المنيا - جمال علم الدين
جمعت بين عملها كممرضة في الوحدة الصحية، وممارستها للختان لعدة أعوام علنًا في قرى ريفية مقابل مبلغ مالي زهيد، قبل أن تهب حياتها لمناهضته حتى رحلت عن الدنيا، سعدية عبد السيد، سيدة من المنيا، امتنعت عن ختان الإناث في 1994 بعد ممارسته لأعوام كثيرة، ووقعت وثيقة بذلك مع الهيئة الإنجيلية لتترك بعد رحيلها في عام 2014 قرية منياوية كاملة خالية من الختان، وهي قرية البرشا التابعة لمركز ملوي في المنيا والتي يسكنها الأقباط بالكامل.
يروي كاهن كنسية دير البرشا القس أنطونيوس، التفاصيل الكاملة لقصة الختان في القرية، ومساعي الكنيسة لوقفها ودور سعدية. يتحدث القس "القصة تعود إلى 1994 حين انتشر الختان بطريقة غير طبيعية اعتقادا من الأهالي بأنه رمز للعفة وحماية للفتاة، وفي مواجهة ذلك، تعاونت الكنيسة مع الهيئة الإنجيلية في توعية أهالي القرية، وجمعنا الثلاثة القائمين على الختان في القرية ومنهن سعدية عبد السيد وناقشناهن في أن الدين المسيحي لم يتحدث عن الختان سوى للذكور، وأن الأضرار النفسية والجسدية التي تحدث للفتاة جسيمة وتحرمها من العيش حياة سوية وتعهد الثلاثة في وثيقة وقعوها بعدم عمل ختان مرة أخرى".
ويضيف القس أن سعدية، قبل الوثيقة، كانت تفكر بالتوقف عن الختان لكنها لم تكن حسمت أمرها بشكل نهائي، وذلك بعد أن نزفت إحدى الفتيات أثناء العملية وشاهدتها تبكي وتتألم، فيما كتفها أهلها حتى ينتهي الأمر سريعا، وهو ما سبب لها تأنيبا للضمير، وبعد النقاش مع القيادات الكنسية، ألقت سعدية معداتها المستخدمة في عملية الختان بالنيل، لتحول مسار حياتها من سيدة تعمل في الختان إلى سيدة رافضة له.