المعارضة البحرينية زينب الخواجة

أكدت المعارضة السياسية البحرينية زينب الخواجة، التي أفرج عنها مؤخراً من السجن بعد مواجهة الحكومة غضباً دولياً، أنها هربت من البلاد بعد أن كانت مهددة بالإعتقال مرةً أخرى. وكانت المتمردة البحرينية واحدة من آخر النشطاء الباقين في البلاد والداعين الى تطبيق الديمقراطية، وسط حملة تشنها الحكومة منذ خمس سنوات على المعارضة.

وقد تعرَّض نشطاء بارزون وقادة في المعارضة، للسجن الملكي الحاكم في البحرين منذ إنتفاضة عام 2011 مع تجريد البعض منهم الجنسية. أما المعارضون الآخرون فمنهم من نجحت الحكومة في إثنائهم عن توجيه الإنتقادات، بينما رحل البعض الآخر منهم عن البلاد.

وجاء الإفراج عن السيدة الخواجة البالغة من العمر 32 عاماً حاملة الجنسيتين البحرينية والدنماركية بناءً على أسبابٍ إنسانية في أيار / مايو الفائت، بعدما كان قد تم إيداعها السجن مع طفلها الرضيع. وقالت في مقابلة عبر الهاتف من الدنمارك بعدما غادرت البحرين الإسبوع الماضي بأن المسؤولين في البحرين حذروا السفارة الدنماركية بأنه في حال عدم رحيلها عن البلاد، فسوف يتم إعتقالها مجدداً في غضون أشهر، مع إبعادها عن ابنها. مشيرة إلى أنه سبق إلقاء القبض عليها 11 مرة، وفعلت كل ما بوسعها داخل السجن.

وعكس الإختفاء المستمر للمعارضة البحرينية، سير الأجواء السياسية في مختلف دول الخليج العربي بعد ثورات عام 2011، والإجراءات الفعالة التي إتخذها حكام المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت ضد المعارضين. بينما كان تبرير هذه الحملات في كثيرٍ من الأحيان بأنها تأتي كرد فعل على التهديدات الخارجية سواء من الحركات الإسلامية أو من الدول المعادية مثل إيران.

ومع تزايد أعداد المعارضين المتواجدين في المنفى، فقد أبدوا شكواهم من تردد الدول الغربية التي تربطها مصالح إقتصادية وعسكرية مع دول الخليج في الضغط من أجل تطبيق الإصلاحات. وتعد البحرين واحدة من الحلفاء المقربين للولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي، وتستضيف الاسطول الخامس للبحرية الأميركية.

وعقب إحتجاز السيدة الخواجة في آذار / مارس بتهم شملت تمزيق صورة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فقد دعت وزارة الخارجية علناً إلى إطلاق سراحها. ولم تستجب الحكومة البحرينية على الفور لطلب التعليق. فيما يقضي والد السيدة الخواجة وهو عبد الهادي الخواجة حكماً بالسجن مدى الحياة في البحرين عن مشاركته في إنتفاضة عام 2011، في الوقت الذي تعيش فيه شقيقتها الناشطة البارزة مريم الخواجة في المنفي في الدنمارك.