الجزائر ـ سميرة عوام
تحوّلت المقاهي المحاذية للواجهة البحرية في مختلف المدن الساحلية في الجزائر، منذ حلول شهر رمضان، إلى قبلة النساء والأجنبيات وسيدات الأعمال، اللوات يفضلن التمتع بزرقة البحر والنسمات اللطيفة الآتية من الغابات والجبال، حيث تمتد سهرات العائلات إلى غاية السحور، وتسافر هذه الجلسات المرفوقة بأغاني المالوف والأندلسي، بالزائر والسائح إلى بعيد، عبر توفير جلسة حميمية مع "الشيشة".
وما يطبع سهرات العائلات هو إقبال بعض النسوة على الشيشة، التي أصبحت غير مقتصرة فقط على الرجال، بل لها تأثيرها الكبير على بعض الفتيات والجامعيات والمغتربات.
وأوضح صاحب أحد المقاهي، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، أنّ "سجل إيجار الشيشة لديه يظهر إقبالاً واسعًا في رمضان، لاسيما من طرف النساء، اللواتي تجاوز عددهن لديه المستخدمين من الرجال، وبحكم أنَّ عدد الشيشة في المقاهي لا يكفي الطلبات، فإنه يتم ضبط المواعيد لاقتنائها".
وأبرزت إحدى رائدات المقهى، في حديث مماثل، أنَّ "حكايتها مع الشيشة بدأت في لقائها الأول مع العائلة في باريس، ومنذ ذلك الوقت أصبحت متيّمة بالشيشة، وقتها وجدت نفسها تتناولها، وتستمتع بهوائها المنعش،حتى أصبحت معبودتها".
وأكّدت أخرى أنها "تعشق الشيشة عن طريق التلفزيون، ومن خلال الأفلام والمسلسلات العربية، ومع ظهور الشيشة في المقاهي كانت من بين السباقات لكرائها، كون عادتنا وتقاليدنا تمنع المرأة من استهلاك الشيشة داخل المقاهي، الشيء الذي دفعها إلى كرائها من أصحاب المقاهي، وإن ارتفع ثمنها".
ويصل سعر "الشيشة" المصرية إلى 9800 دينار جزائري، مقابل 9000 للشيشة التونسية، غير أنَّ العديد من الزبائن يشتكون من نقصها.
وأرجع أصحاب المقاهي السبب في قلّة أعداد الشيشة إلى أنَّ "غالبية المدن الجزائرية لا تتواجد فيها سوى 10محلات لبيع المعسل المستورد من مصر، والجمر المستورد من بريطانيا".
وتتكون الشيشة من آلة فيها أربعة أجزاء رئيسة، الجزء العلوي، الذي يدعى بـ"فدية الجمر"، يتبعه الأوسط المصنوع من مادة النحاس الخالص، الأصفر أو الأبيض، يتصل مع "الجباد"، وهو الأنبوب الذي يدخن به، ثم الجزء السفلي، وهو عبارة عن قارورة زجاج، يوضع فيها الماء لتبريد الدخان المنطلق من الموقد الذي يوضع به المعسل، وعادة ما يكون خالصًا من الفاكهة، كالتفاح والفراولة وغيرها، يضاف إليها قليل من تبغ السجائر.