فتاة تعاني من البرص في تنزانيا

تمكنت فتاة مراهقة تنزانية تعاني من المهق من استعادة حياتها في الولايات المتحدة الأميركية، بعد تعرضها لهجوم وحشي من قبل لصوص في تنزانيا، لسرقة قدمها واثنين من أصابعها لبيعها للمشعوذين في أفريقيا، الذين يعتقدون أن أجزاء جسم مريض المهق تتمتع بقيمة عالية وصفات ساحرة، وأن عظامه تجلب الثروة والحظ السعيد.

ونُقلت بيبيانا ماشاميا، البالغة من العمر (16 عامًا)، مؤخرًا إلى لوس انجلوس لتركيب ساق صناعية جديدة بعد الحادث المروع والدموي الذي وقع منذ ستة أعوام.

وأفادت ماشامبا في حوار مع قناة "سي إن إن" الأميركية: "اقتحم بعض اللصوص غرفتنا في تمام الساعة 11 ليلاً، وقاموا بقطع ساقي واثنين من أصابعي".

وأوضحت الفتاة المراهقة التي كانت في ذلك الوقت تبلغ عشرة أعوام فقط، أن اللصوص قاموا بتخديرها حتى تنام، واستيقظت بينما كان اللصوص يحاولون قطع ساقها اليسرى، بعد أن تمكنوا من سرقة أصابع يدها اليمنى بالفعل، وكان ابنة عمها تنام معها في الغرفة نفسها، واستيقظت وهي تصرخ عندما شاهدت مشهد الدماء واللصوص.

وأضافت أن عما وعمتها دخلا إلى الغرفة، حيث تنام شقيقتها التي تعاني من المهق أيضًا، بينما تمكن اللصوص من الهرب.

وتابعت: "أقمت في المستشفى لمدة عشرة أشهر، وكانت فترة علاج مؤلمة للغاية"، وأوضحت كيف كانت تعيش محنة رهيبة، بالقول: "هؤلاء المشعوذين الذين أمروهم ببتر أطرافي، كاذبون، كيف يمكن لشخص أن يغتني من عظامي، هذا هو عمل الشيطان".

وأدركت ماشامابا بعد خروجها من المستشفى، أنها وشقيقتها لن تتمكنا مع العيش بأمان مع عمها وعمتها، اللذين يرعاهما بعد وفاة والديهما، وتابعت الفتاة: "إذا عدت مرة أخرى إلى قريتنا، فربما يتم قتلي".

واستمع السياسي التنزانين شيما كواي غير، إلى قصتهما وعرض إيواء الفتيات في دار السلام، واعتنى "شيما"، وهو أول شخص مصاب بالمهق يتولى منصبًا في البلاد بالشقيقتين، حتى عرضت امرأة تدعى روث مالينا دفع تذاكر السفر لهما إلى الولايات المتحدة هذا العام.

وتحملت مالينا، التي تدير مؤسسة الألفية الأفريقية، نفقة تركيب ساق صناعية جديدة  لشامابا، لتحل محل الطرف القديم الذي  بتر في وطنها الأم، وتمر الفتاة حاليًا بفترة علاج طبيعي في معهد جراحة العظام للأطفال في لوس أنجلوس.