بغداد - نجلاء الطائي
رصدَّ تقرير أعدته هيئة "الأمم المتحدة للمرأة"، ومنظمة عراقية معنية بحقوق المرأة؛ تعرض اللاجئات السوريات في المخيمات في إقليم كردستان العراق إلى الاستغلال، والاعتداءات الجنسية من قبل أفراد الأمن، وسائقي سيارات الأجرة وأرباب العمل؛ لأن هناك نظرة بأن النساء السوريات لقمة سهلة، ويمكن الحصول عليهن بسهولة لتحقيق مآربهم، بينما أشادت هيئة "الأمم المتحدة" بدور حكومة إقليم كردستان في
استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين، إلا أنها على ضرورة إطلاع المسؤولين في حكومة الإقليم على حالات الاعتداء الجنسي التي تتعرض لها المرأة النازحة.
وأكدت ممثل مكتب العراق لهيئة الامم المتحدة فرانسيز غاي أن النساء والفتيات من اللاجئات السوريات في منطقة الشرق بما فيه إقليم كردستان العراق يتعرضن إلى الاستغلال والاعتداء الجنسي.
وكانت غاي تتحدث من أربيل في مؤتمر الإعلان عن مضمون التقرير الذي أعدته الامم المتحدة بالتعاون مع منظمة وارفين للدفاع عن حقوق المرأة في كردستان العراق بشأن اوضاع النساء والفتيات السوريات في مخيمات اقليم كردستان.
وقالت غاي في المؤتمر "نعبر عن أسفنا لما تتعرض له المرأة في مخيمات اللاجئين بدول الجوار السوري من استغلال جنسي".
ومع اشادتها بدور حكومة اقليم كردستان في استقبال اعداد كبيرة من اللاجئين، الا انها شددت في الوقت نفسه على ضرورة اطلاع المسؤولين في حكومة الاقليم على حالات الاعتداء الجنسي التي تتعرض لها المرأة النازحة.
وأضافت أن "حكومة اقليم كردستان العراق اصبحت مثال يحتذى به في المنطقة بفتح أبوابها امام اللاجئين والنازحين وتقديم الخدمات الجيدة والعامة لهم ولكن مع هذا يجب اطلاع المسؤولين في حكومة الاقليم لوجود حالات من الاستغلال الجنسي في المخيمات".
وأشارت إلى نسبة انتشار الامية لدى السناء النازحات بالقول "تفاجأت بوجود نسبة الامية تصل إلى 55% بين اللاجئات في وقت لم اكن اتوقع وجود هذه النسبة عند السوريات".
كما اكدت بالقول أن اغلب النساء السوريات يؤكدن تعرضهن للتحرش الجنسي من قبل قوات الامن والحماية وكذلك العاملين في المنظمات الانسانية وصولا إلى سواق سيارات الأجرة التي تقلهم في بعض المرات لان هناك نظرة بان النساء السوريات لقمة سهلة ويمكن الحصول عليهن بسهولة لتحقيق مآربهم.
وقالت رئيسة منظمة "وارفين للدفاع عن قضايا المرأة" لنجة عبدالله إنهم أعدوا التقرير على ضوء حديثهم مع 1660 شخصا نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء إضافة إلى نحو 30 جهة مسؤولة في حكومة اقليم كردستان.
وأشارت عبدالله إلى أن ابرز الحالات للأسف والتي هي مبعث قلق، الاعتداءات الجنسية التي تواجهها المرأة سواء في المخيمات او خارجها او في مكان العمل وهناك كل انواع الاعتداءات الجنسية سواء من ارباب العمل او سواق سيارات الاجرة وهذا ما دفعت بأسر النساء وبالأخص الشابات بمنع مزاولتهم العمل.
وأضافت أن 35% من الذين استطلعنا اراءهم قالوا أن ذويهم لا يسمحون لهم بالخروج حفاظا عليهم من الاعتداءات و68% من النساء الذين تحدثنا اليهم قالوا انهم او يعرفون نساء اخريات تعرضن للاعتداءات الجنسية و58% منهم لا يشعرون بالارتياح ويخشون من التعرض للاعتداءات سواء في داخل المخيمات او خارجها.
وذهبت رئيسة منظمة وارفين إلى القول أن ظاهرة أخرى وصفتها بالـ"خطيرة" لاحظوها وهي وجود جماعات للدعارة داخل المخيمات وبالأخص في مخيم دوميز في محافظة دهوك.
وأضافت إنها "أصبحت ظاهرة ملفتة للنظر ويرون بأنفسهم أن الفتيات الشابات يخرجهن امام القوات الامنية في الليل ويعيدونهن في الصباح وهذه تضع المؤسسات الامنية والمنظمات الدولية امام المسؤولية".
ويحتضن كردستان ما يقرب من ربع مليون لاجئ سوري غالبيتهم الساحقة من الكرد ويتوزعون على مخيمات في دهوك وأربيل والسليمانية كما أن عشرات الآلاف يقطنون في مراكز المدن.