القاهرة خالد حسنين
أكدت أحصائيات الأمم المتحدة، ومركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر من 7 إلى 40 خلال الخمسين عاماً الأخيرة، حيث احتلت مصر المرتبة الاولى عالميا ، ووصل الإجمالي العام الآن إلى 3 ملايين مطلقة، لتؤكد الإحصائيات أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا. وعززت الأمم المتحدة ذلك في تقريرها الصادر للظروف الاجتماعية والاقتصادية، والصحية، فضلا عن نقص الوعي أو إدمان المخدرات، وانتشار المواقع الإباحية على الانترنت، ما جعل هناك تزايدا فى نسب الطلاق، وبالأخص الناتج عن قانون الخلع.
وعلنت محاكم الأسرة أن 240 حالة طلاق تقع يومياً، بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، لتتراوح مدد الزواج من ساعات بعد عقد القران، إلى مدد تقارب الثلاث سنوات، وبلغ إجمالي عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015، 250 ألف حالة طلاق وخلع بمصر، بزيادة عن عام 2014 بـ89 ألف حالة، وفي المقابل ترددت مليون حالة على محاكم الأسرة خلال 2014.
وتقول الكاتبه فريدة الشوباشي انها ظاهرة غريبة جدا لكنها انعكاسات لعدة امور اهمها الانغلاق وعدم ترك مساحة للشباب للتعارف بحجة العادات والتقاليد الغريبة، فيدخل الاثنان في علاقة سريعة تنتهي بزواج اسرع، ويكتشفان وجود مساحات هائلة من الاختلاف لعدم التقارب والتفاهم المسبق بسبب قصر فترة الخطوبة او عدم تواجدهما معا وتقاربهما قكريا ونفسيا، مما يؤدي الى الكارثة، وانه رغم ان وضع المراة المصرية تغير للافصل من حيث الحقوق ومساحة العمل داخل المجتمع، الا ان الانغلاق الموجود والنظرة غير الواضحة للزواج والاسر التي ترفض اقتراب الاثنين من بعض ليحدث التفاهم قتكون النتيجة طلاقا سريعا.
واكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، أن زيادة معدلات الطلاق ترتبط أيضًا بزيادة معدلات الفقر، موضحة أن العديد من الأهالي يزوجون بناتهم في سن مبكرة من أجل الأموال، أو توافر عريس جيد سوف يقوم بشراء كل متطلبات الزواج. وأضافت “خضر” أن أسباب الطلاق تتلخص فى انعدام التفاهم والبعد عن الاختيار السليم، والزواج في سن مبكرة، خاصة للفتيات، بالإضافة إلى انعدام الحوار بين العروسين ثم الزوجين، فضلا عن تدخل الأهل في حياة الأبناء، وأحيانًا إجبارهم على الإنجاب بشكل مستمر، مما يؤدي إلى زيادة بؤر الفقر وزيادة معدلات الطلاق، مؤكدة أن الحل يكمن فى إقامة مشروع توعية ضد الطلاق، وزيادة رغبة الأسرة في الاستقرار
واكد الدكتور رأفت بهنسي أخصائي علم الاجتماع ان المشكلة كلها تكمن فى كلمة واحدة "الكبت"، فهو أخطر أنواع الأمراض الاجتماعية، ويحول من يقع فيه إلى فاقد للقرار الصحيح، لأنه يتخذه بناء على معطيات خاطئة، فتجد العديد من هؤلاء يتعرضون للفشل، وعندما يتعلق الموضوع باتخاذ قرار الزواج، نجد قصصا لا تستطيع أن تتخليها، فمنهم من يخرج من هذه التجربة إما مطلقا أو مطلقة، والبعض الآخر يخرج خائنا، ومنهم من يقتل بسبب الخلافات، والضحية دائما تكون الأطفال.
وتابع "بهنسى": تتعدد أنواع الكبت ومنها (الكبت الجنسي، والعاطفي، والمادي)، ونجد أن معظم شبابنا فى المجتمع العربي والمصري على الأخص يعانون من احتياج جنسي يدفع البعض إلى التسرع بالزواج، وعندما ينتهى الغرض بانتهاء الأيام الأولى للزواج، ما يؤدي إلى الطلاق السريع، لذا على إي شاب مقدم على هذه التجربة أن يتروى، فالزواج قرار يبني أسرة ومجتمعا وليس قرارا شهوانيا، وعلينا أن ندرك العواقب.