الفيلم الوثائقي "وينر

أفادت مصادر مطَلعة بأنه من المقرر عرض الفيلم الوثائقي "وينر" في دور العرض السينمائية بداية من شهر أيار/مايو وعلى شاشة قنوات "شو تايم" في تشرين الأول/اكتوبر. حيث يمتد الفيلم لنحو 90 دقيقة يكشف فيها من خلال 400 ساعة من اللقطات المصورة عن الألم والإهانة والغضب للمرشح "وينر". وضُبط المرشح في الانتخابات عام 2013 على منصب رئيس بلدية نيويورك، للمرة الثانية إثر إرساله نصوصًا وصورًا خليعة إلى مختلف النساء. حيث تورطت معه في الفيلم زوجته هوما عابدين الصديقة المقربة من هيلاري كلينتون ومستشارتها السياسية، والتي تحولت حياتها إلى كابوس ومع ذلك وقفت إلى جانب زوجها بعدما اعترف علنًا قيامه بانتهاك ثقتها فيه.
 
 وعرفت أكبر الإهانات التي تعرضت لها هوما قيام إحدى الفتيات اللواتي أرسلت إليهن زوجها رسائل جنسية بالكشف عن الأمر مع هوارد ستيرن عبر محطة إذاعية ومطاردته من خلال ماكدونالدز في الوقت الذي كان يحاول فيه تجنب مواجهتها. وكثيرًا ما شوهد وينر وهو يتجاوز الحدود والتي كانت إحداها عندما توجه إليه رجلا يهوديًا بألفاظ نابية، وفي مرة أخرى هدد وينر بالتعدي على مراسل أحد البرامج الحوارية وهو لورنس أودونيل. وأبدى سخطه عقب مشاهدة شريط الواقعة إثر عدم توضيح الكاميرات للمشهد جيدًا فيما ضحك وهو يشاهد معركته مع أودونيل.
 
 ويكشف الجزء الأول من فيلم "وينر"، لقطات قديمة للنائب المتحمس العاشق من نيويورك، والذي كان بمثابة النجم الصاعد في الكونغرس الأميركي. ثم يوضح بعد ذلك فجأة الفيلم الأرشيفي في عام 2011 صورًا تحمل طابعًا جنسيًا، والتي أرسلها وينر إلى واحدة من الفتيات التي يتبادل معهن الرسائل. حيث رفض في بادئ الأمر التعليق على قيامه بمبادلة رسائل جنسية مع فتيات، ثم اعترف بعدها بالأمر وعبَر عن ندمه ورفضه للاستقالة. ولكنه أجرى في اعقاب ذلك استقالته قبل أن يتجه بعدها بعامين لإحياء مسيرته السياسية وخوض الانتخابات على منصب رئيس بلدية نيويورك في الوقت الذي ساندته فيه زوجته هوما عبر مساعدته في جمع الأموال لحملته وقيادة المتطوعين في الحملة وتأدية دور مثالي كزوجة رجل سياسي.
 
 
وفجَرت التقارير مرة أخرى في تموز/يوليو من عام 2013 عودة وينر إلى عادته القديمة بإرسال النصوص والصور الخليعة إلى الفتيات تحت اسم مستعار، وهو ما أثار استياء وغضب هوما. حيث وافقت على الظهور مع زوجها خلال المؤتمرات الصحافية التي تتخلل الحملة الانتخابية ولكن على مضض، مؤكدة للصحافيين بأنها تعرَضت لذات الأزمة قبل عامين واحتاجت الكثير من العمل لإبداء الصلح معه.
 
 وحدث ارتباك في حملته الانتخابية نتيجة لذلك ما دفعه إلى الخروج وإبداء الاعتذار مطالبًا المضي قدمًا وعدم السماح للإحباط بالسيطرة على فريق العمل. ولكن سيدني ليزرس التي كانت تبلغ من العمر 23 عامًا أهدت شريطا جنسيا مع وينرإلي فيفيد، فضلًا عن خروجها في مقابلة لتؤكد على إجرائها محادثات جنسية عبر الهاتف مع وينر وصلت في بعض الأوقات إلى خمس مرات في اليوم. ومع الظهور على شاشة MSNBC مع لورنس أودونيل، فقد بدأ المضيف يوجه تساؤله إلى وينر ويقول له ما الذي يجري؟، قبل أن يخرج وينر فاقدًا لأعصابه ويطالبه بالكف عن استكمال الحديث وإلا سيحضر إلى البرنامج ويتعدى عليه، متهمًا إياه بمحاولة إذلاله.
 
 وخسر وينر تقدمه في الانتخابات وتراجع إلى المركز الرابع في استطلاعات الرأي. وذلك تبعًا لما حدث قبل أربعة أسابيع من فتح باب الاقتراع، ثم بعدها بأسبوعين وفي زيارة للعشاء حدث احتكاك قوي بينه وبين رجلٍ آخر أساء إليه ليوجه كل منهما السباب إلى الآخر.
 
 وتلقت هوما يوم إجراء الانتخابات، نصيحة بأنه لن يكون من الجيد ظهورها أمام العامة إلى جوار وينر، ومن ثم رفضت الإدلاء بصوتها وهي برفقته. وبدلًا من ذلك، اصطحب وينر ابنه معه مبررًا للصحافيين عدم ظهور زوجته بجانبه إلى التضارب في المواعيد. وعلى صعيد آخر، وبعد إقامة العرض الخاص للفيلم الوثائقي "وينر"، فقد نفى مساعد المخرج إليس ستينبرغ بشكل واضح تدخل كلينتون عبر الضغط على صانعي الفيلم من أجل استقطاع بعض الأجزاء ذات الحساسية.