمات العالمية، أو "الحب شديد الحرارة"، والخيار الأخير لم يضعه زعماء العالم في الحسبان، لكن موقع "فيسبوك" فعل.

وقالت الرئيس التنفيذي للعمليات في موقع التواصل الاجتماعي، شيريل ساندبرج، إن أن أفضل طريقة للقضاء على "داعش" هي أن "نفجرهم بقنابل الحب". واعترفت، في المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، بأن "فيسبوك" يناضل لإزالة المشاركات الإرهابية المليئة بالكراهية من على الموقع، حيث أن كل مشاركة يزيلونها تحل أخرى مكانها ببساطة. وأوضحت أن الإغداق على مسلحي "داعش" بالحب ورسائل التسامح المفرط من مستخدمي الموقع، يمكن أن يحوِّل صفحات الكراهية إلى صفحات "أمل". ودعمت رأيها بما فعله مستخدمو "فيسبوك" قبل عامين في ألمانيا، عندما هاجموا صفحة "الحزب الديمقراطي الوطني" بكثير من رسائل الحب، حتى غيروا مضمونها تمامًا.

وهاجمت صحيفة "تليغراف" تصريحات شيريل، وأكدت أن "فكرتها السعيدة" حملت كل المقوِّمات لأن تصبح فيلمًا من إنتاج شركة "بيكسار"، يحمل اسم "داعش: قصة حب؟"، لكنها بعيدة تمامًا عن التدابير الواقعية المطلوبة لهزيمة الإرهاب. وأوضحت أن المشكلة في تطبيق تلك النظرية مع "داعش"، هي أنه ليس مجرد حزب سياسي يميني متطرف ذي وجهات نظر مثيرة للجدل، بل "مجموعة من القتلة والمغتصبين والإرهابيين"، وفكرة أنهم سينزعجون من رسائل الحب على "فيسبوك" أمر مضحك.

ويبرع التنظيم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لخلق صورة متوحشة عنه، تساعد في إرهاب العالم، ويحرص دائمًا على توثيق وتسجيل الجرائم الوحشية بالفيديو، ونشرها على وسائل التواصل، كما يستخدم "فيسبوك" بغرض نشر رسائله الوحشية، وفقًا لـ"تلغراف"، وإذا استيقظ التنظيم على مليون إعجاب بين عشية وضحاها، فهذا لن يجعل قادته يفكرون في حذف الحساب، بل سيشعرون بسعادة غامرة لأنهم وصلوا إلى الكثير من المستخدمين، أو سيدفعهم ذلك إلى الاستجابة بالمزيد من الكراهية والعنف.

وقالت الصحيفة البريطانية إن أي شخص أمضى بعض الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، يعلم أن "النقاش مع تلك الجماعات ذات الأفكار المتطرفة لن يغير من الأمر شيئًا، لأته مهما حاولت نقاشهم فلن تتغير عقولهم أبدًا"، مشيرة إلى أن الطريقة الوحيدة لتقزيم تلك الجماعات هي الصمت، فما يعتقدونه لا يستحق الرد. وأكدت أنه لا يجب على "فيسبوك" إظهار الحب لـ"داعش"، وإنما يجب عليه إيجاد وسيلة دائمة لحذف حسابات ومحتوى التنظيم، بدلًا من التركيز على حذف "صور الرضاعة الطبيعية".