الاحتفال باليوم العالميّ للمرأة

تستعرض المجموعات النسائية حول العالم ضمن احتفالية اليوم العالمي للمرأة سلسلة الإنجازات التي تحققت بعد نضال طويل من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على امتداد عقود من الزمن، مسجلة مكاسب ونجاحات غير مسبوقة في التاريخ الانساني. وأثمر تاريخ النضال اقرار العديد من الاتفاقيات الدولية بشأن حقوق المرأة ومنها الاتفاقيات المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بما فيها التمييز العنصري، فضلاً عن اتفاقيات الحقوق السياسية للمرأة، وحماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة.
وتَحتفل دولة الكويت كسائر دول العالم بهذا اليوم الدولي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس كل عام، وتحييه منظمة الامم المتحدة منذ العام 1975، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني التي تستذكر جملة الانجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة.
وتتيح هذه المناسبة وفق ما اتفقت عليه أكاديميتان كويتيتان ايصال صوت النساء عبر العالم، وفرصة سنوية للمرأة حتى تتمكن من توحيد الكلمة وابراز مواطن القوة، سعيا الى استكمال نيل جميع حقوقها ومنها الحقوق المدنية.
وأعلنتا في مقابلتين متفرقتين، الجمعة، أهمية تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في تمكين المرأة من جميع حقوقها، مشددتين على ضرورة تنفيذ القوانين الصادرة بحقها وتنمية الوعي في مسألة الايمان بحقوق النساء.
وأكّدت أستاذ كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت والناشطة الاجتماعية بقضايا المرأة الدكتورة سهام القبندي ان "اليوم العالمي للمرأة مناسبة يحتفل بها العالم في حقيقة الامر منذ أكثر من 100 عام، ضمن مسيرة كفاح ما جعلها تستحق تخصيص يوم عالمي لها تنال من خلاله التكريم".
وتطرقت الدكتورة القبندي الى ما يتم طرحه في هذه المناسبة من افكار ومطالبات للمرأة تعبر فيه عن رأيها في ما يشهده العالم من احداث.
وأكّدت ان هذا اليوم يعتبر فرصة لسماع صوت النساء عبر العالم مشددة على ضروة توحيد كلمتهن، وابراز مواطن القوة التي تحركهن للمطالبة بحقوقهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية عموما، خاصة ان الكثير من النساء على امتداد الكرة الارضية ما زلن يتعرضن لاعتداءات وعنف بكامل أشكاله.
وأوضحت أن للمرأة الكويتية بالأخص تاريخًا حافلاً من النضال لنيل حقوقها المشروعة التي كفلها الدستور وكافحت حتى حصلت على حقوقها السياسية كاملة، وقد تبوأت المرأة الكويتية بعض المناصب القيادية بالمؤسسات الحكومية كوزيرة ونائبة في المؤسسة التشريعية، كما نافست على مقعد رئيس مجلس الامة في برلمان 2009، وما زالت تطالب ببقية حقوقها المدنية.
واعتبرت ان المرأة الكويتية قد اثبتت جدارتها في مختلف مناحي الحياة وكانت شريكة تنموية ناجحة و"لم تقصر طوال تاريخها"، مجددة التأكيد على اهمية العمل على التثقيف المدني والسياسي في المجتمع للوصول الى التمكين السياسي.
بدورها، أعلنت استاذ علم النفس في جامعة الكويت ورئيس مركز الاسرة للاستشارات الاجتماعية والنفسية الدكتورة أمثال الحويلة ان هذا الاحتفال "يضاعف آمالنا مع حلولها كل عام" ليس على صعيد النساء وحسب، بل على المجتمع ككل، فهو يلقي الضوء على مسيرة المرأة في العالم ومعاناتها، خصوصًا من التمييز العنصري الذي يقع عليها فقط بسبب كونها امرأة.
وأوضحت الدكتورة الحويلة ان المرأة بشكل عام تتعرض لكثير من مظاهر العنف في الوقت الحاضر على مستوى العالم، ولعل العنف الاسري ابرزها ويتلخص بالعنف الجسدي الذي تتعرض له المرأة من قبل الرجل، خصوصا الزوج او الاب، علاوة على العنف الذي يمارسه عليها المجتمع من "اضطهاد وتمييز احيانا"، وتطرقت كذلك الى العنف النفسي والنظرة الدونية للمرأة، والتعامل معها على انها لا تستطيع اتخاذ قراراتها وانها "الحلقة الأضعف في الاسرة".
وأكّدت مساهمة الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ودورها الكبير في اصدار قوانين تساعد على تمكين المرأة من جميع حقوقها، مشددة على ضرورة تنفيذ القوانين "الصادرة بحقها والمعطلة لسبب أو لاخر" من منطلق الايمان بحقوق النساء وتمكينهن منها.
وأفادت بأن هناك تحديات تواجه المرأة تتمثل في اثبات قدراتها وحقها في المساواة مع الرجل، واثبات أنها أهل للثقة، كما انها تواجه تحدي الانتقاد بشكل أكثر من الرجل على الصعيد السياسي "فالمرأة السياسية عرضة للانتقاد اكثر من الرجل السياسي".
وذكرت أن هناك طموحات "نسعى لها لتمكين المرأة من جميع النواحي" ما يحتاج الى جهود مجتمعية على مستوى الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات النسائية بالاضافة الى الافراد، وبالتالي فكل جهة من هذه الجهات مطالبة بتفعيل دورها في ما يخص المرأة".
ولفَتَت الانتباه الى دور الكويت الريادي واهتمامها الكبير بقضايا المرأة وشؤونها، مؤكدة ان الكثير من البلدان الخليجية والعربية والاجنبية تنظر للنساء الكويتيات "نظرة اعجاب" بالمستوى الذي وصلت اليه المرأة الكويتية، وما تحقق لها من انجازات حتى الآن بفضل ما تتمتع به الكويت من قيادة سياسية حكيمة.
واستذكرت الدكتورة الحويلة في هذا السياق مواقف امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائلة انه "ينادي في كل مناسبة باحترام المرأة ودورها الكبير في تنمية البلاد ومشروعاتها.
وشدّدت على دور الاعلام الذي يقع على عاتقه مسؤولية الاهتمام باليوم العالمي للمرأة لأن وسائل الاعلام تقود الرأي العام بشكل كبير، وتوجه الانظار نحو زيادة التركيز وتعزيز العناية بقضايا المرأة فضلا عن تقديم حلول لمشكلاتها.
وبيّنت ان الاحتفال بهذا اليوم "مناسبة لتناول الانجازات واستذكار قصص صناع التاريخ من النساء اللاتي قدن المعارك، واستمسكن بحبل النضال بكل جوانبه، كما ان النظر الى النجاحات التي حققتها المرأة في الاصعدة كافة يتيح فرصة التطلع الى المستقبل واستكشاف الامكانات والفرص التي لم تُكتشف بعدُ للأجيال المستقبلية من النساء.