رام الله _ مصر اليوم
حصدت أربع سيدات فلسطينيات، جوائز عالمية، تقديرًا لدورهن الريادي والقيادي، وحضورهن الفاعل فلسطينيًّا، وعربيًّا، وإقليميًّا، ودوليًّا، ولأنهن قدَّمن نموذجًا إبداعيًّا في قيادة المؤسسات، وبناء العلاقات، وتواجدهن الدائم على خريطة الإنجاز، وشكلن علامة فارقة مهنيًّا في نجاح وقيادة مؤسساتهن
التي يقدنها، ولأنهن فارسات برهن قدرة المرأة الفلسطينية والعربية على الإبداع في القيادة، والتأسيس لمنظومة متكاملة من الإنجازات في مختلف المجالات، بالإضافة إلى كونهن شخصيات فلسطينية عربية تجاوز حضورهن حدود الوطن الذي يعشن فيه، ولامس إبداعهن وتميزهن آفاقًا عربية وإقليمية ودولية.
منح الاتحاد الدولي للإعلام الإليكتروني "يونيم" شهادة الشخصية المميزة لمحافظة رام الله والبيرة، الدكتورة ليلى غنام، تقديرًا لدورها الريادي والمتميز على الأصعدة كافة، إضافةً لاختيارها المرأة المثالية للعام 2013 وفقًا لجامعة "الحياة"، إلى جانب استفتاء "دنيا الوطن" باعتبارها المرأة الفلسطينية النموذجية والمعطاءة في الميادين كافة.
ورفضت غنام في مقابلة خاصة لـ"حياة وسوق"، إعطاء كل هذا التقدير والتكريم لها أكبر من حجمه انطلاقًا من إيمانها بالانصهار ضمن الحالة التي تعيشها مع أبناء شعبها، مع أنها لم تخف شعورها بالسعادة بحصولها على التميز بهذه الثقة والمسؤولية الكبيرة في آن واحد".
وأضافت غنام، "هذا يزيد المسؤولية على كاهلي في التواصل والعمل والمثابرة في الميادين كافة، ومن ضمنها الصعود بالمرأة الفلسطينية إلى مستويات عليا في المشاركة وصنع القرار محليًّا وعربيًّا ودوليًّا، ونرفض التراجع عن هذا العطاء".
وأعربت عن "احترامها وتقديرها لكل الذين منحوها بعض الألقاب" لكنها قالت، "هذا التكريم فخر للمرأة الفلسطينية والعربية للنهوض بواقعها، لكن همنا الوطني العام وما يحدث في مخيم اليرموك بشكل خاص والاعتداءات اليومية على مقدراتنا الوطنية، يجعل لا طعم للفرحة بحصولي الشخصي على هذا التكريم إن صح التعبير، في ظل الهم الكبير الذي نعانيه، فهذه الشهادة تعني لي المزيد من المسؤولية، ويجب أن نحافظ على هذا المستوى الذي حصلت عليه المرأة الفلسطينية، ونضيف إليه تراكمات إيجابية حتى نستمر بالعطاء".
واعتبرت غنام، "نجاحها الأكبر حينما توضع المرأة مرة أخرى في موقع المحافظ الذي حصلت هي عليه للمرة الأولى على المستوى العربي حتى يجري تحطيم الحاجز النمطي لهذا الموضوع، وتعزيز ثقة النساء، بأن يشغلن كل المواقع في الهيئات القيادية".
وقالت غنام، "للمرأة الفلسطينية التي حصلت على الكثير من الجوائز والتقديرات العالمية أن تفخر بنفسها، وللقيادة الفلسطينية أن تفخر بأن خياراتها كانت سليمة، ودائمًا أتغنى أمام كل دول العالم بثقة القيادة الفلسطينية، وبالذات الرئيس، بنا كنساء، وباستطاعة المرأة الفلسطينية على القيادة، فآن الأوان أن تكون المرأة التي خاضت تجربة قاسية في الثورة صانعة قرار".
ومنح الاتحاد الدولي للإعلام "يونيم"، رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، علا عوض، شهادة الشخصية المتميزة في القيادة والإبداع للعام 2013.
وأعربت عوض، لـ"حياة وسوق"، عن "سعادتها بهذا التكريم"، مؤكدة أن "دورها كرئيسة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ليس فقط جانب عمل، وإنما هو جانب وطني وهذا جزء مما تقوم بها إحدى بنات فلسطين".
وأضافت عوض، "جميع بنات فلسطين إذا ما منحن الفرصة فهن قادرات على الإبداع والتميز كل واحدة منهن في موقعها سواء كان نضاليًّا أم تنمويًّا، وهذا ما نُصرُّ كنساء فلسطينيات على العمل عليه، رغم كل التحديات التي تواجهنا ومحدودية إمكانات سوق عملنا".
وأوضحت أن "الجائزة بمثابة شكر وتقدير لوالدتي التي تعتبر بالنسبة لي قدوتي في العمل، ومنها تعلمت الالتزام والجهد والتواصل والإصرار على العزيمة والإبداع، ومن جانب آخر نفخر كنساء فلسطينيات أننا أثبتنا أن كل النساء اللواتي احتللن مواقع رسمية مقدرتنا على الإبداع والتمييز فيها".
وحصلت مدير عام مجموعة "أوغريت" للتسويق ورئيس تحرير، ومدير عام مجلة "ميدل إيست بزنس نيوز"، أمل ضراغمة المصري، على جائزة "أفضل ريادية وسيدة أعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" للعام 2013، في احتفال خاص أقيم أخيرًا في الدار البيضاء، في المغرب.
وتهدف الجائزة إلى الإشادة بالانجازات البارزة للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكتقدير لجهود المرأة الكبيرة والمميزة، وتقسم تلك الجائزة إلى ثلاث فئات رئيسة، وهي، أفضل امرأة في قطاع الشركات، وأفضل ريادية وسيدة أعمال، وأفضل امرأة في قطاع المنظمات الأهلية غير الهادفة إلى الربح.
كما حصلت سيدة الأعمال المصري على لقب "المرأة النموذج" ولقب "أكثر النساء العربيات تأثيرًا في مجال العلاقات العامة".
وقالت أمل لـ"حياة وسوق"، إن "الجائزة تعني لي كثيرًا على المستوى المعنوي والأعمال، لأنها تتويج لجهود سنوات طويلة، فإن كنت تعمل ولا تجد من يقدر عملك، فإنك تصاب بإحباط، ولكن إن وجدت من يثني عليك لعملك وجهدك ومثابرتك وتميزك حتى لو لم تكن الجائزة مالية، فهذا يعني الكثير لي شخصيًّا ولطاقم العمل في شركتي ولزوجي شريكي في الشركة الذي غمرته أيضًا السعادة لحصولي على الجائزة، وهذا يخرج عن النطاق الشخصي ليصل النساء المترددات في محيطي اللواتي يرغبن في البدء بأعمال خاصة بهن، على الأقل السيدات في المناطق النائية والصعبة والقرى والمخيمات التي لا تملك فيها السيدات كامل القرار نتيجة الضغط الذكوري للمجتمع على النساء ومقدرتهن المالية في الكثير من الأحيان".
وأكَّدت المصري، أن "تلك الجائزة تعطي دافعية لمن هن في هذه المناطق بأنهن يستطعن، وأنه من مصلحة المجتمع أن تقوم السيدات بأعمال خاصة بهن".
وللعام الثاني على التوالي، حصلت القاضية الفلسطينية، خلود محمد أحمد الفقيه، كواحدة من بين أقوى مائة امرأة عربية تأثيرًا في العام 2013، حسب تصنيف مجلة CEO، والتي بدأت حياتها المهنية بعد تخرجها من كلية الحقوق في جامعة القدس، ومارست دورها الحقوقي والقانوني من خلال عملها مع مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في الدفاع عن النساء المعنفات والمنتهكة حقوقهن الأمر الذي أكسبها خبرة واسعة في التقاضي.
وقالت القاضية الفقيه، "حصولي للمرة الثانية على هذا التصنيف، يُؤكِّد أن المرأة عمومًا قادرة على القيام بكل المهام الموكلة إليها، والمرأة الفلسطينية خصوصًا استطاعت وتستطيع أن تجترح لها ولشعبها موقعًا متقدمًا على كل الصعد رغم صعوبة الوضع الذي تعيشه تحت الاحتلال".
وتمنت الفقيه، أن "يبقى باب القضاء الشرعي مفتوحًا أمام المرأة الفلسطينية لتأخذ دورها وتثبت كفاءتها في هذا المجال كما أثبتته في مجالات أخرى"، مناشدة الرئيس محمود عباس والمؤسسات العامة والمرأة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية بـ"العمل على حماية استحقاق المرأة الفلسطينية في تولي هذا المنصب بعد أن أثبتت جدارتها فيه"، داعية إلى "ضرورة حماية هذا الاستحقاق التاريخي وإبعاده عن الآراء والتوجهات الشخصية المتغيرة".
وأكَّدت الفقيه على "إيمانها بعظمة المرأة الفلسطينية وقدرتها على تولي المناصب والمسميات كافة، فكانت أول من طالب بحق المرأة الفلسطينية في تولي منصب القضاء الشرعي في العام 2001"، كاشفة عن "عدم وجود أي مانع شرعي أو قانوني قطعي يحول دون تولي المرأة هذا المنصب، الذي بقي حكرًا على الرجال دون النساء لعقود من الزمن".
واستمرت الفقيه في نضالها لإنجاح هذه الفكرة إلى أن تقدمت للمسابقة القضائية واجتازتها بنجاح في آب/أغسطس من العام 2008 ما جعلها المرأة الفلسطينية الأولى التي تجتاز مسابقة القضاء الشرعي في فلسطين.
وفي الخامس عشر من شباط/فبراير من العام 2009، أصدر الرئيس عباس مرسومًا رئاسيًّا بتعيين الفقيه في سلك القضاء الشرعي الأمر الذي أعطى فلسطين السبق في هذا المجال وهو ما دفع الفقيه في حينه للقول؛ إن "تولي المرأة منصب القضاء الشرعي يعد نقطة انطلاق جوهرية لتحقيق العدالة أمام القضاء الشرعي الذي يختص بحل قضايا الأسرة من زواج وطلاق وحضانة ونفقات تكون المرأة طرفًا محوريًّا من أطراف النزاع فيه؛ فتتحرج المرأة كثيرًا (وبحكم التنشئة الاجتماعية وثقافة العيب) من سرد تفاصيل مشاكلها الخاصة أمام القاضي الرجل وتفضل الأنثى لتتحدث إليها بما يساعد القاضي على معرفة أساس المشكلة وبالتالي حلها واتخاذ القرار السليم العادل وفق أحكام القانون.
وفي العام 2009 تم تصنيف الفقيه كواحدة من أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيرًا على مستوى العالم قاطبة، حسب دراسة دولية أجريت وقتها، والفقيه حصلت على درجة البكالوريوس في الحقوق بدرجة امتياز من جامعة القدس في العام 1999 ومن ثم درجة الماجستير من الجامعة ذاتها في العام 2007، وحصلت في العام 2001 على إجازة المحاماة الشرعية من ديوان قاضي القضاة وإجازة المحاماة النظامية من نقابة محامي فلسطين، وقبل تعيينها كأول قاض شرعي امرأة عملت كمحامية في مكتبها الخاص ومستشارة قانونية لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي لمدة تزيد على الثماني سنوات، وهي أم لأربعة أطفال، ولدان وبنتان.