القاهرة - مصطفى فرماوي
أشاد رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق" الدكتور هادي إليامي بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وبخاصة تمكين المرأة من حق المشاركة في المناصب العليا في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وعبر الدكتور إليامي، في ختام زيارة وفد من لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق" اليوم الخميس للسودان، عن تقديره البالغ للجهود المبذولة لدعم ومساندة النساء والأطفال الذين يتعرضوا للعنف رغم ضعف الإمكانات والموارد المادية، علاوة على الأدوار المهمة التي تبذلها الدولة بالتعاون مع المجتمع المدني والجهات والهيئات الإقليمية والدولية للحد من استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، وكذلك الاهتمام بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وتمكينهم من حقوقهم الإنسانية، معربا عن أمله في مزيد من الإصلاحات المعززة لمكاسب الخرطوم في هذه المجالات الحقوقية.
وذكر في بيان له وزعه مكتب اللجنة في القاهرة، أنه تم تنظيم زيارات ميدانية للجنة إلى عدد من الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية بحماية وتعزيز حقوق الإنسان في السودان، إضافة إلى عقد ورشتي عمل تعريفيتين بأحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان وآلية عمل لجنة الإنسان العربية، الأولى كانت لمؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان والأخرى للعاملين في الوزارات والمؤسسات الرسمية، تمهيدا لمناقشة التقرير الأول المقدم من جمهورية السودان عن واقع أوضاع حقوق الإنسان وفقا لأحكام المادة 48 من الميثاق خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأشار إلى أن تنظيم هذه الورشة التعريفية بالميثاق العربي لحقوق الإنسان وآليته المتمثلة بلجنة حقوق الإنسان العربية جاء في سياق تعزيز التعاون مع جمهورية السودان بوصفها دولة طرف في الميثاق العربي لحقوق الإنسان ضمن تنفيذ خطتها الاستراتيجية وبرنامج عملها السنوي الهادف إلى التعريف باللجنة وأدوارها واختصاصاتها باعتبارها الآلية العربية الإقليمية الوحيدة المعنية بتلقي التقارير من الدول العربية الأطراف بالميثاق.
وشدد الدكتور إليامي على أهمية تنظيم مثل هذه الورش في الدول الأطراف بغية إكساب المشاركين والعاملين في مجال حقوق الإنسان مهارة إعداد التقارير ومناقشتها أمام الآليات الإقليمية، علاوة على إكسابهم مهارة متابعة التوصيات والملاحظات الختامية حول حماية حقوق الإنسان.
وأوضح أن الورشة تناولت التعريف بالميثاق العربي لحقوق الإنسان كآلية إقليمية لحماية حقوق الإنسان وما تضمنه من حقوق وحريات، علاوة على التعريف بالمبادئ التوجيهية والإرشادية المتعلقة بتقديم الدول الأطراف لتقاريرها الأولية والدورية إلى لجنة حقوق الإنسان العربية والمبادئ التوجيهية الخاصة بتقديم المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني لتقاريرها الموازية، مشيرا إلى أن اللجنة كانت قد عقدت ورش تعريفية بالميثاق العربي لحقوق الإنسان وآلياته في كل من الجزائر وقطر والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وذلك إبان مناقشتها للتقارير المقدمة منها.
وحث اليامي الدول العربية التي لم تنضم إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان إلى سرعة الانضمام، وبخاصة في ظل تطوير آليات النظام العربي لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية وإقرار النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، مذكرا بأن الميثاق العربي لحقوق الإنسان هو معیار الانجاز المشترك لتطلعات الشعوب العربیة في ضمان التمتع الفعلي للجمیع بكل حقوق الإنسان المدنیة والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة.
وجاء زيارة وفد لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق" إلى الخرطوم والتي استمرت على مدى خمسة أيام بدعوة من الدكتور عوض الحسن النور وزير العدل ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في السودان.
جدير بالذكر أن لجنة حقوق الإنسان العربية تعتبر أول آلية عربية لمتابعة تنفيذ الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي أقرته القمة العربية في تونس 2004، وتتولى النظر في تقارير الدول الأطراف بشأن التدابير المتخذة لإعمال الحقوق والحريات المنصوص عليها في الميثاق.
وتتألف اللجنة من سبعة أعضاء (بصفتهم الشخصية) تنتخبهم الدول الأطراف في الميثاق لأربع سنوات بالاقتراع السري على أن يكونوا من ذوي الخبرة والكفاءة العالية ويعمل هؤلاء بكل تجرد ونزاهة، ولا يجوز أن تضم اللجنة أكثر من شخص واحد من مواطني الدولة الطرف في الميثاق، ويجوز إعادة انتخابه لمرة واحدة فقط، مع مراعاة مبدأ التداول.
وأوجب الميثاق على الدول الأطراف التعهد بأن تضمن لأعضاء اللجنة الحصانة اللازمة والضرورية لحمايتهم ضد أي شكل من أشكال المضايقات أو الضغوط المعنوية أو المادية أو المتابعات القضائية بسبب مواقفهم أو تصريحاتهم في إطار قيامهم بمهامهم كأعضاء في اللجنة.