واشنطن ـ مصر اليوم
ظن جيران سيدة أميركية تعيش في مدينة “ويتشيتا”، أكبر مدن ولاية “كانساس”، أنها تعذّب أبناءها الذين يعانون ما يشبه الحروق الشديدة في مختلف أماكن أجسادهم، بعد أن كانوا يسمعون صراخهم أحيانًا، كما لاحظوا أنهم لا يذهبون إلى المدرسة مع بقية الفتيان، ما دفعهم إلى اعتقاد أنّ أمرًا مروعًا يحدث في منزلها، وطلبوا لها الشرطة، واتهموها بحرق أولادها لكن الحقيقة التي اكتشفوها كانت “صادمة” للغاية.
بعد أن تم اتهام “ميلسا” بأنها أقدمت على حرق أبنائها، كان يجب عليها أن تظهر على العلن وتكشف الحقيقة، وهي أن أبناءها يعانون من حالة مرضية نادرة للغاية، تحول جلد أبنائها إلى ما يشبه الحروق؛ حيث يعانون من مرض وراثي شديد التأثير، يدعى “انحلال البشرة الفقاعي”، أو ال”آر دي إيه بي RDEB”؛ حيث كانت الأم قد عانت من فقد ابنها الأول “كارلوس”، الذي توفي بالعام 2013 جراء قصور بالقلب بسبب هذا المرض، وكان عمره حينها 14 عامًا.
وشاءت الأقدار، أن يصاب ابنها الآخر “ماركوس” البالغ من العمر 18 عامًا بالمرض نفسه، الذي يعاني بشكل مستمر ودائم من جلده المتقرح، الذي يسبب له آلامًا شديدة تجعله غير قادر على المشي أبدًا؛ لذلك هو يعتمد على والدته بشكل كامل؛ حيث وُلد “ماركوس” –الذي يلقبه الأصدقاء ب”ماركي ذا روك”- مثل أخيه الراحل، مصابًا بانحلال البشرة الفقاعي.
أقرأ أيضًا:
صدمة سيدة أميركية بعد فشل عملية في وجهها
وكأن “ميلسا” لم تكتفِ بمرض أبنائها القاتل، الذي سرق واحدًا منهم، والذي يُحتم عليها البقاء في المنزل لرعاية الآخر طوال الوقت، زادت مشاكلها بعد أن اشتكى عليها الجيران، واتهموها بحرق أولادها، وبالرغم من أنهم اكتشفوا الحقيقة الصادمة لمرض أبنائها، إلا أن الشرطة لات زال تطرق بابها بين فترة وأخرى؛ لتتأكد من أن “ميلسا” لا تسيء معاملة أبنائها.
وكانت السيدة “جاكويز” قد صرحت لوسائل الإعلام الأميركية، أن ابنيها، ولدا مصابين بهذا المرض الوراثي، وأنه لا يوجد جلد على أيديهم أو أذرعهم، وعلى مناطق أخرى من أجسادهم، ولا يوجد لديهم مادة ال”كولاجين” التي تربط الجلد ببعضه، وتابعت “ميلسا”، أن “ماركوس” لن يستطيع المشي أبدًا، ويتناول طعامه بواسطة الأنابيب منذ عمر ال6 أشهر، وذلك لأنه حتى بلع اللعاب، قد يتسبب له بتقرحات مفتوحة في المريء.
وتابعت: “علي أن أنظف جروحه باستمرار بطرق مختلفة، أحيانًا بواسطة لفائف التبييض، وأحيانًا أخرى بكمادات الخُزامى، وخلال القيام بذلك يعتريني ألم بالغ لمشاهدة ماركوس وهو يصرخ من شدة التقرحات المؤلمة، وحتى أخفف عنه، أعطيه أدوية ومسكنات من أجل استرخاء عضلاته”.
“ماركوس” الشجاع، هكذا يواجه أوجاعه الشديدة..
وتصف السيدة “جاكويز” ابنها “ماركوس” بأنه فتى شجاع، يحب الحياة رغم كل ما يعانيه، وهو مؤمن جدًا؛ لذلك يتمكن من المقاومة كل يوم، وعلى الرغم أيضًا من أنه لا يستطيع الحركة، إلا أنه يحب الموسيقى والأفلام والحيوانات، كما أنه معجب كبير بشخصية “سبايدر مان”، وتابعت “ميلسا”: أحيانًا كثيرة يشعر بالحزن، ويتمنى أن يستطيع اللعب مع الفتية الآخرين، لكنه يستعيد ثقته بنفسه من جديد؛ فهو شخص مرح ومؤمن جدًا، ويعتبر كل يوم بمثابة “نعمة مباركة من الله”
وقد يهمك أيضًا: