سارة ماركيز مستكشفة ناشيونال جيوغرافيك

خاضت المستكشفة في قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، سارة ماركيز، والبالغة من العمر 44 عامًا من سويسرا تجربة مثيرة ومروعة في ذات الوقت، بعد أن اختبرت نحو ثلاثة أشهر من الموت جوعًا أثناء التجول في بؤر ساخنة حول العالم. وأصدرت سارة كتابها الرابع، "ترويض بواسطة الطبيعة"، هذا الأسبوع والذي سردت فيه رحلتها غير العادية، والتي أخذتها حرفيا من طرف كوكب إلى طرف آخر، حيث سارت لمدة ثلاثة أعوام تُصارع مهرَبي "المخدرات"، وهذيان الحمى في غابات لاوس والحياة البرية الاستوائية المميتة.


 
 وأوضحت سارة لصحيفة "الديلي ميل" أستراليا، "لقد خططت لهذه الرحلة طوال عامين، من سيبيريا إلى سهل نولاربور في جنوب أستراليا، للتأكد قدر الإمكان أنها سوف تسير على ما يرام". واعتمدت خطة سارة على اكتساب الكثير من الوزن لبناء قوة في العقل والجسم، حيث أن الوزن هنا يعتبر شبكة أمان. وتقول: "بمجرد أن تبدأ المشي، هناك شيء مذهل يحدث إذ أنك تتواصل مع الطبيعة التي على مقربة منك، وهنا يبدأ عدم الاكتراث بحدوث الأشياء التي ليست جزءا من الخطة الأصلية الخاصة بك".


 
وأضافت، "إن الأشهر الستة الأولى هي الأصعب، على الرغم من أنك قد لا تتوقع ذلك، إذ لا يزال باستطاعتك سماع أصوات عائلتك وأصدقائك في رأسك، ولكن بمجرد البدء يتوقف لديك الشعور بالوحدة إذ تتقرب أكثر من الطبيعة". وواجهت في رحلتها، التي سارت فيها لأكثر من 30 كيلو مترا يوميا، أكثر من نصيبها العادل من الصعوبات الطبيعية، إذ تقول: "أتذكر تلك اللحظة التي أحاط فيها بخيمتي خمسة ذئاب".


 
 وتتذكر المستكشفة المقدامة أيضا رحلتها الصعبة عبر آسيا، التي أصيبت فيها بالحمى في لاوس وتعرضت لهجوم من قبل مهربي المخدرات، قبل أن يتم اعتقالها على يد القوات الخاصة في الصين. وأشارت سارة إلى أن المغامرة في روحها منذ الصغر، حيث تروي أمها دائما أنها كانت تجد صعوبة في إيجادها في المكان الذي تركتها فيه، وهذا ما دفعها للشروع في تلك الرحلة. وتسير سارة من شروق الشمس وتتوقف للنوم عند الغروب.


  
وعبَرت عن تفضيلها لأستراليا، حيث قالت إنها مكانها المفضل من الرحلة. وذكرت، "قضيت نصف حياتي في بوش وأشعر أنني أعرف كل سحلية وحجر! لكنني أيضا تمتعت بالصحراء الغوبية لأنها فاجأتني بأن هناك نمور ثلجية ودببة بيضاء على حد سواء هناك، وكان هذا رائعا". ولم تكن العودة مريحة لسار، حيث استغرق منها حوالي ثلاثة أشهر للتكيف من جديد. وتقول: "كان لدي شعور غريب تجاه المياه التي تخرج من الصنبور، كما أنه من الغريب رؤية مقهى في الزاوية المجاورة، ولكن بعد أيام قليلة من ذلك، شعرت بأن هذا نداء داخلي بأنني أريد أن أذهب مرة أخرى". كما أنه بالنسبة لسارة، الجزء الأصعب حول تلك العملية برمتها هو عندما جلست للكتابة عن تجربتها، إذ ألفت أربعة أجزاء لتلك الرحلة.