دبي - مصر اليوم
سلّط وزير الخارجيّة والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الضوء على الجهد الاستثنائي الذي بذلته الإمارات على مستوى تعزيز دور المرأة في القطاعين العام والخاص.
وكتب في صحيفة "غلوب أند مايل" الكندية مقالًا أوضح فيه سهولة تفويت القصص الإيجابية الصادرة من الشرق الأوسط وسط الفوضى التي يمر بها قسم من دوله.
وعملت الإمارات، الدولة التي يبلغ عمرها جيلًا واحدًا، لضمان تمتع كل امرأة بفرصة لتأدية دور قيادي في الحياة العامّة والسياسية، ولضمان تعليم الفتيات والنساء، وحمايتهن من الأفكار الخبيثة التي يبثها متطرفون.
وقال إن الزخم المتنامي الذي حققه تطور حقوق النساء في الشرق الأوسط يستحق الاعتراف به وتعزيزه. وهو يحتاج للحماية من قوى سلطات في المنطقة لا تزال تقاوم التغيير وتسعى لتقييد حقوق المرأة، ستكون أثمان الفشل خطيرة. لا يستقطب الشرق الأوسط، حيث نسبة 60% من السكان هي ما دون سنّ الثلاثين، سوى جزء من الطاقة الكبيرة التي يتمتع بها الشباب والسكان الذين يزداد تحصيلهم العلمي.
رسالة أمل
يمكن الاستفادة أكثر من هذه الطاقة عبر إعارة الاهتمام إلى التحديات التي تواجهها النساء في المنطقة وعبر تأمين تكافؤ الفرص والمساواة في الأجور وإمكانية إسماع أصواتهن بوضوح داخل المجتمعات في الشرق الأوسط.
و شكلّت الإمارات مثالًا للمنطقة في هذا المجال، وهي تهدف إلى توجيه رسالة أمل إلى الجيل الشاب. يجب إيقاف إهدار مواهب النساء كما يجب تغيير الستاتيكو القائم.
استراتيجية الإمارات
و يجب أن تضع الحكومات تعزيز دور النساء على رأس أجنداتها الإصلاحية, في حين أن الالتزام وحده غير كافٍ، يبقى أنه يهيّئ لتغييرات إيجابية يمكن أن تفسح المجال أمام النساء ليستفدن من الفرص نفسها المقدّمة للرجال.
و تبنت الإمارات استراتيجية لتمكين المرأة سنة 2015، والتي تضمنت أهدافًا لتحقيق المزيد من المساواة في سوق العمل.
وشدد الشيخ عبدالله على أن الالتزام بتعزيز دور المرأة هو جزء لا يتجزأ من الدستور الإماراتي والخطط الوطنية من ضمنها استراتيجيات حول التعليم وتأمين مستقبل الشباب.
يكمن الحل المهم الثاني في بذل كل الجهود لإزالة العوائق التي تمنع المرأة من الوصول إلى الفرص نفسها التي يتمتع بها الرجال.
يمكن إسقاط الحواجز بعدد من الطرق، بما فيها التحرك الإيجابي وتأمين كوتا مؤقتة للنساء، وإصدار تشريعات متجددة وتنفيذها إضافةً إلى نشر نماذج قيادية. من خلال هذه السياسات، فتحت الإمارات فرصًا جديدة لم تكن متوفرة في السابق أمام النساء.
أمثلة حسية
تحتل النساء الإماراتيات ثلثي الوظائف، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم. لقد انتخبت الإمارات أول رئيسة للمجلس النيابي، أمر يشكل سابقة في تاريخ جميع البرلمانات العربية. وهنالك تسع وزيرات في الحكومة الإماراتية.
و كانت الإمارات في القطاع الخاص، الدولة العربية الأولى، وواحدةً من الدول القليلة حول العالم بتمرير قانون يوجب تمثيل النساء في مجالس إدارة جميع الشركات الخاصة.
تشريع إماراتي حديث
تدرك الإمارات أن زيادة مشاركة المرأة في القوة العاملة بطريقة تتساوى فيها الفرص والأجور مع الرجال هو أمر جوهري لنمو الاقتصاد الإماراتي. لهذا السبب أقرت الإمارات هذه السنة قانوناً يضمن حصول النساء والرجال على أجر متساوٍ مقابل عملٍ متساوٍ، بما يعاود التأكيد على التزام الإمارات بتعزيز دور المرأة.
ويعتبر النساء والفتيات هن دعامة أساسية في المساعدات الإماراتية الإنمائية لدول أخرى. من خلال وضع النساء في قلب برامج المساعدات للمجتمعات الريفية، شهد العالم جيوبًا من مجتمعات مزدهرة تنمو في أصعب أنحائه. كما اتخذت الإمارات موقفًا قويًا بخصوص حق الفتيات بالحصول على التعليم.
ليست خطوة تجميلية
ما تقدم هو أمثلة قليلة عن الالتزام الإماراتي بتعزيز دور المرأة. تظهر هذه النتائج وغيرها أن هدم الحواجز أمام النساء والفتيات سيساعد في تحقيق تغيير إيجابي ومستدام على المدى الطويل. انبثقت هذه الإجراءات من قناعة مفادها أنّه من دون دعم النساء، لن تستطيع الإمارات الوصول إلى طاقتها الحقيقية. لا يمكن تحقيق الازدهار إلّا إذا ساهم الرجال والنساء كشركاء متساويين في التنمية.
وحين يرى الشباب المساهمات الملموسة والإيجابية للمرأة داخل المجتمع فسيقوم هؤلاء بدعم هذه القناعة بشكل كامل.
في منطقة، يكون فيها الشباب عرضة لقوى العولمة والتطرف، لا يمكن أن يشكل تمكين المرأة تطورًا تجميليًا بل مسارًا أكثر بروزًا وديمومة. ترى الإمارات أن كل خطوة تُتخذ لتعزيز دور المرأة هي خطوة في الاتجاه الصحيح.