القاهرة ـ حاتم الشيخ
تمكّنت مباحث الجيزة من كشف غموض العثور على جثّة، تحمل 11 طعنة، على الطريق الدائري في منطقة المريوطيّة، إذ تبيّن أنَّ الضحية قتل من طرف زوجته، التي تجردت من كل معاني الإنسانيّة، بغية الهروب مع عشيقها.
وكشفت المتّهمة الأولى المدعوة هويدا م. (35 عامًا)، التي سلّمت نفسها للشرطة، بعد مرور أشهر على الواقعة، أنَّها قتلت زوجها، حامد أ.، عامل نظافة، بسبب تقصيره معها في واجباته الزوجية (على حد قولها)، لاسيّما أنّه كان يرفض طلاقها، بعد علمه بأنها على علاقة بعامل في ورشة حداداة أسفل منزلهما يدعى "حمادة".
وروت الزوجة، القاتلة والخائنة لزوجها، قصتها، ودموع الندم في عينيها، "أجل قتلته، لأنه كان يستحق الموت، لم يرحمني، ووقف في وجه رحمة الله ورأفته بي. كان دائم التقصير في حقي، وكل واجبات الزوج تجاه زوجته".
وأضافت "حين كنت أطلب منه الذهاب إلى طبيب، كان يتّهمني بالخيانة، ويؤكّد رجولته، حتى خنته بالفعل... أنا إنسانة. وليس ذنبي أنَّ لديه مشكلة نفسية. كنت أحبه في بداية زواجنا، وحتى نهاية العام الأول منه. لكني كلما طابته بعدها بحقي الشرعي كزوجة، كان ينهال عليّ بالضرب، ويتهمني بالفجور، وأني رُبيت على الرذيلة. مللت منه، ومن حياتي معه".
وتابعت "تعرفت على حمادة .أ، وهو عامل لدى ورشة حداد، قرب المنزل، كان يمنحني كل ما ينقصني من زوجي، كنت أسمع منه الكثير والكثير، حتى شعرت بأني أنثى تحتاج للحنان، وأن تشعر بالأنوثة والحب".
وأردفت هويدا، في اعترافها أمام المحقّقين، "في أحد الأيام، أثناء خروجي لشراء طلبات للمنزل، شعرت بحمادة يسير خلفي، خطوة بخطوة، حتى قام بمغازلتي، فأثار مشاعري بنظراته، دون أن أجد أي ردع له. فكرر النظرات، والإعجاب، لأبادله الابتسامة، وتطور الأمر إلى قيامه بملاحقتي في سيري على الطريق".
واستطردت "ما أن انتهيت من شراء مستلزماتي، حتى قام بحمل بعض الأشياء عني، بقصد توصيلي. رفضت أولاً، إلا أنه أصر أن يحمل عني مستلزمات البيت إلى شقتي، وعندما وصلت إلى باب الشقة، دخل إلى المطبخ، وأنزل الأشياء التي بين يديه، واقترب مني، ولمست يداه يدي، ثم مال برأسه، حتى اقترب وجهه من وجهي، فشعرت وقتها بكياني كأنثى. وانتهى اليوم بمجرد تبادل نظرات الإعجاب".
وأردفت "حاولت في البداية التماسك، إلا أنَّ كلمات الغزل كانت هي الأقوى. وبالفعل تطوّر الأمر، حتى اتفقت معه على قضاء وقت ممتع داخل السرير، وقلت له إن زوجي لن يحضر إلا في الساعة السادسة، لأشعر بالنشوة، في لقاءات جنسية، مع عشيقي الذي جعلنب أشعر بكيانب وجسدي كأنثى".
وأضافت الزوجة الخائنة "تطور الأمر بيننا، وتكررت الليالي الساخنة، إلا أن القلق بدأ يدب في قلوبنا، بعد أن أصبحت مدمنة لهذه اللقاءات. وذات ليلة، وأنا بين أحضانه، طرق باب الشقة، فصرخ عشيقي خوفًا، قائلاً من ذلك؟، ماذا نفعل، فقلت له لا تقلق، واختبئ أسفل السرير، وأنا سألهي زوجي كى لا يلاحظ وجودك، وعند مغافلته قم بالهرب".
وتابعت "بالفعل فتحت الباب، بعد أن ارتديت ثيابي، لأجد زوجي يشأل عن سبب تأخري، فأجبته بأني كنت أستعد للاستحمام، وقمت بالتمايل عليه لأطلب منه أن يدخل ليأخذ حمامًا معي، ولم يبد زوجي رفضه، فدخلنا الحمام سويًا، واستطاع عشيقي الهرب".
وصمتت الزوجة، ثم بكت قائلة "الشهوة قضت عليّ، وحبي لجسدي دفعني للجريمة. فمنذ لقائي الأخير بعشيقي لم أعد أنساه. كثيرًا ما طلبت من زوجي الطلاق، حتى أستطيع إشباع رغباتي، التي حرمت منها معه، لكنه كان دائم الرفض، لشعوره بأنني أخونه. وفكرت ماذا أفعل، فافتعلت الشاجر يوميًا معه، ليطلقني دون أن أطلب منه، ولكنه على الرغم من ذلك تحمل، ولم يبد غضبه".
وأردفت "في اليوم الأخير، انتظرت إلى المساء، عاد زوجي كعادته متأخرًا. سألني ماذا أعدّدت من طعام، فأجبته بأني لم أطبخ، ونشبت مشاجرة بيننا، خاطبني فيها بكلام جارح، مؤكّدًا أنه لم يشعر معي أنه مع أنثى، وأن حياته تحوّلت إلى جحيم، وأنه يعمل بعد الظهر هروبًا من مشاركتي الوقت، وأنه بهذه الطريقة يعاقبني لشكه في سلوكي، ثم ترك المنزل وخرج للعمل، وعندما عاد، فجرًا، قلت له أريد الطلاق، فرفض، وعاتبني على طلب ذلك، ثم دخل غرفة النوم، فعزمت أن أنهي حياته، التي كانت سببًا في عذابي، دون تفكير في العواقب، أخذت سكينًا من المطبخ، ودخلت عليه في غرفة النوم. بدأت بطعنه، ولم أشعر إلا وهو غارق في دمائه على السرير".
وروت هويدا "اتصلت بعشيقي، الذي لم يصدق ما حدث، قائلاً (قلت لك الطلاق وليس القتل)، فقمت بربط يديه ورجليه ولفه بملاءة السرير، وربط أطرفها بحبل، وحضر عشيقي للمنزل. رأى الجثة، ثم اصطحبناها معنا، وألقيناها على الطريق في دائري المريوطية، لإبعاد الشبهة عني".
وكشفت أنه "ما إن قلت لعشيقي أني أريد الزواج منه، إلا وتغير حاله، وانقلب، رافضًا الزواج مني بعدما قتلت زوجي، حتى هممت بقتله هو الآخر، لأنه وعدني بالزواج حال الخلاص من زوجي. تشاجرنا، وتركني، فهددته أني سأبلغ عنه، كونه شريكي بالجريمة، لكنه لم يكترث بتهديدي، وتركني. لم أجد أمامي إلا الشارع لأنام على الأرصفة، فتوجهت لأقرب قسم شرطة، وسلمت نفسي، واعترفت بأني قتلت زوجي، بمعاونة عشيقي، لكنه لاذ بالفرار، وأنا الآن انتظر حكمًا بالسجن المؤبد أو الإعدام".