لندن ـ كارين إليان
أكَّدت الباحثة النفسية في جامعة "مسشاسوتيس"، سوزان كراوس، أن أزمة منتصف العمر مجرد تعبير شائع، فيمكن للمرء أن ينهار قبل أن يستعيد حياته في أي مرحلة من مراحل العمر، ولا تزيد احتمالية حدوث ذلك إذا كان عمره في سن معينة.
وأوضحت كراوس، أنه يمكن أن يضيع الناس بسبب الفوضى من ناحية، وعدم المرونة من ناحية أخرى، بسبب ما عرف بأزمة منتصف العمر، مبينة أنه إذا وصلنا إلى النهاية الفوضوية، فإنه من المحتمل أن ننتقل إلى أزمة كبيرة، ويمكن أن نطلق عليها حينها "أزمة منتصف العمر".
وبيّنت أن الأشخاص يهتمون بمعرفة تجارب بعضهم البعض، والواقع أننا لا نصل إلى مرحلة البلوغ، ثم نتوقف عن النمو، فنحن نستطيع أن نظل لائقين نفسيا عن طريق التعايش مع الواقع والحياة والتغيرات الجسدية التي تتطرأ علينا.
وأبرزت قولها "لابد من التعايش والتعامل مع تغير ظروف الحياة، ومواجهة الإحباطات التي يمكن أن نصاب بها عندما لا تأتى الريح بما نتمنى، ولابد من توقع التغييرات الطبيعية والتخطيط لها وتقبلها ومعرفة أنه لا يمكن أن تسير الأمور وفقا لرغباتنا، وأنه من الممكن استيعاب المحن والمصائب وجعلها محتملة في أي مرحلة من مراحل العمر".
وأضافت أن التعامل مع المخاوف الذاتية مثل القلق والاكتئاب أو جنون الشك والاضهاد يمثل مرحلة ذاتية تبدأ بعناصر الضغط والقلق، بداية من الالتحاق بالجامعة، والحصول على الوظيفة المناسبة، والاستمرار في عمل لا تحب القيام به، والشجار مع الآخرين، والرغبة في الأطفال، ومشاكل الوحدة، والسكن، والطلاق، والمشاكل المالية.
وقالت إنه مع منتصف العمر قد يصل الإنسان إلى اعتقاد أن هذه الأشياء لاتهم إلى درجة كبيرة، خصوصًا وأنه حصل على أشياء أهم منها، أو يكون قد حققها كلها دون أن يشعر بالسعادة، موضحة أن احتمالية حدوث ذلك تتساوى بين سن الـ 25 والـ 50.
ودعت الباحثة سوزان كراوس، إلى تطوير بعض آليات التأقلم مع الواقع لدى الإنسان، مثل التحدث بصراحة مع الآخرين، فيما يلجأ آخرون إلى استخدام آلية التأمل أو الطب النفسي أو التمارين الرياضية، أو تدفع البعض إلى تناول الخمور، والإكثار من العمل.
وحذرت من أن التعامل غير الصحي في محاولة للتأقلم مع الواقع، قد يؤدي إلى حدوث مضاغفات وأزمات كبيرة عندما ينهار الجسد و يقاوم الأسلوب الذى تم التعامل به معه.
واختتمت حديثها بالقول "أزمة منتصف العمر ليست من الأمور الحتمية مثل مرحلة انقطاع الطمث أو الموت، ولكن مع قليل من الحظ والخبرة يمكن تعلم كيفية العيش في الواقع برضا، وأن نسعى للوصول إلى الحقيقة، وأن نكون ما نحن عليه".