"أمطار الدم" تهطل على بريطانيا

يبدو أنَّ ما يعرف باسم "أمطار الدم" ستهطل على بريطانيا نهاية هذا الأسبوع؛ لتلطخ السيارات والأرصفة، لاسيما أنَّها تسقط في ظل هبوب ريحًا تحمل غبارًا أحمر اللون يشبه إلى حد كبير الصدأ يهب من الصحراء الكبرى.

وأكدت وزارة البيئة البريطانية، أنَّ عددًا من المناطق في المملكة المتحدة من المتوقع أن تعاني من مستويات مرتفعة من تلوث الهواء، حيث امتزجت الأتربة الأفريقية بالملوثات في المدينة، كما أصدرت وزارة الصحة تحذيرات للضعفاء.

وتشهد غالبية المناطق الجنوبية الشرقية والشرقية من بريطانيا مستويات مرتفعة من التلوث، على الرغم من أنَّ الأزمات من المتوقع أن تكون قصيرة الأجل بمجرد أن تبدد ريح المحيط الأطلسي هذا الهواء العكر غدًا السبت.

ويستخدم مصطلح "أمطار الدم" عندما تمتزج الأمطار برمال الصحراء، حيث أنَّ العواصف في الصحراء الكبرى تؤدي إلى إثارة الرمال وتحولها إلى غبار ناعم ينتقل إلى حوالي 2000 كيلومتر وصولًا إلى بريطانيا.

وعندما تهطل الأمطار تظهر بلون محمر، فضلًا عن أنَّه عند جفافها تترك طبقة رقيقة من الغبار لتغطي المنازل،  والسيارات، وأرائك الحدائق.

 وعلى الرغم من أنَّ هذا النوع من الأمطار أكثر شيوعًا في أسبانيا و جنوب فرنسا، إلا أنَّه بات من المعروف انتقاله  إلى مسافات أبعد والهطول في مناطق أخرى مثل مناطق اسكندينافيا، وفي بعض المناطق في الهند يكون لون المطر زاهيًا لدرجة تلطيخه للثياب.

وحذر المتحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية البريطانية دان ويلمز، من أنَّ "المواطنين قد يشهدون هبوب أتربة بنية وصفراء من الصحراء الكبرى على سياراتهم صباح السبت".

وفي العصور القديمة كان من المعتقد أنَّ "أمطار الدم" بالفعل دماء حقيقة وتعتبر نذير شؤم  يبشر بالموت وبالدمار، كما أنَّ هذا النوع من الأمطار ذكر في إلياذة هوميروس وجيفري في حكايات المونموث عن الملك آرثر.

و أضاف خبير الأرصاد ماريو كويلار "شهدت اسبانيا أمطار الدم الأربعاء الماضي، كما انتقل الغبار من صحراء الشمال إلى المملكة المتحدة ليلوث الهواء ويمكن أن تغطي هذه الأتربة السيارات بعد ليلة الجمعة الممطرة".

وكان مسؤولو الصحة في بريطانيا قد أصدروا عددً من التحذيرات بشأن مستويات مرتفعة من التلوث الهوائي خلال  الأيام المقبلة، موصية البالغين والأطفال ممن يعانون أمراض القلب والرئة وغيرهم من كبار السن بتجنب الأنشطة المضنية.

كما أوصى المسؤولون بضرورة التقليل من الجهد البدني، الخارجي بشكل خاص، لاسيما من يعانون من الربو، حيث قد يحتاجون  إلى استخدام جهاز الاستنشاق على نحو أسرع وتيرة، من المتوقع أن تنخفض مستويات التلوث السبت.