سميرة شاهبندر أشهر زوجات صدام حسين

تعد سميرة شاهبندر أشهر زوجات صدام حسين وأقربهن إلى قلبه، وهي زوجته الثانية أم ولده علي، ونشرت إحدى الصحف البريطانية مقابلة معها، كشفت فيها أن الحراس الشخصيين لصدام كانوا ينقلونها وابنها علي أثناء الحرب من مكان إلى مكان، وأن صدام زارهما في الأسبوع الثاني من الحرب وهدأ مخاوفها، لكنه عاد إليهما يوم سقوط بغداد وهو مكتئب إذ "عرف أنهم خانوه" وبكى.

وأخذ الحراس سميرة وابنها علي في سيارة إلى الحدود السورية، وكان آخر لقاء بينها وبين صدام في اليوم الثاني عشر على سقوط بغداد، وسلمها حقيبة يد بها 5 ملايين دولار وصندوق فيه سبائك ذهبية زنتها 10 كيلوغرامات. وحسب المقابلة التي نشرتها صحيفة "الصنداي تايمز" اللندنية، فإن سميرة شاهبندر توجهت من دمشق إلى الحدود اللبنانية لتتسلم جواز سفر باسم خديجة. وفي لبنان ظلت على اتصال بصدام من خلال الهاتف والخطابات التي تطمئنها على حال زوجها الرئيس الراحل. وعن قصة زواجها من صدام حسين، قالت سميرة شاهبندر أو (خديجة) إنها بينما كانت متزوجة من طيار عراقي في بداية الثمانينات ولها منه ولد وبنت، وقع نظر صدام عليها ذات يوم أثناء رحلة مدرسية شاركت فيها ابنته الصغرى؛ وإثر ذلك حضر لزيارتها في البيت حاملا باقة من الورد وعلبة من الشوكولا ونظرة حب، ثم خطف زوجها وأرغمه على تطليقها، ولاحقا عينه رئيسا لمجلس إدارة الخطوط الجوية العراقية؛ لتتزوج هي من صدام رغم أنها من عائلة بغدادية أرستقراطية، كانت تنظر بدونية إلى صدام القادم من مناطق العشائر والقرى الزراعية البائسة.

ورغم أن سميرة شاهبندر وحدها استطاعت أن تلفت نظر صدام (ولم يحب أحدا مثلما أحبها بجنون)، فإنه منع ابنها من زوجها الأول من العودة إلى العراق لأنه رفض خدمة الجيش، ولم تتمكن من التحدث إليه طوال السنوات السابقة إلا بعد وصولها إلى بيروت. وجاء حادث اعتقال صدام حسين ومنظره البائس المزري والمذل على شاشات التلفزيون وفي الصحف ليزيد وقع المحنة التي يقاسيها ذووه وعائلته، بعد نحو 30 عاما من السلطة والتسلط والمجد ورفاه القصور ونعيمها. ففي منفاهما في العاصمة الأردنية عمَّان، انطلقت بالنحيب والبكاء الشديد كل من ابنتيه رنا ورغد، وقالت الأخيرة بقلب دام ومكلوم "يا ليتني ما عشت لأرى هذا اليوم". أما أطفالهما التسعة، وهم أحفاد صدام، فقد انفجروا بالبكاء في مدرستهم في الضاحية الشرقية لعمان حين علموا أن جدهم اعتقل في اليوم السابق. وتتسع مأساة العائلة التي فقدت ابنيها عدي وقصي صدام حسين، وأحد أحفادها برصاص القوات الأميركية شمال الموصل، مع الاختفاء المستمر لساجدة خير الله زوجة صدام وأم أولاده الخمسة، والتي توارت عن الأنظار إثر انهيار نظام زوجها، ومعها ابنتهما الصغرى حلا.

ولصدام مع ساجدة زوجة أخرى هي نضال الحمداني التي تزوجها أوائل التسعينات، كما تزوج إيمان ملا حويش. وبقدر ما افتقرت مقابلة "الصنداي تايمز" التي أجرتها الصحافية الأميركية ماري كولفن من خلال طرف ثالث مجهول الهوية، إلى أدلة كافية على صحة إجرائها فعلا، نفت السلطات اللبنانية إصدار أي جواز أو وثيقة سفر خاصة بزوجة صدام أو ابنه. وبغض النظر عما إذا كانت سميرة شاهبندر الآن في لبنان وتتهيأ للانتقال إلى فرنسا، كما جاء في المقابلة، فإن لدى عراقيين كانوا على صلة قريبة بدوائر النظام السابق، رواية أخرى حول زواج صدام من سميرة شاهبندر.

ووفقا لهذه الرواية، ذهبت سميرة لمقابلة صدام حسين في بداية الثمانينات، وكان بابه مفتوحا للكثيرين حينئذ؛ وذلك من أجل مساعدتها في إقناع زوجها نور الدين صافي بطلاقها منه، فرد عليها صدام "إنه مدير الخطوط الجوية العراقية، وهو شخص جيد"، لكن سميرة ردت قائلة "بالنسبة لك وللآخرين نعم، أما أنا فلا"، فما كان من صدام إلا أن رفع السماعة وكلم نور الدين صافي قائلا "إما أن تعدل سلوكك أو تعطيها الطلاق كما طلبت"، وبالفعل حدث الطلاق وانتهت العدة فبعث صدام طالبا الاقتران بالسيدة الأرستقراطية المسؤولة في وزارة التعليم العالي، وتزوجا لينجبا عليا الذي كان طالبا في كلية العلوم بالجامعة المستنصرية وقت حدوث الحرب.