القاهرة ـ أحمد عبدالصبور
تخلت سيدة عن أمومتها واستبدلت قلبها بحجر بحثا عن المال، حيث لجأت إلى حيلة ماكرة بعدما رفض زوجها الثري الإغداق عليها مفضلاً زوجته الثانية عنها، فاختمرت فى ذهنها فكرة اختطاف ابنها فلذة كبدها ومساومة والده عليه بنصف مليون جنيه، حيث احتجزت الأم نجلها في إحدى الشقق في مدينة أوسيم شمال الجيزة، واتصلت
بزوجها من هواتف مجهولة وساومته على المبلغ مقابل إعادة الابن بعدما تقمصت أدوار المتهمين واحترفت فى تغيير صوتها أثناء المكالمات الهاتفية، وذهبت إلى مركز الشرطة تلطم على وجهها حزنا على ابنها، إلا أن الضباط ارتابوا فى أمرها واعترفت بارتكابها للواقعة وتم تحرير الطفل.
بدأت تفاصيل الواقعة ببلاغ تلقاه العميد خالد فهمي، مأمور مركز شرطة أوسيم من سيدة تفيد فيه باختطاف ابنها الذى لا يتخطى السادسة من العمر، وأن مجهولين اتصلوا بوالده لمساومته على نصف مليون جنيه مقابل عودته، وأضافت الأم فى أقوالها أمام المقدم عصام نبيل، رئيس المباحث بدموع لا تتوقف ولطم على الوجه وشد فى الشعر، بان ابنها خرج للعب فى الشارع برفقة أطفال الجيران، وأنه لم يعد إلى المنزل فتسلل الشك إلى قلبها، وراحت تبحث عنه فى كل مكان دون جدوى، واتصلت بوالده الذي يقيم مع زوجته الثانية، حيث أكد لها أنه تلقى اتصالا هاتفيا من سيدة مجهولة تفيد فيه باختطافها للطفل وساومته على نصف مليون جنيه مقابل عودته حتى لا تقتله.
ارتاب اللواء حسن عبد الهادي، مفتش مباحث شمال الجيزة فى أقوال أم الطفل المتضاربة، ودموعها المصطنعة، حيث أكدت له أن طفلها هو الولد الوحيد على ثماني بنات أنجبته من زوجها الذي تزوج بأخرى عليها ورفض الإنفاق عليهم بالرغم من أنه ثري، ووسط تضارب وتعارض أقوال الأم فى وصف ملابس الطفل ووقت خروجه للعب مع أطفال الجيران، وعدم وجود شهود عيان على الواقعة، بدأ الشك يتسلل الى ضباط المباحث بإشراف اللواء مجدي عبد العال، نائب مدير مباحث الجيزة، حتى وجهوا أصابع الاتهام نحو الأم.
انهارت والدة الطفل أمام اللواء جرير مصطفى، رئيس المباحث الجنائية واعترفت تفصيليا بارتكابها للواقعة، حيث قالت الأم إنها تزوجت منذ سنوات من زوجها وأنجبت منه 8 بنات وولداً، وبالرغم من عشرة العمر وهؤلاء الأطفال وقصص الحب إلا أن كل ذلك لم يشفع لها عند زوجها الذي تزوج من أمرأة أخرى وأقام برفقتها ورفض الإنفاق على أطفاله إلا بقليل من المال، وأضافت الزوجة أمام اللواء مصطفى عصام، رئيس قطاع الأمن العام بالجيزة أنها فكرت كثيرا فى طريقة للحصول بها على أموال كبيرة من زوجها الثري لتأمين مستقبل أطفالها دون ضرتها، حتى اختمرت فى ذهنها فكرة اختطاف ابنها ومساومة والده عليه بالأموال خاصة أنه يحب هذا الطفل لأنه الولد الوحيد على ثماني فتيات.
وأوضحت الأم فى اعترافاتها التي جرت بإشراف اللواء كمال الدالي، مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، أنها احتجزت طفلها في شقة لعدة ساعات واشترت "خط تلفون محمول " جديدا، وهاتفت منه زوجها بعدما احترفت فى تغير صوتها، وأكدت له أنها سيدة مجهولة اختطفت ابنه وساومته على نصف مليون جنيه مقابل عودته، ثم اتصلت عقب ذلك من هاتفها الشخصى بزوجها وهي تبكي وادعت بأن ابنها لم يعد الى المنزل وترجح بأنه اختطف، حيث طلب منها أن تسبقه لمركز الشرطة للإبلاغ عن الواقعة، وبالفعل ذهبت إلى هناك ودموعها لا تتوقف، لكن السيناريو الكاذب الذى اختلقته على الزوج لم تستطع تمريره أمام ضباط المباحث الذين كشفوا أمرها.