التحرش الجنسي

من منا من النساء لم تتعرض للتحرش الجنسي، سواء كانت متحررة أو متحجبة أو منقبة، سواء صغيرة السن أو كبيرة وحتى العجوز لا تسلم من الجرة.

وأخطر تحرش تتعرض له النساء هو ذاك التي تكون ضحيته في الحافلات، خاصة التي تعرف الازدحام ، بحيث هناك أشخاص يستغلون الازدحام لتلبية أغراضهم الجنسية الشاذة.

نظرات خاصة يرسلها المتحرشون بالنساء في الحافلات، تشبه إلى حد كبير نظرات المترصد بفريسة، ينتظر الفرصة ليقفز عليها. نظرات مليئة بالقذارة ، وبطريقة "حقيرة" يحاول التقرب من الفريسة ليمارس كبته وشذوذه الجنسي عليها، فتتحول تلك النظرات إلى أخرى يحاول من خلالها الإظهار بأنه بريء من كل ما يمكن أن تتصوره المرأة، وأن الاكتظاظ الذي تشهده الحافلة أجبره على التقرب منها  ، وإذا ما نجح في مأموريته  ، وانتابته الرعشة الجنسية يغادر الحافلة في أول محطة، راسما ابتسامة النصر، أما الضحية وبعد أشعارها بالأمر تنزل من الحافلة مطأطأة الرأس ، مستحية من القدارة التي لطخ الجاني بها من الخلف

إن التحرش الجنسي واقع تعيشه كل مغربية، ويطاردها في كل مكان، ولا أعتقد أن المجتمع المغربي يمكن أن يتخلص منه، إلا إذا وضعت قوانين صارمة، تفعل ولا تبقى حبرا على ورق. في هذا الإطار شهدت حافلات شركة النقل الحضري في مدينة الدار البيضاء “المدينة بيس” المئات من حوادث الإعتداءات الجنسية، خلال السنوات الماضية

وكشفت الشركة المكلفة بالنقل بالعاصمة الإقتصادية، والتي تدير 800 حافلة بالمدينة، أن هذه الحوادث بلغت 768 اعتداء يحمل طبيعة جنسية.  وحسب  مصدر  من "مدينة بيس " رفض ذكر اسمه، أن  التحرش الجنسي تحظى بنصيب الأسد من خلال الشكاوي التي تتردد عليها.

وكانت قضية الإعتداءات الجنسية في الحافلات قد تفجرت عقب انتشار مقطع فيديو يوثق محاولة اغتصاب الفتاة "زينب"من طرف مجموعة من القاصرين، ما خلف موجة استياء عارمة تجاوزت حدود المملكة وتناقلت قصتها كبريات الصحف العالمية

الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بمدينة الدار البيضاء، التي نظمت من طرف نساء حقوقيات وجمعويات  بعد الاعتداء على " زينب" من طرف قاصرين تم اعتقالهم مؤخرا، طالب من خلالها النساء حافلة خاصة بالنساء، حتى يتم تفادي الاحتكاك بالذكور. كما طالب النساء الغاضبات، إيجاد حل لمشكلة التحرش داخل الحافلات خاصة أن السائق والمراقب لم تعد لهما سلطة داخل الحافلة.

وتعالت أصوات شابات مغربيات من على منصات التواصل الاجتماعي، تطالب بتخصيص حافلات نقل عمومي للنساء فقط، مبررات مطالبهن بتفادي حالات التحرش التي باتت ظاهرة تقلق بال النساء، خاصة مع ظهور شريط محاولة اغتصاب جماعي لشابة تدعى زينب داخل حافلة نقل عمومي بالدار البيضاء من طرف شبان طائشين، تم التعرف على هوياتهم ويخضعون للتحقيق في الوقت الراهن بعدما جرى اعتقالهم.