رام الله غاز محمد
تعتبر طائفة اليهود "الحريديم", من أكثر الطوائف تشددًا في إسرائيل, وترفض (حتى اللحظة) إستخدام التكنولوجيا كالتلفاز والهواتف النقالة , وتكون أفراحهم التي يُحيوها فإن (الأفراح الخاصة بيهود الحريديم), منفصلة وغير مختلطة كما يُمنع على العروس التواجد قبالة الرجال إلّا وهي تضع نقابًا كاملاً على وجهها، والحريديم هي طائفة يهودية متطرفة، تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية وفق "التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية" وهي وفق هذا المعنى طائفة يهودية أصولية وقد أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية أسم "أمهات الطالبان".
وكلمة "حريديم" هي جمع لكلمة "حريدي" وتعني "إلتقى" وربما يكون الإسم مُشتق من الفعل "حرد" الموجود في اللغة العربية بمعنى إعتزل أو إعتكف, و"الحريديم" يرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا, وهي معطف أسود طويل, وقبعة سوداء, بالإضافة إلى "الطاليت" وهو شال خاص بصلاة اليهود غالبًا ما يكون أبيض اللون في زواياه الأربع "التزيتزيت" وهي مجموعة خيوط طويلة من الصوف مجدولة ومعقودة بطريقة خاصة.
ويطيل رجال "الحيرديم" ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، وكذلك شعورهم لتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة، بينما تتشابه نساء "الحيريديم" في ملابسهن إلى حد كبير جدًا مع النساء المسلمات الأصوليات المتطرفات، إذ ترتدي الكثير من نساء الحيرديم لباسًا يكاد يطابق البرقع الذي ترتديه النساء المسلمات المتشددات.
ويذكر أن اليهود الحيرديم يتحاشون قدر الإمكان التحدث بالعبرية إذ يعتبرون العبرية لغة مقدسة يفضل تجنب إستخدامها، ويستخدمون بدلا منها لغة أخرى تسمى "اليديشية", وهي حسب موسوعة ويكيبيديا "لغة يهود أوروبا، نمت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عدة منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية، يتحدثها ما يقارب 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز" و"اليديشية تستخدم الحروف العبرية في الكتابة ولكنها تختلف عنها في نفس الوقت
ومن أهم سمات "الحيرديم" التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية "الهالاخاه" الأرثوذكسية وترفض إعادة النظر في الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية، وهم يفضلون نوع خاص من المدارس الدينية اليهودية يدعى "اليشيفات" يتم فيها تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود، ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل الطب) أو من أجل كسب الرزق، أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرها، فمرفوض عند اليهود الحريديين.
و يتحفظون بقوة وقلما يستخدمون التكنولوجيا وتطبيقاتها مثل التلفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال إلخ ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذي كان شائعا لدى اليهود في شرقي أوروبا قبل القرن الـ 20 الذي تحدثنا عنه سابقا، واليهودية الحريدية موجودة في مدينة القدس (في حارة "مئة شعاريم" مثلا وفي حارات يهودية أخرى)، في مدينة بني براك المجاورة إلى مدينة تل أبيب, من جانبها الشرقي, وفي بعض حارات مدينة نيويورك، ولا علاقة لليهود "الحيدريم" بالصهيونية عند تأسيسها، بل عارضها الكثير منهم بشدة في مراحلها الأولى, إذ اعتبروها حركة علمانية تُهدد الحياة اليهودية التقليدية.