الملابس الفضفاضة

أقدم أنصار تنظيم "داعش" على وضع لوحات إعلانية ضخمة في شوارع مدينة سرت الليبية، تدعو النساء إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية وتطالبهن بارتداء ملابس فضفاضة وتحذرهن من وضع العطور.

وجاءت الملصقات لتتضمن بعض نصوص الشريعة بشأن ما يتعلق بالحجاب، والتي تشمل ارتداء الملابس الفضفاضة التي لا تعود إلي علامات تجارية كبيرة، مصنوعة من مواد كثيفة ولا تشبه ملابس الكفار. ويعمل التنظيم المتشدد على ترسيخ تلك الثقافات في معقله في مدينة سرت.

ونجح مقاتلو "داعش" في التقدم والسيطرة على الأراضي وسط الفوضى والمعارك الدائرة بين المجموعات المسلحة في ليبيا التي تقاتل بعضها، كما أقدم على إنشاء معاقل له في درنة إلى جانب معاقل أصغر في مدن أخرى، ويُعتقد بأن قتلى صفوف "داعش" ارتفع في ليبيا العام المنصرم إلى نحو ألفي مقاتل.

وتضمنت لوحة كبيرة جرى تركيبها أخيرًا في مدينة سرت مقولة "لا نريد سوى الشريعة الإسلامية لتطبيقها فيما بيننا" في دلالة واضحة على آمال التنظيم في فرض تطبيق الشريعة الإسلامية، على الرغم من أن خرق قواعد السلوك يعني التعرض لوحشية ودموية تتمثل في  عقوبة الجلد 80 مرة لشرب الكحول وقطع اليد في حال السرقة والرجم حتى الموت للمتورط في الزنا إذا كان متزوجاً بينما الجلد 100 مرة والنفي في حال كان مرتكب أو مرتكبة الواقعة غير متزوج.

وكشفت بعض الصور ومقاطع الفيديو عن فظاعة ما يقدم عليه مقاتلو تنظيم "داعش" في ليبيا، 
التي تبعد بضع أميال من ساحل إيطاليا. وفي نيسان/ أبريل أبرزت لقطات مصورة قيام التنظيم بذبح 30 من المسيحيين. ويأتي ذلك الفيديو بعد آخر كان جرى تصويره في شباط/ فبراير لـ"داعش"، أثناء ذبح 21 قبطيًا على أحد الشواطىء في ليبيا، كما ذبح المتطرفون جنديًا مواليًا للحكومة خارج أحد المساجد في البلاد في جريمة شاهدها أطفال لا يتجاوز عمرهم الثامنة تزامن وجودهم في المكان وقت الحادث. وامتدت الجرائم الوحشية في حق المدنيين في كثير من الأوقات.

واستولى "داعش" على مدينة درنة الساحلية في تشرين الأول/أكتوبر من العام المنصرم، وبيّنت مصادر وجود علاقة بين التنظيم والمسلح سيف الدين رزقي الذي شنّ الهجوم التخريبي على أحد الشواطئ التونسية وتسبب في مقتل 30 سائحًا بريطانيًا، وتوضح معلومات أنه تلقى تدريبات في 
أحد المعسكرات التابعة للتنظيم المتطرف في ليبيا.

ولم يقتصر تركيب اللوحات الإعلانية على ليبيا وإنما أقدم التنظيم كذلك على وضع لافتات مماثلة في محافظة كركوك العراقية إلى جانب لوحات أخرى في الحويجة التي يعد أغلب قاطنيها من أهل السنة وتقع قبالة الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى مدينة الموصل والعاصمة بغداد.