القاهرة - وفاء لطفي
إلتقت "مصر اليوم" بعدد من الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية لعام 2016، والمقرر أن يتم تكريمهن يوم الأحد المُقبل، في مقر دار الأوبرا المصرية، تكريمًا لما بذلوه من جهد طيلة حياتهم لتربية أبنائهم، والوصول بهم لمناصب ومراكز مرموقة وتروي الأمهات المثاليات، خلال لقائهم مع "مصر اليوم"، قصص كفاحهن, وتقول الأولى على مستوى الجمهورية "مبروكة يحيى عبد الله"، إن تربية الدواجن هي التي ساعدتها بعد وفاة زوجها، وتضيف إلى "مصر اليوم": "ترملّت منذ 12 عامًا، ولدي 4 أبناء، الأول محامي، والثاني مدرس، والثالث معيد في قسم الجيولوجيا في كلية العلوم، والإبنة الرابعة طالبة في الثانوية العامة، وأعمل ربة منزل، ولا أمتلك غير مشروع صغير لتربية الدواجن، وكافحت بعد وفاة زوجي بمرض القلب تاركًا لي الأبناء في مراحل تعليمية مختلفة، حتى إضطررت إلى بيع قطعة أرض ورثتها عن والدي من أجل عمل مشروع صغير، من أجل أن يساعدني على تدبير النفقات الخاصة بأسرتي، وحاليا لا أزال أعمل في تربية الدواجن للصرف على تعليم إبنتي الرابعة الطالبة في الثانوية العامة".
أما الثانية على مستوى الجمهورية "خضرة فرج بدوي خالد" تقول: "ربيت حفيدتي بعد وفاة بنتي وأدخلتها كلية الطب، وترملّت منذ 37 عاما، ولدي 3 من الأبناء، الأولى حاصلة على بكالوريوس تجارة ومتوفاة، والثاني حاصل على بكالوريوس هندسة ويعمل مهندس كهرباء، والإبنة الثالثة حاصلة على ليسانس أداب وتعمل مدرسة، وكافحت بعد وفاة زوجي بمرض خبيث تاركًا لي ثلاثة أبناء صغار، وحصلت على شهادة محو أمية لمتابعة دراسة الأبناء، وإهتممت بتعليمهم وحصولهم على مؤهلات عليا، وقمت برعاية أحفادها بعد وفاة إبنتي الكبرى ووصلت الحفيدة إلى كلية الطب".
وتروي الثالثة على مستوى الجمهورية "سميحة نصار محمود سليم"، إنها وفّرت دخل للأسرة من تصنيع التمر، وتضيف: "تزوجت منذ 37 عاما، ولديّ 5 أبناء، الأول حاصل على بكالوريوس طب وجراحة ويعمل طبيب عيون، والثاني حاصل على ماجيستير علوم زراعية وسافر ضمن بعثة لإيطاليا، والثالثة حاصلة على بكالوريوس هندسة وتعمل مهندسة في مجلس المدينة، والرابع طالب بكلية الأداب، والخامسة طالب بكلية الصيدلية، وتعمل ربة منزل، ولديها مشروع لتربية الأغنام، وآخر لصناعة العجوة، وساعدت زوجي في تصنيع التمر والعجوة من النخيل الخاص بهم، وقمت بتوفير دخل للأسرة من خلال التفصيل والأشغال اليدوية، وإهتممت بتعليم أبنائي حتى حصلوا على المؤهلات والدراسات العليا ومازالت تكافح لاستكمال باقي الأبناء لدراستهم".
وتحكي الأم المثالية في محافظة الشرقية "زينب موسى عبد الله عطا قصتها إلى "مصر اليوم"، عن أن البقالة هي التي ربت أولادها، وتضيف: "ترملت منذ 20 عاما، ولدي 3 من الأبناء، الأول حاصل على بكالوريوس تربية نوعية ويعمل مدرس، والثانية حاصلة على بكالوريوس علوم وتربية وتعمل مدرسة، والثالثة حاصلة على بكالوريوس خدمة إجتماعية، وأنا ربة منزل, ولا أمتلك غير معاش زوجي، وتعمل في تربية الدواجن، كما فتحت محل بقالة صغير، وكافحت الأم مع زوجها الذي فقد بصره بعد ثلاث سنوات من الزواج، وتوفى زوجي تاركا لي ثلاثة بمراحل التعليم المختلفة، ومعاش ضئيل، فقمت بفتح محل بقاله صغير في منزلي مع تربية الدواجن، كما حرصت على تعليم أبنائي حتى حصلوا على مؤهلات عليا", وتقول الحاجة زينب "أن مشروع البقالة هو من ربى أبنائها بعد وفاة زوجها، عام 1996، لأنها لم تكن تتقاضى أي معاش وقتها سوى 100 جنيه فقط".
وأوضحت, الأم المثالية, في محافظة الإسماعيلية "حميدة مصطفى محمد" إن مصدر دخلها هي تجارة الملابس، وتقول:
"ترملت منذ 25 عاما، ولدي 4 أبناء، الأول حاصل على بكالوريوس تربية، والثاني حاصل على بكالوريوس صيدلة، والثالث حاصل على بكالوريوس هندسة ومتوفي، والرابع حاصل على ليسانس حقوق، ومصدر دخلي من تجارة الملابس، وكافحت منذ وفاة زوجي تاركًا لي أربعة أبناء صغار، حيث كان يعمل عمل بسيط، وعملت في مشروع صغير في تجارة الملابس لساعدني على تلبية إحتياجات أبنائي، وإهتممت بتعليم أبنائي حتى حصلوا جميعًا على مؤهلات عليا، وزوجت بناتي، وتلقيت صدمة في وفاة إبني قبل زفافه بأربعة أشهر".
و لجأت الأم المثالية في محافظة الجيزة "فاطمة سيد سلامة" إلى ميراثها لتلبية إحتياجات أبنائها، وتقول: "تزوجت منذ 35 عاما، ولدي 3 أبناء، أحدهما راح شهيدًا أثناء فترة تدريبه في معهد أمناء الشرطة، والثاني حاصل على بكالوريوس تجارة، والإبنة الثالثة حاصلة على ليسانس آداب"، وبدأت الأم رحلتها بالزواج من عامل بسيط في إحدى الشركات، قبل أن تلجأ إلى ميراثها لتواجه متطلبات الحياة, وتلبية حاجات أبنائها، وأصرت على تعليم أولادها، وقامت ببناء منزل جديد يضم أبنائها بعد زواجهم، بصحبة الأحفاد، ومن بين الأحداث التي أثرت عليها حين تلقت صدمة إستشهاد ابنها أثناء التدريب".
وإمتهنت الأم المثالية في محافظة قنا "فاكهة حسن علي" مهنة الخياطة للصرف على الأسرة"، وتروي: "إمتهنت مهنة الخياطة للصرف على أسرتي، ولدي 6 أبناء، الأول حاصل على بكالوريوس هندسة ويعمل في وزارة الكهرباء، والثاني حاصل على بكالوريوس هندسة ويعمل مهندس، والثالث حاصل على بكالوريوس علوم ويدرس الدكتوراه في إيطاليا، والرابع يعمل أعمال حرة وحاصل على ثانوية عامة، والخامس حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل أعمال حرة، والسادسة إبنة حاصلة على بكالوريوس علوم, ومعيدة في قسم الرياضيات"، وتضيف: "لم أستسلم لضعف مرتب زوجي، بل قات بمساعدته في إحتياجات المنزل، وكنت مصرة على إستمرار الأبناء في المراحل التعليمية، حتى إجتازوها بأعلى الدرجات".
أما الأم المثالية في محافظة المنيا, "نادية حسين عبد الناصر فاضل" والتي دبرت نفقات أسرتها من صناعة المُربّى، وتقول: ""ترملت منذ 18 عامًا وأعمل مهندسة في الإدارة الزراعية في المنيا، بعدما تعرض زوجي إلى مرض في الساق، تُوفّي على أثره", ووجدت نفسها مضطرة لرعاية أبنائها الـ4 بمفردها، الذين كانت أعمارهم حين وفاة الزواج بعد إجرائه لجراحة في المخ لمدة شهر في المستشفى، وقامت بتدبير النفقات المنزلية من خلال تصنيع المربات والحلوى، وقامت الأم بزراعة قطعة أرض ورثتها عن زوجها، حتى وصل الأبناء إلى مراحل متقدمة في التعليم، وشجعت أبنائها على التفوق الدراسي وحفظ القرآن، وتخرج الأبناء وتزوجوا جميعهم عدا الإبنة الصُّغرى، حيث حصلت الإبنة الاولى على بكالوريوس تربية، والإبنة الثانية على بكالوريوس سياحة وفنادق، والإبن الثالث على بكالوريوس تجارة، والإبنة الرابعة حصلت على ليسانس آداب انجليزي".
أما الأم المثالية في محافظة الغربية فهي "انتصار محمد علام"، وتقول: "أعمل مُدرسة إبتدائية في الغربية، وترمّلت منذ 19 عاماً، ولدي 4 بنات، الأولى حاصلة ليسانس آداب وتربية وتعمل مدرسة لغة عربية، والثانية حاصلة على بكالوريوس طب وتعمل طبيبة أمراض جلدية، والثالثة حاصلة على بكالوريوس طب, وحاليا طبيبة إمتياز، والرابعة في الفرقة الرابعة في كلية الطب، وكافحت من أجل إستكمال تعليمهن، حتى إستطعت إنجاز مهامي، وتوفى زوجي وترك لي أربعة بنات أكبرهم 11 عام والصغرى عام واحد"، وكافحت من أجل تعليم بناتها حتى تخرجت ثلاثة بنات من الجامعات، ونجحت أيضا في تزويج 3 منهن، وما زالت تكافح مع إبنتها الرابعة التي تدرس في السنة النهائية لكلية الطب، ووصفت رحلتها الصعبة, بأنها شملت إصابتها بمرض سرطان الثدي، ونجحت في إستئصاله.
ومن محافظة الدقهلية حصلت "فاطمة متولي علي الهجرسي" على لقب الأم المثالية، وتُؤكد على أنّ تجارة الطيور والزبدة ساعدتها في تربية أوﻻدها، وتضيف: "تزوجت منذ 44 عاما، وأعمل ربة منزل، ولدي 5 أبناء، الأول حاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل محاسب في السعودية، والثاني حاصل على ليسانس لغات ودكتوراه ألسن، والثالث حاصل على ليسانس آداب لغة فرنسية ويعمل مرشد سياحي، والرابعة إبنة حاصلة على ليسانس آداب وتعمل أخصائية مكتبات، والخامسة حاصلة على بكالوريوس تجارة، وتضيف: "إتخذت من تجارة الطيور والزبدة دخلا لتدبير نفقات أسرتي، بالإضافة إلى معاش زوجي الكفيف، وكافحت مع زوجي الذي أصيب بعجز بعد 8 سنوات من الزواج، وأصبح كفيف، حيث قمت بتلبية إحتياجات أسرتي وتدبير مصاريف المعيشة، فقمت بشراء الطيور والزبدة، وكنت أسافر من أجل بيعها في المدينة، وحرصت على تعليم أبنائي حتى تخرجوا جميعًا وأصبحوا في مراكز مرموقة".