سوهاج - أمل باسم
تعد ممارسة الرياضة في الصعيد وبالأخص محافظة سوهاج أمرًا منتشرًا بين الشباب، أما بين الفتيات فهو قليل جدًا إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت المرأة في سوهاج تقتحم الوسط الرياضي، بممارسة الرياضة للحفاظ على لياقتها وأيضًا من حيث الهواية التي تحقق من خلالها طموحها وأهدافها الرياضية.
كان الأمر في البداية غير محبب أن يرى المجتمع فتاة تخرج عليهم بالزي الرياضي وتعترف بممارستها الرياضة التي عرف عنها ممارسة الشباب، مثل كرة القدم، وكرة السلة، والملاكمة، والجودو أو حتى أن تقرر الذهاب إلى صالة ألعاب رياضية من أجل قضاء وقت في بعض التدريبات اليومية للحفاظ على رشاقة جسدها من حيث المظهر الجمالي والصحي من حيث أهمية ممارسة الرياضة.
ولكن الأمر بدأ يتغير وذلك بعد انتشار صالات التدريب الرياضية النسائية في محافظة سوهاج وتزويد بعض النوادي الكبرى في سوهاج ومراكز الشباب بأقسام للمرأة، مع الاعتراف بمهنة وأهمية المدرب الرياضي للفتيات، بالاضافة إلى انفتاح الأهل على عادات خارج الصعيد ساعدتهم في الوقوف مع بناتهن في ممارسة الرياضة، ومساندتهم ضد هجمة المجتمع السوهاجي الشرسة ضدهم.
وكانت من أهم العوامل تغيير نظرة المجتمع لرياضة الفتاة إنشاء كلية التربية الرياضية في جامعة سوهاج، إذ أصبحت الرياضة مادة إجبارية على طالبتها ولن تتفوق الفتاة وتنهي دراستها الجامعية إلا بممارسة الرياضيات المنصوص عليها وفقًا للمناهج، مما ساعدت الكلية الأهل والمجتمع بأكمله بتقبل رياضة الفتاة.
وكانت من أهم هذه العوامل تنظيم كلية التربية الرياضة ماراثون جري في شوارع مدينة سوهاج في وقت سابق لطلاب وطالبات الكلية مما يعتبر رسالة واضحة للمجتمع حول أهمية رياضة المرأة.
وتهتم جامعة سوهاج كثيرًا بالرياضة والأنشطة الطلابية ودفعت الجامعة بثلاث فتيات من فريق الكاراتيه للمشاركة في أسبوع أنشطة الطلاب في جامعة المنصورة وحققوا انتصارات كبرى على باقي الفرق، كما دفعت الجامعة أيضًا بفريق من 8 فتيات للمشاركة في ألعاب القوى في ذات الأسبوع في الاستاد الرياضي.
وشارك فريق الجودو في مباراة بأصالة المغطاة وشمل الفريق كلًا من" اللاعبتين هاجر عبدالباسط، واللاعبة هالة السيد في كلية التربية الرياضية الفرقة الثانية، ونافست طالبات جامعة سوهاج فريق التعليم العالي ثم فريق جامعة المنصورة.
وذكرت فاتن عبده 22 سنة لاعبة كارتيه في محافظة سوهاج خارج الجامعة:" أنها تمارس اللعبة منذ صغرها، وعند وصولها إلى المرحلة الإعدادية بدأ أهلها في الاعتراض على استكمالها في الكارتيه، بسبب نظرة المجتمع، إلا أنها تحدتهم وحصلت على الحزام الأسود مما دفعها للاستمرار.
وأشارت إلى أنه كان يضايقها كثيرًا ترديد"أنت بنت مسترجلة" مما زرع الخوف في قلب والدتها حول سمعتها المستقبلية، وحياتها الزوجية.
وأوضحت أن نظرات المجتمع لها كانت غريبة للغاية وكأنها تقوم بشئ محرم، مؤكدة أن الوضع الآن في سوهاج أصبح مختلفًا كثيرًا بعد فتح كلية التربية الرياضية، وأصبح في الكثير من البيوت السوهاجية فتيات يمارسن الرياضة لأنها في النهاية دراستهم.