تنظيم "داعش"

نشر تنظيم "داعش" المتشدد ثلاث صور مثيرة للاستياء لثلاث مسيحيات آشوريات جرى اختطافهن في شباط/ فبراير المنصرم.

وأظهرت الصور المسربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، النساء وهن يحملن لافتات بيضاء تحمل أسمائهن وتاريخ التقاط الصور في 27 تموز/ يوليو.

ويخشى مسؤولون أن تكون الصور بمثابة تهديد لبيعهن كعاملات جنس، حال رفض ذويهن أو الجمعيات الخيرية دفع فدية لإطلاق سراحهن، على الرغم من عدم كتابة أرقام المبالغ المطلوبة على اللافتات.

وقرر التنظيم المتشدد، الثلاثاء، الإفراج عن 22 مسيحيًا من أصل 220 جرى اختطافهم من قرى زراعية آشورية، بعد أن داهمها "داعش" في محافظة الحسكة في وقت سابق من العام الحالي.

وبيّن الاتحاد الآشوري في السويد، أنّ ألقاب النساء تشبه أسماء الأسر التي تعيش في القرى الآشورية، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن التحقق تماما من كون السيدات مسيحيات.

ويفترض مراقبون الناحية النظرية أن مطالبة "داعش" بالفدية في سبيل تمويل التنظيم، هو احتمال معقول ولكن من الصعب تأكيده، وتظهر الصور السيدة الأولى وهي تحمل لافتة مكتوب عليها اسمها، سوزان إلياس، وأمامها ابنتها إلى جانب التاريخ.

أما السيدة الثانية فهي هنا أسف يوسف، وكانت بمفردها في الصورة الثانية، أما الثالثة فتظهر سيدة محاطة بأطفالها الثلاثة، إلا أن الكلام المكتوب على اللافتة لم يكن واضحًا.

 

وأوضح مصدر في الاتحاد الآشوري في السويد "أسماء السيدات تشبه أسماء العائلات في القرية الآشورية المجاورة، تل جازير، ولكن لا يمكن التأكد من ذلك".

وأضاف المصدر، وهو نفسه من قرية "تل شاميرام" الآشورية، "نستطيع أن نجد هذه الأسماء في القرى الآشورية".

وجاءت الصور في الوقت ذاته الذي بث فيه تنظيم "داعش" مقطع فيديو، يظهر ثمانية رجال آشوريين مسيحيين مختطفين، ويقرأ كل منهم اسمه والقرية التي يقطن فيها.
ويعتبر هؤلاء الرجال من بين أكثر من 200 مسيحي مختطف من قبل التنظيم، في أنحاء منطقة نهر الخابور في شباط/ فبراير.

وصرّح الناطق باسم الإتحاد، أفرام يعقوب "قاموا بذكر أسمائهم في مقطع الفيديو، ولدينا قائمة من الرهائن الآشوريين المحتجزين لدى داعش، وهو الأمر الذي يوضح أنهم من ضمن القائمة".

ولم يشهد مقطع الفيديو وجود أي مقاتل من تنظيم داعش، إلا أن الرجل الذي يظهر في نهاية المقطع دعا بوضوح المجتمع الدولي إلى تأمين إطلاق سراحهم ولكنه لم يذكر شيئا عن الفدية".
وتشير صحة الرجال المختطفين ومظهرهم العام إلى عدم تعرضهم لأي أذي من قبل عناصر التنظيم، الذين اختطفوا مئات النساء من الطائفة اليزيدية في شمال العراق، واعتدو عليهن العام المنصرم.

ويتمتع الأسرى من المسيحيين واليهود بحماية من قبل المقاتلين باعتبارهم "أهل الكتاب"، إلا أن التنظيم المتشدد غير الآن موقفه من هذا الأمر، وذلك وفقاً للفتاة اليزيدية البالغة من العمر 12 عامًا، والتي تعرضت لاعتداء جنسي من طرف أحد عناصر التنظيم.

وبيّنت الفتاة أن مقاتل "داعش" الذي اغتصبها أخبرها أن ما يفعله لم يكن إثماً، لأنها تدين بدين غير الإسلام، وأصدرت إدارة البحوث والإفتاء التابعة للتنظيم، كتابًا من 34 صفحة، يبيح ممارسة الجنس مع المسيحيين واليهود الذين وقعوا في الأسر.