الدكتورة سكينة فؤاد

مع اقتراب إعلان حركة المحافظين الجديدة، يتوقع أن تكون خالية من النساء كالعادة، على الرغم من تقلد المرأة عددًا من المناصب القيادية والهامة في الدولة، ومشاركتها السياسية الواضحة، لذا توجهنا إلى عدد من السياسيين لسؤالهم "لماذا لا تكون المرأة محافظة؟".

يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، معتز بالله عبدالفتاح، أن عدم تولي المرأة منصب المحافظ يرجع إلى التقاليد التاريخية، حيث جرت العادة أن يتولى الرجل منصب المحافظ، ما يجعل المرأة غير مرحب بها في هذا المجال.حسبما نشرت جريدة الوطن.

وأوضح عبدالفتاح أن الجمعيات المدنية والأحزاب الموجودة بمصر غير مهتمة بتدريب المرأة على ممارسة المهام التنفيذية الصعبة التي يقوم بها المحافظ، كما أن القيادات السياسية الموجودة في الدولة تعتقد أن تولي المرأة منصب المحافظ غير مناسب في تلك المرحلة.

وأضاف عبدالفتاح أن منصب المحافظ لا يقتصر على المناصب السيادية فقط، بل إنه في بعض الأحيان يكون المحافظون مستشارين سابقين أو أساتذة جامعيين، وأنه على الرغم من تولي المرأة هذه المناصب إلا أنه لا يتم تعيينها في منصب المحافظ.

وأشار الباحث في العلوم السياسية، الدكتور عمار علي حسن، أن عدم تولي المرأة منصب المحافظ يرجع إلى انعدام الثقة في النساء من الإدارات المتعاقبة التي تحكم مصر، وأن هذا المنصب هو المعادل الأصغر لمنصب رئيس الجمهورية، فما يطلب من الرئيس يطلب من المحافظ، ونظرًا إلى أنه يتم النظر إلى المرأة على أنها لا تصلح لمنصب الرئيس، فبالتالي يتم اعتبارها غير صالحة لتولي منصب المحافظ، كما أن جزءًا كبيرًا من المحافظين موزعون على مناصب الشرطة والجيش والقضاء، وهذا يقلِّص من فرصة توليها هذا المنصب.

وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية، الدكتور سعيد صادق، أن سبب عدم تولي المرأة منصب المحافظ يرجع إلى العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، التي رسخت الفكرة لدى المواطنين أن هذا المنصب يتولاه رجل، وأشار إلى أن ترك الموضوع هكذا سوف يؤدي إلى انطباع سيئ عن المرأة، داعيًا لتغيير هذه النظرة والسماح للنساء اللاتي يتمتعن بالكفاءة والمقدرة بتولي هذا المنصب.

واستنكرت المستشارة السابقة للرئيس عدلي منصور لشؤون المرأة، الدكتورة سكينة فؤاد، عدم تولي المرأة منصب محافظ، رغم توليها مناصب وزارية، ورئاسة حكومات ودول كما في دول كثيرة.

وأضافت فؤاد أن البعض داخل الحكومة، يدَّعي أن عادات وتقاليد المجتمع، تمنع تولي المرأة منصب محافظ، رغم أنها تتمتع بكفاءة وخبرة كبيرة، تجعلها جديرة بهذا المنصب، ما يفند مزاعم عدم صلاحيتها لتولي هذه المكانة.

وأشارت فؤاد إلى قيامها بطلب عدة أسماء لقيادات نسائية، لدفعهن في حركة المحافظين، وقت أن كانت مستشارة للرئيس عدلي منصور، إلا أن الفكرة لم تنفذ، متسائلة: "هل كل الرجال حققوا نجاحات في منصب المحافظين؟".