الدار البيضاء ـ جميلة عمر
تألقت مغربيّات متميزات، وتمكنّ من حمل مشعل الريادة في مجالات عدة، وحقّقن جوائز عربيّة ودوليّة، ووضعن بصمتهن في صمت من دون البحث عن الشهرة، فأثبتن عن جدارة كونهن نساء رائدات، متألقات في الفن والإبداع والرياضة والسياسة، والإعلام والأعمال والقضاء والعمل المدنيّ والحقوقيّ. ويُلقي "مصر اليوم"
الضوء على هؤلاء النسوة المتميزات كل في مجالها في السطور التالية
القاضية رشيدة أحفوظ.. "المرأة الحديدية"
هي أول من وقف عبر تاريخ المغرب المعاصر، وهاجم وزير العادل، قاضية تتميز بشخصية قوية، تناضل من أجل نصرة الحق وتطبيق القانون، رائدة في مجال القضاء، إنها الدكتورة رشيدة أحفوظ، رئيسة "الجمعية المغربيّة لقضاة المغرب"، ورئيسة محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، وصاحبة برنامج مداولة، حازت على جوائز عدة، وتمكّنت من أن تخلق للمرأة القاضية صدى كبير داخل المحاكم المغربيّة.
وتُعدّ أحفوظ أول عنصر في بيت القضاء بنون النسوة، تمكّنت من مهاجمة بعض المضامين التي تضمنها مشاريع القوانين الخاصة بالقضاة، التي أعدتها وزارة العدل في المغرب، كما سجّلت سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المملكة، بتقدّمها للدفاع عن قاضي أمام وجه وزير العدل نفسه، وهذا الفعل لم يتمكن أحد فعله من قبل.
خديحة الرياضيّ.. ضاقت مرارة التعذيب
هي امرأة عنيدة، ضاقت من التعذيب، من كل فن وطرب، اعتقلت بتهم النضال، وتعرضت لاعتداءات عدة من طرف القوات العمومية خلال الاحتجاجات الحقوقية التي شاركت فيها، وخصوصًا أمام البرلمان، كما تعرّضت لحملات توشيه إعلامية من وسائل إعلام مقربة من السلطات، لتجلد مائة جلدة في المساء، وتعود في الصباح لفعل الشيء ذاته، حملت مشعل الحرية والتضامن وتحقيق حقوق الإنسان، إنها خديحة الرياضي، 53 عامًا، مهندسة الإحصاء والاقتصاد التطبيقيّ، وتم منحها جائزة حقوق الإنسان 2013 للأمم المتحدة، والتي سبق أن مُنحت لشخصيات عالمية مثل الأميركيّ مارتين لوثر كينغ، وزعيم أفريقيا نيلسون مانديلا.
وجاءت هذه الجائزة لتُلقي الضوء على وضعية حقوق الإنسان في المغرب، ونضال الرياضيّ التي تعرّضت في مناسبات عدة للعنف، وحملات التشهير من الإعلام المؤيّد للحكومة.
هاجر بوساق.. الحائزة على جائزة تجويد القرآن
مغربية ذات 21 ربيعًا، حازت على جائزة عالمية لتجويد القرآن لمناسبة شهر رمضان 2013 في ماليزيا، لتكون بذلك ثاني مغربية وعربية، بعد حسناء الخولالي، تفوز بهذه الجائزة في تاريخ المسابقة الماليزية العالمية، وسبق أن حازت على جائزة مواهب تجويد القرآن الكريم التي تنظمها القناة الثانية لعامي 2005/2006، فضلاً عن المرتبة الأولى في "مسابقة محمد السادس الوطنية في الطريقة المشرقية" خلال العام ذاتها، ثم فوزها بـ"جائزة محمد السادس الدولية" في الحفظ والتجويد في 2009، بالإضافة إلى مشاركات في أمسيات ومهرجانات قرآنية عدة، ومثّلت المغرب في مسابقات دولية.
دنيا بوطازوت.. حديث الساعة في المغرب
الفنانة دنيا بوطازوت.. هي حديث الساعة في المملكة، تمكّنت من خلال مسلسل "إحنا جيران" ، و"الكوبل" أن تحقق نجاحًا كبيرًا على الساحة الفنية، واختيرت كأفضل ممثلة لسنة 2013 ، وعلى إثرها تم توشيحها من طرف ملك المغرب، وسطع نجمها في الأوساط الفنية والشعبية المغربية، خصوصًا بعد تأديتها دور"الشعيبية" في السلسلة الفكاهية "الكوبل"، خلال شهر رمضان.
أسماء لمرابط وحكيمة الحطري
حازت الباحثتان المغربيتان أسماء لمرابط ولطيفة الحطري، على جائزة العلوم الاجتماعية في دورتها الثالثة، أخيرًا، والتي تقدّم إلى أفضل الدراسات التي أُجريت عن المرأة العربيّة في إطار التخصصات المختلفة للعلوم الاجتماعية كل ثلاث سنوات.
وتنحدر الدكتورة أسماء المرابط من مدينة الرباط، وتعمل حاليًا طبيبة متخصصة في تشخيص أمراض سرطان الدم في مستشفى "ابن سينا" في الرباط، وانكبت منذ سنوات عدة على التفكير في إشكالية النساء في الإسلام، وألقت محاضرات عن الموضوع ذاته في مختلف البلدان عبر العالم، حيث ركزت في عملها هذا بالأساس على إعادة قراءة النصوص الدينية انطلاقًا من منظور نسائيّ، وتشغل منصب رئيسة "مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام" التابع إلى "الرابطة المحمديّة للعلماء" في المغرب.
أما حكيمة محمد الحطري، المنحدرة من مدينة الناظور، فهي أستاذة باحثة، وخبيرة دولية في قانون الأسرة والنوع الاجتماعي، إلى جانب كونها رئيسة فريق بحث أكاديمي جامعي في قضايا المرأة والطفل فقهًا وقانونًا.
مريم أيت امحمد.. شخصية عالمية في حوار الأديان
الدكتورة مريم أيت أحمد رئيسة وحدة مقارنة الأديان وأستاذة للفكر الإسلامي في جامعة "ابن طفيل القنيطرة"، ورئيسة مؤتمر دور الأديان في تعزيز قيم المعرفة في الجامعة، وعضو مختبر اللغة والوسائط الجديدة في الجامعة، وخبيرة في منظمة "الإسسكو" في مجال الحوار بين التفافات وإسترتيجية تطوير التعليم، ورئيسة "جمعية الأخوة المغربية الإندونسية"، والخبيرة الدولية في قضايا الحوار الديني والحضاري، وهي ضمن الشخصيات العالمية الأكثر تأثيرًا في تمثيل الإسلام في حوار الأديان والثقافات، لتكون بذلك المرأة العربية المسلمة والمغربية الوحيدة التي رشحت كفرد بمجهوداتها العلمية وغزارة إنتاجها الأكاديميّ في التعريف بمقاصد الإسلام ورؤيته الكونية، حملت مشعل الريادة في تمثيل الإسلام في حوار الأديان والثقافات في العالم، ونالت خلال 2013 على "جائزة الدوحة العالمية"، في مركز الدوحة لحوار الأديان.
نجية أديب.. تُطالب بـ"إخصاء" المعتدون جنسيًا على الأطفال
كان العام 2013 بالنسبة إلى نجية أديب، حافلاً بالنجاحات، إذ تمكّنت من كسر طابو "الحشمة" الذي كان يُقيّد عائلات ضحايا الاغتصاب، وحملت سيفًا ذو حدين لمحاربة العنصر الذكوريّ الذي اتخذ من أجساد الأطفال مرتعًا خصبًا لنيل أغراضهم الجنسية المتوحشة، إنها نجية أديب رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي"، التي احتلت الواجهة خلال هذه العام في موضوع "النضال" ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وأكدت في تصريحاتها الإعلامية، أن "ما يستحقه المعتدون جنسيًا على الأطفال هو الإخصاء"، ولمن لم يفهم هذا المصطلح، لأنها جاءت به من خزانة مصطلحات العصور الوسطى، شرحته تقنيًا بـ"بتر الأعضاء التناسلية للرجل".