دفئات زراعية

تُستخدم دفئات زراعية أو "بيوت بلاستيكية" لزراعة أشكال الخضروات والورقيات التي يحتاجها المنزل الفلسطيني، وأصبحت منتشرة ليس في الأراضي الزراعية الممتدة والفسيحة، بل على أسطح المنازل في مخيم الدهيشة جنوب مدينة بيت لحم.

ومن جانبه؛ أكد مدير مؤسسة كرامة لتنمية الطفل والمرأة في مخيم الدهيشة، القائم على هذا المشروع، ياسر عبد الغفار الحاج، أنَّ الفكرة جاءت أولًا للحصول على مشروع اقتصادي صغير يعتمد على تعزيز دور المرأة في المجتمع، وثانيًا، تعزيز دور الإنسان الفلسطيني من خلال الارتباط بأرضه.

وأشار إلى أنَّ الفكرة بدأت العام 2012 وجاءت بذكرى النكبة الفلسطينية، لتعزيز القيم الإنسانية لللاجئ ولربطه بأرضه الفلسطينية، وبدأنا بالتوسع في المشروع من خلال وجود ممولين له في الآونة الأخيرة.

وأضاف "المعيار الأساسي في تنفيذ المشروع ومنحه هو لخلق شيء غير موجود، والاعتماد على الأشخاص الذين عندهم ميول زراعية وعندهم إشكالية اقتصادية، وفي البداية كانت الفكرة جديدة، وتم اختيار النساء الأكثر احتياجًا وتحديدًا في مخيم الدهيشة، وفي الفترة المقبلة ستختلف المعايير قليلا من اختيار الفئة غير الموظفة في مجتمع اللاجئين، وتم تحديد هذا المجتمع بسبب عدم وجود مساحة زراعية داخل المخيم".

وعن التكلفة المالية لهذه البيوت الزراعية؛ أوضح الحاج أنَّ "تكلفة المشروع غير باهظة مقارنة مع الإنتاج للفترات الطويلة، فتصل التكلفة الإجمالية إلى حوالي ألف دولار أميركي فقط، بينها تكلفة المياه، والأسمدة، والأشتال، فالمشروع ناجح بالمفهوم الاقتصادي المنزلي، والممولون هم شخص أُعِجب بفكرة المشروع، وكذلك متطوعة بدأت تتطوع في مؤسستنا ومولت والآخرين بناء سبع بيوت بلاستيكية، كما أنَّ المشروع نال إعجاب الأمم المتحدة، التي ستدعم بيوت بلاستيكية زراعية في الفترة المقبلة".

وبشأن ما يقدمه المشروع من إنتاج يقول الحاج إن "المشروع جاء لتلبية احتياجات المنزل من الخضروات والورقيات، وتُزرع هذه في مساحات غير قليلة نسبيا، فمساحة البيت البلاسيتيكي الواحد تصل إلى ما يقارب من 25 مترًا مربعًا، ويبنى على سطح المنزل وتوضع الأتربية في أحواض على السطح أو ملعقة لاستغلال المساحات بشكل دقيق ومدروس، بحيث يمكن زراعة  ما بين 60- 80 نبتة داخل البيت الواحد".

وعن مستقبل هذا المشروع للمستفيدين منه يؤكد ياسر الحاج أنَّ المشروع سيتطور أكثر، وسيكون بحلة جديدة، وسيعتمد على فئة محددة في الفترة المقبلة وستكون فئة السيدات تحت سن الـ 30 عاما غير العاملات.

ومن الناحية الاقتصادية؛ فهو مجدي للاحتياج المنزلي، وفي الوقت الراهن ما نقوم به يكفي المنزل من احتياجاته اليومية من الخضار والورقيات، كما أنه يأتي تحت إشراف من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية، وبإشراف ومتابعة من مؤسستنا صاحبة الفكرة.