الثوب النسائي في الإمارات

تتطورخطوط الموضة فى كافة دول العالم بما يتماشى مع ثقافة وحضارة الشعوب، حيث تأخذ التصميمات العصرية من روح المكان، فنجد لملابس المناطق الصحراوية طبيعتها الخاصة، وكذا المناطق الثلجية الباردة، ورغم وجود تشابه فى كثير من تصميمات الملابس التى يرتديها الرجال والنساء، وهى السائدة فى الغالب مثل ارتداء السروال والتنورة "الجيبة" والقميص والتيشيرت والبلوزة، فإن الاختلافات تكون موجودة عادة فى الملابس التقليدية المحلية.

ومع مرور الوقت، نجد المراكز التجارية مليئة بأحدث صيحات الموضة التى تسعى إلى محاكاة جميع الأذواق، لكن رغم سيطرة التصميمات العصرية على الذوق العام، تبقى الملابس التراثية مكانتها الخاصة فى النفوس، ومن بين المجتمعات التى تعتز بتفاصيل أزيائها التراثية، دول الخليج، لما تتمتع به تصميمات الملابس فى مرحلة ما قبل ثورة العصر الحديث واكتشاف النفط، بأنماط مميزة ورائعة. 

وفى هذا الصدد، كانت الكاتبة والباحثة العراقية، ريم المتولى، وهى مؤسسة مبادرة "زى"، مهتمة بتطور تصاميم الأثواب عبر الزمن، وبالتحديد فى دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذى دفعها إلى إجراء بحث متعمق وشق طريقها إلى عالم الأزياء.

وخلال عملها على شهادة الدكتوراه، وجدت ريم المتولى، نفسها تجمع الأثواب الإماراتية، لتقدمها فيما بعد فى أطروحة، عنوانها "سلطانى، تقاليد متجددة: تغيرات اللباس الإماراتى للمرأة فى الإمارات العربية المتحدة، خلال فترة حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من 1966 إلى 2004".

ورصدت مؤسسة مبادرة "زى"، مجموعتها الكاملة داخل كتابها "سلطانى: تقاليد متجددة"، الذى صدر عام 2011. وبمجرد ما أن لاحظت تأثير كتابها على العديد من المتابعين، قررت نشر التراث الوطنى والثقافة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، وبالتحديد من خلال حساب "Sultanibookuae"، عبر موقع "إنستجرام"، ومن هنا، نجحت مؤسسة مبادرة "زى" فى خلق منصة تفاعلية يومية، يكون فيها الحوار مباشراً مع المتابعين من حول العالم، عن المجموعة التى تحمل أهمية ثقافية وتاريخية.

وبعد أن تواصلت ريم المتولى، مع جمهور أكبر، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لجمع الحقائق والمستندات، استطاعت بدورها العمل على أرشيف رقمى، يُعرف باسم مبادرة "زى"، لذا تشعر ريم بالامتنان لوجود التكنولوجيا الحديثة اليوم، إذ ساعدت مبادرة "زى" فى الحفاظ على تراث وثقافة الملابس العربية من الضياع.

وتطورت الأزياء إلى حد كبير، فى دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة التى تلت اكتشاف النفط بالمنطقة، مما أسفر عن إنشاء ثقافة عنوانها التحضر والعولمة، فيما تحتضن مجموعة ريم المتولى، أثواباً إماراتية بسيطة، تنتمى بعضها إلى أفراد من الأسر الحاكمة، فالعديد من هذه الملابس تعكس تصاميم مختلفة ومتغيرة عبر عقود طويلة، حتى قبل اتحاد الإمارات 

وتعتبر ريم المتولى، أن مجموعة الملابس، التى تعكس تراث الإمارات، هى بمثابة مصدر فخر بالنسبة لها، وقد أمضت ساعات وأيام طويلة بحثاً عن أثواب إماراتية، تحمل بين طياتها قصص نساء، وتعود إلى فترة ما قبل فترة اكتشاف النفط، أى منذ عام 1940، حتى يومنا هذا.

وكانت هذه المبادرة قد لاقت إعجاب العديد من الأشخاص، بحيث زرعت الفضول والرغبة فى التعرّف إلى ملمس الملابس الإماراتية، وتحسس أقمشتها، والاستمتاع بجمال ألوانها، وفى حديث مؤسسة المبادرة مع شبكة "CNN"، قالت: "يجب أن نقدم التقدير لهذه القطع التى تروى قصصاً عن حياة العرب، وبالتحديد النساء.. وبذلك، تسعى مبادرة زى للحفاظ على جزء صغير من التاريخ العربى"، فيما تسعى مبادرة "زى" إلى إتاحة أرشيف الملابس لجميع الأشخاص، وتمكين النساء من خلال سرد قصصهن المختلفة، عن طريق معارض، ومنشآت، ومقالات، وأفلام وثائقية مختلفة، بغية تعريف الأجيال العربية الشابة إلى جذورها.

وقــــــــــــــــد يهمك أيــــــضًأ :

معرض ثقافي في باريس لعرض تصاميم الإسكافي الفرنسي "كريستيان لوبوتان"

معلومات جديدة عن قصة الاحتفال بيوم المرأة العالمي تقديرًا لدورها في الحياة