نبات البردي

تشتهر محافظة الشرقية بالمساحات الخضراء، حيث يعمل معظم أبنائها فى حرفة الزراعة، ولكن في قرية القراموص التابعة إلى مركز أبو كبير قد يبدو الأمر مختلفًا بعض الشيء، حيث تعد تلك القرية رائدة صناعة البردي في العالم كله، وتعتمد في ذلك على مداخيل الإنتاج التى يتم زراعتها في القرية دون إستيراد أي جزء منها .
 هذا ويبلغ عدد سكان القرية 13545 نسمة، 6999 من الذكور و6546 من الإناث، يعمل معظمهم فى صناعة ورق البردي التى تعد أحد أهم الصناعات التي تميز بها المصريون القدماء حيث دونوا عليه قصص حياتهم، فكان مصدر جذب للعملة الصعبة إذ يحرص السائحون على اقتناءه وينفقون على شرائه أموالا طائلة .
 وأكد سامح الدويق – صاحب معمل لصناعة الورق البردي أن تلك الصناعة تعد مصدر الدخل الوحيد لكافة أبناء القرية الذين يحترفونها منذ الصغر ويأبون إلا العمل بها رغم حصولهم على مؤهلات عليا.
وأشار إلى أن أول من أدخل تلك الزراعة إلى القرية هو شخص يدعى الحاج أنس، حيث أتى بإحدى الشتلات معه من على ضفاف النيل وقام بزراعتها ثم أنشأ بعدها معملًا صغيرًا لتصنيع ورق البردي ومن ثم امتهن عدد كبير من الأهالي تلك الحرفة وقام الجميع بزراعة أراضيهم كاملة بنبات البردي .
 وأوضح الدويق أن نبات البردي ليس له موعدًا محددًا لزراعته بل يمكن زراعته على مدار العام كله ويتم حصاده وتقشيره وتصنيعه عن طريق وضعه فى غلايات لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 6 ساعات يطرق بعدها العود لفرده ثم يقسم لشرائح رقيقة يسكب عليها ماء البطاس والكلور ثم يوضع بعدها فى ماء نظيف قبل نشره ليجف،بعد ذلك تأتي المرحلة الأهم من مراحل التصنيع وهي العصر حيث يتم وضع الشرائح في مكابس والضغط عليه لضمان جفافه من المياه .
 وأعرب العديد من أهالي القرية عن استيائهم الشديد من تجاهل الدولة لهم وعدم تقديم الدعم الذي من شأنه الحفاظ على تلك الصناعة الهامة، حيث طالب الأهالي بضرورة الإهتمام بزراعة نبات البردي والحفاظ عليها ودعمهم عن طريق إنشاء سوق مشترك لبيع منتجاتهم التي لا تزال حتى يومنا هذا تباع في مدينة شرم الشيخ على يد سماسرة يحصلون عليه من القرية مقابل 7 قروش للورقة الواحدة، بعد أن هجر السائحون تلك القرية التى كانت مقصدًا لهم ومزارًا سياحيًا يتوافدون عليه ولا يرجعون إلى بلادهم دون شراء أوراق البردي المزينة بالنقوش الفرعونية القديمة .