المناطق البرية بين آسيا والأمازون

حذر علماء البيئة من أنَّ المناطق المتبقية من البرية  بين آسيا ومنطقة الأمازون مهددة بالدمار بسبب خطط تأسيس الطرق الممولة من بنوك التنمية من دون الاهتمام بحماية العالم الطبيعي.

وأكد العلماء أنّ عمليات البنية التحتية الضخمة وبناء الطرق هي في صميم مشاريع التنمية الضخمة في جميع أنحاء العالم، يتم تبريرها بأنها محاولات لمساعدة الفقراء على تحقيق مستوى أعلى للمعيشة؛ لكنها في الواقع تؤدي إلى تدمير البيئة.

ويزعم العلماء بأننا "نعيش في عصر شهد زيادة في توسيع الطرق والبنى التحتية"، مشيرين إلى أنَّ بحلول عام 2050 سيكون هناك 25 مليون كيلومتر إضافية من الطرق المعبدة الجديدة على الصعيد العالمي، وهو ما يكفي للدوران حول الأرض 600 مرة.

وأضافوا: "ما يقرب من 90 في المائة من هذه الطرق الجديدة سيتم بناؤها في العالم النامي، والكثير منها سيؤدي إلى تراجع مساحة مناطق الغابات الاستوائية لخدمة بناء مناجم جديدة وسدود كهرومائية في بعض الأماكن النائية على الأرض".

وأوضح الباحث في مجال الاستدامة البيئية في جامعة "جيمس كوك" في أستراليا وليام لورانس، بأنَّ التجارب أثبتت أن الطرق أول علامة على بداية النهاية للمناطق الطبيعية.

وأضاف لورانس أنَّه خلال الفترة التي قضاها كعالم في منطقة الأمازون، رأى أنَّ  بناء الطرق تسبب في الدمار البيئي على نطاق واسع، قائلًا "نحن نعيش في العصر الأكثر مأساوية في توسيع الطرق والبنى التحتية في التاريخ البشري" الذي تسبب في تجريف الغابات المطيرة وقطع الأشجار.

وأشار إلى أنَّ الصيادين في العقد الماضي وحده، قتلوا نحو ثلثي الفيلة الذين عاشوا بسلام في الغابات بين الأشجار لآلاف السنين للحصول على العاج، ولفت إلى أنَ البنوك الدولية تساعد في تمويل بعض "ممرات التنمية" في أفريقيا التي تمر عبر الكثير من الأماكن البرية وسيتسبب الأمر في زيادة تهريب العاج، وقطع الأشجار وتجارة لحوم الطرائد.

وتابع: "هناك أساليب لتقليل تأثير تطوير البنية التحتية، على سبيل المثال استخدام المجاري المائية الحالية للنقل بدلا من بناء الطرق، أو من خلال التركيز على تحسين الطرق في المناطق المستقرة".

وأعرب لورانس عن قلقه بشكل خاص إزاء بنوك التنمية، وهما البنك الصيني "AIIB" ومقره في بكين، وبنك التنمية البرازيلي "BNDES"، وبيَّن أن البنك البرازيلي قد موّل مجموعة من مشاريع البنى التحتية المدمرة للبيئة، بما في ذلك بعض السدود الضخمة في الأمازون التي غمرت مساحات شاسعة من الغابات على حد وصفه.

وقررت فرنسا وألمانيا هذا العام أن تحذو حذو بريطانيا والانضمام للبنك الصيني، ويرى النقاد أنَّ العضوية الأوروبية ستعطي مصداقية لبنك "AIIB" لا يستحقها. ومع ذلك، فقد اقترح آخرون أنَّ بريطانيا والدول الغربية الأخرى يمكن أن تعمل في الداخل في محاولة لتشديد المعايير البيئية للبنك.