لندن ـ مصر اليوم
يتسبب التقدم في العمر في نقلة نوعية للرجال والنساء؛ لكن الأمر يختلف لدى المرأة فبعض النساء يصرن أجمل، وبعضهن يصاب بالفزع ، لكن كثيرًا منهن، أيضًا، يندفع للحياة بشغف، في محاولة للإمساك بكل لحظة مدهشة، وبحرص شديد على عدم تفويت أي فرصة للتمتع بمباهج العمر الجديد: الأربعين! عند السؤال عن العمر تتردد المرأة أحياناً في الإجابة، لكنها بعد الأربعين تتردد دائماً! على الرغم من ذلك فإن المرأة النموذجية، من وجهة نظر الرجال الناضجين، غالبًا ما تكون هي الأربعينية الناضجة المجربة والحكيمة، وغير المتطلبة، كما أن نضجها الجسدي يكون أكثر اكتمالاً.
ويعد سن الأربعين وما بعده نقلة نوعية في حياة المرأة ونظرة متفائلة تنظر للجانب المشرق في كل شيء حولها أحد أهم الأمور في هذه المرحلة هو الاعتناء بصحتها من جميع النواحي بعد سن الأربعين تجد الراحة والسعادة إلا أن الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في عصرنا هذا عصر التكنولوجيا والعولمة أدى إلى تغيير نظرة المجتمع حيث تحررت من بعض القواعد المفروضة عليها ولم يعد الزواج من أولوياتها، كما تحولت من تابعة للمجتمع المحيط بها أصبحت إنسانة مستقلة, أن تتخطى فتاة الأربعين من العمر من دون زواج لم يعد أمرًا مستغربًا خاصة في ظل العوامل الاقتصادية الخانقة وارتفاع نسبة النساء المتعلمات ودخولهن مجال العمل واستقلاليتها في الاعتماد على الذات.
ويمنح الزواج للمرأة جزء من أحلامها وليس كل أحلامها كما تتمنى وقد تتوقف أحلام وطموح الكثير منهن بعد الزواج وتبقى بين جدران المنزل وهو هذا ما كانت تطمح إليه , ولكن في الحقيقة أن الزواج قد يكون مخيبًا لآمال الكثير من النساء بسبب سوء الاختيار وفوارق طبقية واجتماعية وثقافية وحتى التحصيل الدراسي, كل هذه الأسباب وغيرها تجعلها غير سعيدة وقد تتغير حياتها من سعادة إلى جحيم وتطلب الانفصال والاستمرار بحياتها من دون قيود الرجل الشرقي وتعقيداته وطلباته التي لا تنتهي وكأنه لا يزال يعيش زمان سي السيد .
وتنضج المرأة أكثر كلما تقدمت في العمر، وزادت خبرتها وأصبح لها شخصية قد تكون مؤثرة في عملها وذات نفوذ اجتماعي ووظيفي وقادرة على مواجهة مصاعب الحياة وطبعًا هذه الشخصية تختلف من امرأة لأخرى ومن بيئة لأخرى وأعتقد أن المثقفات والموظفات لهن الحرية الشبه مطلقة بالخروج من المنزل وربما إقامة علاقات صداقة خارج حدود العمل وهذا ما يجعلهن أكثر انسجامًا وتفاؤل بالحياة حتى غير المتزوجات منهن بعد أن فقدن فرصة الزواج وأصبح لديهن شخصية مستقلة بعد أن أصبح لكل فرد من عائلتها حياته الخاصة وطبعًا الشخصية تختلف من الناحية المجتمعية فالمرأة التي تسكن القرية تضع عليها قيود بسبب التقاليد والأعراف وخصوصًا الأرامل والمطلقات بينما في المدينة تكون حريتها أكثر وبخاصة عندما تكون المرأة التي تعتمد على نفسها لإعالة نفسها أو عائلتها بعدما لم تجد من يعيلها.
ويختلف مفهوم الحرية عند النساء من امرأة لأخرى وطبعًا ذلك باختلاف نشأتها وبيئتها الاجتماعية وأيضًا المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي لكل أسرة وتتمثل الحرية بإبداء رأيها الذي يعبر ما بداخلها والذي ينعكس على تصرفاتها والحرية ولا تتمثل في السهر والحفلات وما شابه والأفعال التي لا تمت للحرية الحقيقية بأي صلة ولكن هذا لا يعني أن تغلق الفتاة على نفسها الأبواب وتنطوي على نفسها وتنزوي على نفسها والآخرين ولكن أن تراعي التقاليد كي تستحوذ احترام الجميع لأن الحرية حق ومسؤولية , فالحرية سعادة الإنسان إن أحسن استخدامها وتسبب الشقاء إذا أسيء استخدامها الحرية المطلقة هي السبب الرئيسي لانحراف الفتاة , فهناك فرق كبير بين الحرية والفوضى .
وتختلف حياة النساء بعد الأربعين في مجتمعنا فالمتزوجة تختلف عن الأرملة والمطلقة والعانس كما يطلق عليها ولكل منهن لها همومها ومشاكلها وإن اختلفت من امرأة إلى أخرى وهذا الاختلاف ناتج عن نظرة المجتمع وتعقيداته بعدما فقدت البعض منهن فرصة الزواج أو فشلن في الاستمرار في الحياة الزوجية أو من سرق الموت أزواجهن فأغلبهن يناضلن من أجل الاستمرار في حياة كريمة تجعلها لا تحتاج إلى من يمد العون لها لذا اعتمادهن على ذاتهم ضروري بالعمل سواء داخل المنزل وكسب المال أو بدوائر الدولة أو القطاع الخاص رغم تعرض البعض إلى مضايقات أو تلميحات بالتحرش بسبب وضعها الاجتماعي وهذه مشكلة كبيرة لا يمكن القضاء عليها من دون قانون صارم يعاقب من يحاول الإساءة .
وتبدأ بعد الأربعين مرحلة جديدة ومختلفة في حياة المرأة وتعني سن النضوج نجد أن بعض النساء الغير متزوجات لا يجدن تسمية "العنوسة" في المجتمع لهن مشكلة فبعض النساء اخترنها بأنفسهن والبعض الآخر منهن اخترن وفضلن النجاح في مجال الحياة على الزواج، وأسباب العنوسة متعددة تختلف من مجتمع إلى آخر.