الرئيس الأميركي باراك أوباما

أحيا الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذكرى العاشرة لإعصار "كاترينا" الذي يعتبر أحد أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد، في مدينة نيو أورليانز.

وأجرى الرئيس الأميركي، الخميس، جولة في المدينة، تفقد خلالها أحوال السكان الذين لا يزالون يعملون على إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم.

وكانت المحطة الأولى في زيارة أوباما، حي "تريم" أحد أقدم الأحياء التي يقطنها الأميركيون السود، والذي شهد فيضانات كبيرة خلال الإعصار الذي وقع في عام 2005.
وتفقد الرئيس الأميركي منازل المواطنين، وألقى التحية على السكان وتبادل أطراف الحديث معهم، وكان يرتدي نظارات شمسية مع قميص رفعه عن ساعديه.

وشهد الرئيس أوباما تحسنًا ملحوظًا في المناطق المحيطة، وبيّن "أعتقد أن قدرتنا على قطع الكثير من الأشواط في تحسين المدينة، عقب عشرة أعوام من كارثة ملحمية رهيبة، تعتبر مؤشرًا على الروح التي تتمتع بها المنطقة".

وتوقف الرئيس الأميركي لتناول طعام الغداء في الحي رفقة بعض الشبان المحليين في مطعم "ويلي ماي"، وأشار أوباما في زيارته الأخيرة، إلى أنه لم يتناول الدجاج المقلي الذي يشتهر به هذا المطعم.

ومن المقرر أن يلقي خطابا بمناسبة افتتاح مركز الخدمة المتعددة "Andrew P. Sanchez & Copelin -Byrd" الذي يقع أسفل المدينة في شارع "وارد"، في وقت لاحق من ظهر الخميس.

ويعتزم الرئيس الإشادة  بمضي مدينة نيو أورليانز، قدما بعد مرور عشرة أعوام من التعامل مع آثار إعصار "كاترينا" الذي كان ضربة قاسمة، كما أصبحت المدينة مثالا على ما يمكن أن يحدث عندما يتعاون الشعب لبناء مستقبل أفضل للخروج من اليأس الذي نتج عن المأساة، كما يعزي أوباما إعادة الروح من جديد في المدينة إلى الحكومة والقادة والمواطنين والشركات الذين تعاونوا معًا.

ويعتزم الرئيس أوباما، القول خلال زيارته التاسعة إلى المدينة، استنادا إلى تصريحات معدة سلفا من طرف البيت الأبيض، منذ وقت ليس ببعيد، كان اجتماعنا في شارع (Lower 9th) غير مرجح على الإطلاق، ولكننا اليوم نشهد افتتاح المركز المجتمعي الجديد باعتباره رمزا استثنائياً للصمود لهذه المدينة وشعبها، لساحل الخليج بأكمله، بل في الواقع للولايات المتحدة الأميركية".

يذكر أن الرئيس الأميركي زار المدينة، بمناسبة الذكرى الخامسة للإعصار عام 2010، وكان أوباما في السنة الأولى من فترة عضويته في مجلس الشيوخ الأميركي، عندما هبت رياح كاترينا القوية وهطلت الأمطار الغزيرة على مدينة لويزيانا في 29 آب/ أغسطس 2005.

وألحقت العاصفة أضراراً كبيرة بساحل الخليج من ولاية تكساس إلى وسط فلوريدا، حيث تسببت العاصفة في انهيار نظام السدود التي بنيت لحماية نيو أورليانز من الفيضانات.
وقتل أكثر من ألفي شخص غالبيتهم في نيو أورليانز، بعد أن غمرت مياه الفيضانات نحو 80% من المنازل لمدة أسابيع، وتشرد نحو مليون شخص.

وهيمنت مقاطع الفيديو التي تضمنت هرع السكان إلى أسطح المنازل أو داخل صالات الألعاب أو مركز المؤتمرات على التغطية الإخبارية حينها، التي اعتبرت الإعصار رمزًا على فشل الحكومة على المستويات كافة.

وتناولت صفحات التاريخ العاصفة باعتبارها أكثر الكوارث الطبيعية التي أصابت الولايات المتحدة عنفاً وتكلفة، وبلغت تكلفة الخسائر والأضرار التي لحقت بالمنازل والممتلكات الأخرى نحو 150 مليار دولار.