الجديدة ـ أحمد مصباح
ترقد زوجة مغربية اعتدى عليها زوجها بالسلاح الأبيض، في مستشفى محمد الخامس في الجديدة، فيما أودعت الفرقة الترابية للدرك الملكي في البئر الجديد، الزوج المعتدي إثر تماثله للشفاء من محاولة الانتحار، تحت الحراسة المشددة، وأحالته على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، الذي أودعه رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المحلي في سيدي موسى.
و تعود وقائع الحادثة، إلى إن المركز
الاستشفائي الإقليمي في الجديدة، كان قد استقبل، في ظرف أقل من 3 ساعات، زوجًا وشريكة حياته، في ظروف صحية حرجة، إثر إصابتهما بواسطة سكين من الحجم الكبير، بجروح بليغة في أنحاء حساسة من جسديها. الطاقم الطبي المداوم أخضعهما لعمليتين جراحيتين معقدتين، قبل أن يحيلهما على قسم الإنعاش.
هذا و علم "مصر اليوم" أن زوجين حديثي الزواج، كانا يعيشان تحت سقف بيت واحد، بتراب دوار خاضع لنفوذ جماعة البئر الجديد، على بعد 50 كيلومترًا شمال عاصمة دكالة. سعادتهما اكتملت بانتظارهما مولودًا، لم يعد يفصله عن رؤية النور، سوى أقل من 5 أشهر.
بينما حدث ما لم يكن في الحسبان. وجاءت الفاجعة التي عصفت بآمالهما وأحلامهما الوردية. في رمشة عين، انقلب كل شيء إلى كابوس مرعب. على غرار عادته، دعا الزوج شريكة حياته لمرافقته للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة، في أرض خلاء، تبعد عن الدوار بما يقرب من كيلومترين. النزهة لم تكن تشبه باقي النزهات. فقد كانت مناسبة لاستدراجها، والاختلاء بها بمفردها. في غفلة منها، استل سكينا من الحجم الكبير، وسدد لها 3 طعنات متتالية، أصابتها تباعا في العنق والبطن وتحت الثدي، قبل أن يذبحها من العنق. الزوجة تهاوت على الأرض مضرجة في دمائها. ظن الزوج أنها تحتضر، وأنها لن تتأخر في مفارقة الحياة، فقام بتوجيه سلاح الجريمة ذاته، إلى جسمه، وسدد 3 طعنات إلى بطنه. قاوم حر الآلام، وغادر لتوه المكان، قبل أن يتبخر في الطبيعة.
بينما قاومت الزوجة الضحية قاومت الآلام والنزيف، وجرت جسدها بعد جهد ، إلى تحت شجرة غير بعيدة عن مسلك في أرض خلاء. ظلت على حالها هذا، إلى أن عثر عليها صدفة رجل كان يمر بالجوار، في حدود الثالثة ظهرًا. حملها بين ذراعيه، وأسرع الخطى صوب مستشفى مركز البئر الجديد، و أبلغ الرجل المنقذ مركز الشرطة الملكي في البئر الجديد، وأبلغ عن الواقعة. هذا وقد هرع فريق دركي هرع إلى المستشفى، وانتدب، بعد التنسيق مع الطبيب المعالج، سيارة إسعاف أقلت الضحية على وجه السرعة، إلى المركز ألاستشفائي الإقليمي في الجديدة، و حالة المصابة، رغم خطورة إصابتها، سمحت لها أن تخبر الضابطة القضائية بوقائع النازلة. صرحت أن زوجها كان يشك في خيانتها له مع شقيقه، فقرر تصفيتها جسديا، أخبرت رجال الشرطة بمكان الاعتداء، وبكون زوجها قضى نحبه انتحارًا، بعد أن ظن أنها لقيت حتفها طعنًا بالسكين.
تشكلت دوريات محمولة، شنت حملات تمشيطية، استهدفت الدواوير والحقول و"الحدائق و تكللت بعثورهم على الزوج، مغمى عليه، عند جنبات "الواد الحار"، الذي يعبر بمحاذاة جماعة المهارزة، فيما كان جسم الزوج ينزف دما، جراء تلقيه 3 طعنات غائرة في البطن. هذا انتشله أفراد الشرطة من مخالب موت محقق. سيارة الإسعاف نقلته على وجه السرعة، إلى مستشفى محمد الخامس في الجديدة. الطاقم الطبي المداوم، الذي كان انتهى لتوه من إجراء عملية جراحية معقدة على الزوجة المصابة، أخضع الزوج المصاب بدوره في قاعة العمليات ذاتها، لتدخل جراحي مماثل، تكلل بالنجاح. عناصر الضابطة القضائية ظلت مرابضة في المستشفى، تتابع أولا بأول حالة الزوجين المصابين. النيابة العامة أمرت بفتح بحث في الموضوع، بالاستماع إلى الزوجين، حال تماثلهما للشفاء، بشأن أسباب وظروف وملابسات محاولة قتل الزوج لزوجته طعنا بالسلاح الأبيض، ومحاولة انتحاره بالسلاح ذاته. وعند الاستماع إلى الزوج المعتدي، أنكر جملة وتفصيلا نازلة محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار. حيث ادعى أنه كان خرج مع زوجته إلى أرض خلاء، بحثا عن عشبة، تستعمل في علاج "السبينة"، وأنه عاتبها على سلوكاتها، فتطور الأمر إلى خصام وشجار. إذ سددت إليه طعنات بسكين ادعى أنها كانت تستعين به في قطع النبتة العلاجي.