احتفالاتُ مصر بـ"يوم المرأة العالمي" بيّن الروح الثوريّة و انتهاكات المرأة

تختلفُ فعاليات احتفالات مصر بـ"اليوم العالمي للمرأة" الذي يصادف  8 آذار/ مارس المقبل،   حيث يرى الكثير من المراقبين والمتابعين أن أجواء الاحتفال هذا العام تتنوع بين المسابقات الفنية، وتكريم السيدات المتميزات، وتنظيم معارض فنية ومهرجانات رياضية تتعلق بالمناسبة، بينما يرى البعض أن اليوم العالمي للمرأة يأتي هذا العام وسط كثير من المتناقضات  في المناخ السياسي المصري خصوصًا عمليات "التحرش والعنف، والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة ".
 كما يتيح الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فرصة الاحتفال بإنجازات النساء، والذي يحمل معه ذكرى انطلاقة الثورة النسائية الأولى الصارخة ضد العنف والاضطهاد والتمييز، حيث أسهمت نضالات النساء في العالم من أجل تناول قضية المرأة  ومطالبها في المحافل الدولية، ومازالت المرأة  تناضل حتى الآن للحصول على حقوقها ومكتسباتها.
نظم مركز وسائل الاتصال من أجل التنمية - ACT و "برلمان النساء" ، و"فؤادة ووتش"، و"شفت تحرش"، احتفالية فنية ، تحت عنوان "هن التغيير"، للاحتفال بيوم المرأة  العالمي الذي يوافق 8 آذار/  مارس، وذلك في 12 من ظهر السبت المقبل في مكتبة البلد بالقاهرة.
تأتى هذه الاحتفالية للوقوف على التحديات التي تواجه النساء والفتيات في مصر ، وسبل مواجهتها من خلال كلمات المتحدثات ، والمشاركات في اليوم، ويختتم اللقاء بعزف مقطوعات موسيقية مع الفنانة ياسمين البرماوي.
 وفى السياق ذاته  بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة  العالمي، ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة حفلًا غنائيًا لمطربة الموسيقى العربية ريم كمال وفرقتها "روائع النغم"، وذلك في السابعة من مساء الاثنين10 مارس المقبل في مركز طلعت حرب الثقافي، ويتضمن البرنامج نخبة من أجمل أعمال الطرب العربي لكبار المطربين، منهم: محمد عبد المطلب، محمد رشدي، سيد مكاوي، محمد فوزي، أم كلثوم، وردة وفايزة أحمد.
يذكر أن المطربة ريم كمال أسست فرقة روائع النغم عام 2000، لتكون إحدى العناصر المؤثرة في إعادة إحياء التراث، وشاركت معها في معظم حفلاتها مجموعة من نجوم الغناء في فرق الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، وشاركت "ريم كمال" في العديد من المهرجانات منها: مهرجان "استوك هولم" للأغاني الصوفية، ومهرجان القلعة للموسيقى والغناء، كما حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الدار البيضاء بالمغرب، وجائزة أحسن صوت في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة، وجائزة أحسن أغنية في مهرجان البحر المتوسط في تركيا. يصاحب الحفل افتتاح معرض خط عربي، وهو المعرض الذي يضم مجموعة من روائع الخط العربي لعدد من الفنانين، ويستمر المعرض حتى 17 آذار /مارس الجاري.
   وتشهد الجمعيات النسائية في مصر والمدارس والجامعات ومراكز الشباب دعوات من اجل الاحتفال بيوم المرأة  العالمي في كل الجهات من اجل ابراز دور المرأة  في الحركة الوطنية.
وفي المقابل يرى البعض ان احتفالات يوم المرأة العالمي بالقاهرة هذا العام قد يشهد العديد من الاحتجاجات لبعض التيارات السياسية خصوا بعد تعرض العديد من النساء للسجن لأسباب سياسية او انضمامهن لحركات نسائية مناهضة او توجهات سياسية مخالفة، وكذلك مطالب المجالس القومية المتخصصة في شؤون المرأة  بخصوص تمثيل المرأة  في البرلمان والوظائف العامة بعد قيام بعض الجهات القضائية المصرية بعدم الموافقة على تعيين سيدات بين صفوف القضاة.
يذكر أنه في عام  1857 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة  العاملة على جداول الأعمال اليومية.
كما عادت  الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في 8 من آذار/ مارس من سنة 1908 في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار “خبز وورود”، فيما  طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
شكلت تظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بـ8 آذار/ مارس كيوم المرأة  الأميركية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأميركيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص 8 آذار/ مارس يوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأميركي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس. وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة  تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن.